إنه شارع تجاري عريق يحمل عبق تاريخ المنطقة الشرقية ، وأصالته ، ويحمل قصص وحكايات من عمق التاريخ نجدها في هذا المقال .
قبل عقود كان هذا الشارع هو الوحيد الذي تستطيع أن تجد فيه كل ما تحتاج إليه من ملابس ، وعطور ولوازم ، وأدوات منزلية لا تكاد تجدها في بقية مدن المملكة ، وظل الشارع لعقود محافظًا على خصوصيته وتميزه حتى اليوم ، رغم وجود العديد من المجمعات والمراكز التجارية المختلفة.
ولكن يبقى لهذا الشارع ميزاته الخاصة ، وأصالته ، في قلوب مريديه التي جعلت منه اسمًا على مسمى ، حتى عشاق القراءة ، والإطلاع كانوا يجدون وجهتهم في الشارع ، فكانوا يحضرون شهريًا الى إحدى المكتبات المعروفة والموجودة في هذا الشارع ؛ لاقتناء ما يتوفر لديها من مجلات وصحف عربية ، ونفس الشيء يقال عن أدوات الرسم والتصوير.
وصف الشارع في بداياته :
جرى بالتعاون بين البلدية ، وشركة أرامكو ، التخطيط والسفلتة لكافة شوارع المدينة ، وعصرنتها على غرار مُخَطَط مدينة نيويورك الأميركية ، لتكون الشوارع متوازية في استقامة واحدة من الجنوب للشمال ، مع تقاطعات مستقيمة ومتوازية.
كان طول الشارع 2.5 كيلومتر تقريبًا ، بعرض 16 مترًا ، على شكل 28 تقاطعًا مستقيمًا ، وعلى كلا الجانبين تصطف مئات المحلات التجارية لبيع كل ما يلزم ، وبينها فراغات لتسهيل حركة المتسوقين والمشاة ، ظلت الحال هكذا حتى مطلع السبعينيات ، إذ سرعان ما ضاقت الفراغات ، التي كانت تستخدم كمقاه شعبية ، ومنها مقهى بورسعيد ، والشجرة ، وكوكب الشرق.
التقاء المعاصرة والأصالة في شارع الملك خالد بالخبر:
يرتسم في هذا الشارع حب وتعاون بين البلدية وأصحاب المحلات والعقارات فبالتعاون بينهما أصبح الشارع ، وما جاوره من شوارع رئيسة وفرعية ، في تجدد وتطور فبدأوا قبل سنوات في تحديث وتطوير ، عقاراتهم ومبانيهم بصورة حديثة ومتطورة ، محافظين على الأصالة والعراقة والمعاصرة.
لتاريخ الحركة التجارية لهذا الشارع علامتان فارقتان لا يمكن نسيانهما:
الأولى : كانت في السبعينات مع قدوم عصر النفط وما أطلقه من أعمال ضخمة للتنمية وتنفيذ مشاريع البنى التحتية الحديثة ، ففيها اتخذت مئات الشركات الأجنبية الفرنسية ، والألمانية والسويدية ، والإيطالية ، والهولندية ، والبلجيكية ، والكندية ، والأمريكية ، والبريطانية من الخبر أو المدن القريبة منها كالدمام ، والظهران ، والجبيل مكانا لمقارها وسكن الآلاف من موظفيها.
الأمر الذي كان له أثر إيجابي غير مسبوق على حركة التسوق اليومية في الشارع ، وكذلك تسارع التوسع التجاري من أجل تلبية كافة الرغبات والاحتياجات ، كما تمثل في سعي مواطنين كثر إلى دخول عالم التجارة من خلال الاستحواذ ، على موقع في شارع الملك خالد ، وإن اضطروا لدفع مبالغ خيالية في سبيل ذلك.
أما الحقبة المتميزة الثانية من تاريخ الشارع من حيث جهة الازدحام وحركة التسوق ، وازدهار فقد كانت في التسعينات ، حينما نزل في الخبر وأطرافها مئات الآلاف من جنود قوات التحالف استعدادا لتحرير الكويت في عملتي درع الصحراء وعاصفة الصحراء.
الحياة التجارية في شارع الملك خالد :
كان الشارع في الماضي يوفر كل ما يحتاجه المواطنون ، والمقيمون من المهندسون ، ومساعدوهم ، والعمال الذين يعملون في شركة النفط ، ففيه تتوافر الاجهزة والمعدات الكهربائية ، والأطعمة المستوردة من الخارج ، إضافة الى المتاجر المتخصصة في بيع كل ما يحتاجه المقاولون ، ورجال الاعمال من أجهزة ومعدات إنشائية ، وصناعية ، وتجارية ، مختلفة.
وبالتالي كان هذا الشارع ، وشوارعه الفرعية مركز انطلاق امبراطوريات اقتصادية معروفة ، وصلت شهرتها الى مختلف دول العالم ، واستطاعت باجتهادها أن تساهم في التنمية الاقتصادية في المنطقة ، ومن هذا الشارع تزود المسافرون بكل ما يحتاجون إليه في سفرهم من لوازم وأدوات وحقائب وهدايا لأسرهم ومحبيهم.
وصف المحلات التجارية في شارع الملك خالد :
في هذا الشارع تجد نفسك أمام أقدم المحلات المتخصصة في صرف العملة وتغييرها ، وشهد هذا الشارع ، إقبال عدد من كبار الشخصيات من الداخل والخارج للتسوق من متاجره الشهيرة التي كانت تفتح بصورة خاصة ، وفي أوقات معينة ؛ لاستقبال شخصية كبيرة ، جاء برفقة أفراد أسرته ، ومنها زيارة الملك الراحل سعود بن عبدالعزيز ، وزيارة الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز.
ومن هذا الشارع والذي اشتهر بمصارفه المتعددة كانت تتم من خلال مئات الاعتمادات والتحويلات المالية ، لمختلف عواصم العالم ، ومن خلال متاجره ، ومكاتب شركاته ومؤسساته تم استيراد وتصدير ملايين البضائع المختلفة ، ومنذ الصباح تبدأ الحركة النشيطة في هذا الشارع حتى ساعة متأخرة من الليل ، حركة ، وفعل ، وعطاء ، لشارع خالد ، كان ومازال خالدا في الذاكرة.