لعلنا نسمع كثيرًا عن المجازر التي حدثت خلال الحرب العالمية الثانية وخاصة بعد صعود قوى النازية والفاشية بالعالم ، من ضمن المعسكرات التي سُميت بمعسكر الموت معسكر أوشفيتز بيركينو الذي تم افتتاحه عام 1940م في جنوب أيرلندا فهو أكبر المعسكرات النازية للإبادة .
تم تخصيص المعسكر في البداية من أجل المعتقلين السياسيين ولكنه مع الوقت تطور حتى أصبح مخصص لاعتقال جميع أعداء النازية ، وتم تخصيصه بعد ذلك لعمليات الإبادة الجماعية بغرف الغاز ، أيضًا بداخله كانت يتم تعريض السجناء لتجارب الطبية تحت إشراف الطبيب النازي جوزيف مينغيليه ، وُصفت تلك التجارب أنها طبيبة بربرية ، أودت بحياة أكثر من مليون شخص خلال فترة الحرب العالمية الثانية فقط .
قام هتلر مع بداية الحرب العالمية الثانية باعتماد سياسة أطلق عليها الحل الأخير ، لأنه كان واثقًا أن اليهود أو الحل الوحيد هو المشكلة اليهودية ، فلم يقتصر على عزل اليهود وخضوعهم لأعمال عنف وتجارب طبيبة ، بل أراد القضاء على جميع اليهود في كل بقاع الأراضي التي تُسيطر عليها ألمانيا ، ولم يكتفي بذلك بل ضم إليهم المعلمين والفنانين والمثليين والمعوقين ذهنيًا وجسديًا فهم لا يصلحون للعيش داخل ألمانيا النازية حسب اعتقاده.
فبدأ بتجهيز المعسكرات التي عُرفت لأحقًا بمعسكرات الموت ، وافتح أكثر المعسكرات دموية ووحشية وكان رئيسه هو رادولف هوس وساعده في الإدارة زاكسن هاوزن ، تم بناء المعسكر على قاعدة عسكرية سابقة بالقرب من مدينة كراكوف بجنوب أيرلندا ، تم إخلاء المنطقة بالكامل وإجبار السكان المحليون بالإخلاء وهدم المنازل ، في البداية كان المعسكر من أجل البولندين المعارضين للاحتلال النازي ولكن مع اعتماد هتلر لسياسة الحل الأخير أصبح من معسكرات الموت الأكثر قسوة ودموية .
تم استعمال السكة الحديدية لنقل المحتجزين للمعسكر ، في البداية لم يتم قتل كل من يصل للمعسكر ، تم إجبار القادرين على العمل في انتاج الذخيرة وصناعة المنتجات التي تحتاجها ألمانيا بالحرب ، وتألف المعسكر من عدة أقسام القسم الرئيس يضم المعتقلين السياسيين وكُتب على البوابة العمل سيجعلكم أحرار .
والقسم الثاني وكان يقع في قرية بيركينو تم إنشاء في العام التالي لافتتاح المعسكر بأمر من قائد القوات الألمانية هنريك هيملر ، كان يستوعب 900000 سجين احتوى على غرف حمامات استعملت لحرق المعتقلين وأفران الغاز ، كان يوجد أيضًا أكثر من أربعين معسكر أخر أشهرهم معسكر مونوفيتس الذي أُطلق عليه معسكر أوشفيتز الثاني .
في البداية كان يتم فحص المعتقلين فور الوصول من قبل أطباء ألمانيين ، وإرسال الأطفال والنساء والعجزة فورًا إلى المحارق كان يعتقد السجناء أنها غرفة حمام ، بسبب كتابة كلمة حمام على الأبواب ، من الصعب جدًا تقدير عدد من ماتوا بهذا المعسكر ، تم إخضاع عدد لا بأس به من السجناء لتجارب طبيبة غير إنسانية وتم تنفيذ تجارب واسعة ، منها تجارب لون العين وتجارب قلوب التوائم ، وبعد هزيمة النازية في الحرب العالمية الثانية ، بدأ المسئولون بتدمير أدلة العنف بالمعسكر وتم حرق الوثائق التي تدينهم .
وبعد دخول قوات الإتحاد السوفيتي السابق لكراكوف عام 1945م أمر الألمان بإخلاء معسكر الموت ، تم سير 60000 معتقل لإرسالهم لمعسكرات ألمانيا ومات العديد منهم بالطريق ، دخل السوفييت المعسكر ليجدوا به 7500 معتقل فقط من المرضى والمعاقين وتم العثور على أكوام من الجثث ومئات الآلاف من الملابس والأحذية وأطنان من الشعر البشري ، فقد كانوا يحلقون رؤوس المعتقلين قبل حرقهم ، تم إدراج المعسكر كأحد مواقع التراث العالمي في ايرلندا عام 1979م ، فكل شيء به يشهد على تلك الفترة الفارقة من عمر الزمن .