في بعض الأوقات يكون انتقالنا إلى مكان غريب بمثابة نكبة على حياتنا ، وهذا ما حدث فعلًا مع ويليام غاريت ، كان ويليام غاريت يبلغ من العمر 18 عام ، وقد أنهى ويليام بعثته التعليمية بكارثة عظيمة حيث أنه قد أصيب بالكثير من الهلاوس وكان يسمع أصوات غير موجودة فى الواقع وكانت كل هذه الأشياء تدل على إصابته بمرض الشيزوفرينيا أو مرض انفصام الشخصية وللأسف الشديد قد تمكن هذا المرض من ذهنه .

قال إن الأصوات التي يسمعها لم تكن بالواقع وإنما داخل ذهنه هو فقط ، وقد تنوعت من واحدة تقول بأن والده قد سمم كلبه ، وأخرى توهمه بأن جدته­ قد أعدت له طعامًا مصنوع من اللحم البشري وبالطبع جعلت تلك الهلاوس من حياته جحيمًا.

ولما اشتد المرض عليه كثيرًا ، ترك الجامعة وكان ذلك كنتيجة لعجزه عن القراءة وعن استذكار دروسه ، فكان في السابق صمم برنامج حاسوب ويختص بتنظيم مكتبته ، وقد احتوت على أكثر من 600 كتابًا .

ويتحدث عنه أقاربه قائلين أن هذا الحدث وقع وقعًا عظيمًا فقد كان طالبًا ذكيًا ، وكان شخص اجتماعي ولكن لا يستطيع أحدًا أن يصدق ما حدث له ، وقد تم اختياره عضوًا في مجلس إتحاد الطلاب نظرًا لشهرته بين الطلاب بمدرسته بميريلاند .

ووفقًا لما ذكره أقارب ويليام غاريت ، فإن أعراض مرضه قد ظهرت عام 2007م ، حيث أخذ يستغرق في النوم لفترات طويلة جدًا ، وقد قام بإفراغ علبة كاملة من المبيد الحشري لأنه قد توهم بأن غرفته مليئة بالحشرات المؤذية .

وللأسف الشديد ازدادت حدة أوهامه ، فقد توهم غاريت أنه أصيب بأورام مرض الغرغينة وذلك نتيجة ممارسته للرياضة ، وقد خضع ويليام غاريت إلى فحص طبي على أيدي باحثين في برنامج لدراسة مرض الشيزوفرينيا .

وأصبح تحت المراقبة لعد أشهر وذلك خوفًا من أن يؤذي نفسه أو يفكر فى الانتحار حتى يتخلص من حياته ، وبحسب قول الأطباء الذين أشرفوا على حالة ويليام غاريت ، فإنه قد داق الأمرين من الأدوية التي جربت عليه .

حيث أن هذه الأدوية قد أصابت أحدهم بمرض السمنة ، وآخر أصابته بانعدام في توازن مزاجه ، وتعليقًا على هذا الأمر ، فقد قال الدكتور توماس بورنمان وهو مدير برنامج الصحة العقلية في مركز كارتر قائلًا : إن العقاقير والجرعات التي يتم وصفها للمرضى ليست شرطًا أن تتطابق مع كل الحالات ، وقد أضاف قائلًا أن العلاجات تختلف من مريض إلى أخر من حيث الكم والنوع ، وقال الدكتور توماس أيضًا أنه بالتجربة والخطأ يصل الباحث إلى العلاج المناسب لكل الأشخاص المصابة .

والمرض هذا ليس سوادوي ولا شديد السوء إلى هذه الحد الذي تخيله ، بل إن هناك بعدًا مشرقًا ، ويتبين لنا هذا الأمر عندما ظهر أصبحت حالة ويليام غاريت أكثر تحسنًا وأصبح أيضًا أكثر قدرة على التركيز في جميع الأمور وأكثر تواصل مع الآخرين بعد انتهائه من العلاج ، حيث أصبح يلعب ويحادث ويمازح الناس وأصبح هناك أملًا من نجاته من الحالة التي وصل إليها .

وقد كانت حالة ويليام غاريت ليست الوحيدة الفريدة من نوعها ، إذ أنه قد ذكر لنا بعض المطلعين أن سبق وأصيب بها عازف  البيس الناجح ناثانيال أيرز ، والذي كان قد فقد منزله بعدما أصيب بمرض الشيزوفرينيا .

واضطر أن يعزف لبتهوفن على آلة الكمان في الشوارع حتى لا يموت من الجوع ، ويذكر أن مرض الشيزوفرينيا ، أو انفصام الشخصية ، ينتج من حدوث إعاقة في تطور الدماغ نفسه ، وذلك كان يضع المصاب في حالة تجعله يخلط بين الوهم والحقيقة .

By Lars