قد نقرأ بالصحف أو على شبكة الإنترنت حالات عدة قام فيها الأشخاص المعنيون بالانتحار ، تخلصوا من حياتهم بطريقة ما ، إما شنقًا أو ذبحًا أو غيرها من الوسائل ، بعضها بشع والبعض الآخر بلا ألم ، كأن يتناول أحدهم جرعة عالية من العقاقير على سبيل المثال .

ولكن غالبًا ما يكون السبب خلف تلك الحالات هو الاكتئاب ، هذا الوحش الصامت الذي يلتهم الروح بلا رحمة ، فإذا لم تنتبه له فقد تستلم له في أحد الأيام ، ولكن ما الذي يدفع أحدهم إلى الذهاب لأحد الفنادق في منطقة جميلة المنظر لينتحر!

مواصفاته :
من بين الشلالات الشهيرة على مستوى العالم يقع شلال يدعى تيكينداما Tequendama Falls على بعد مائة وتسع وثلاثون مترًا من مدينة بوغوتا الكولومبية ، هذا الشلال الذي شهد العديد من الحوادث الغريبة التي وقعت منذ أمد بعيد ، وليست وليدة هذا اليوم.

في الطريق الذي يؤدي هذا الشلال تقع العديد من الغابات والجبال والبحيرات ، وما يميز هذا الطريق أنه ضيق جدًا وشديد الضباب ، وهادئ لدرجة مريبة ، فلا تكاد تسمع أصواتًا لطيور أو حتى حيوانات ضالة هنا أو هناك.

وعندما تخترق هذا الطريق الضيق وصولاً إلى قمة الشلال ، سوف تجد العديد من العلامات والخطوط والطلاسم على الأشجار ، والتي قد تدفعك للتركيز في فكها ، وفي الحقيقة هذه الخطوط ما هي إلا علامات كان قد تركها كل من ذهبوا في هذا الطريق صعودًا إلى الشلالات من أجل الانتحار!

الرواية :
في عام 1519م ، وإبان فترة الغزو الإسباني لإمبراطورية الأزتك الواقعة في أمريكا الجنوبية ، قامت العديد من الحروب الدموية في تلك المنطقة ، والتي راح ضحيتها العديد من العائلات والأسر ، حيث رويت الأرض بدماء سكانها المحليون.

ونظرًا للخوف الشديد من التفرق أو الموت على يد هؤلاء الغزاة ، ارتحلت العديد من العائلات إلى طريق الشلالات الضيق ، وقاموا بترك علامات على مرورهم من هذا الطريق ، واتجهوا جميعًا نحو الانتحار من أعلى قمة الشلال ، خوفًا من الاعتقال والإحالة إلى مستعمرات الأسبان ، حيث كان يصعد جميع أفراد العائلة ويبدؤون في القفز واحدًا تلو الآخر من أعلى قمة الشلال.

أساطير قديمة :
وتروي الأساطير القديمة أن القفز من أعلى الشلال ، يجعل الروح البشرية تتحول من مجرد روح غير مرئية  ، إلى نسور تطير بجناحيها إلى الأبد في الفضاء ، وكان هذا السبب هو أقوى دافع للناس في هذا العصر القديم الذي انتشرت فيه العديد من الخرافات ، في ذهابهم إلى أعلى الشلال والقفز من فوق قمته ، في حالات انتحار جماعية فريدة من نوعها.

ومع مرور السنوات ، ظلت حالات الانتحار قفزًا من أعلى الشلالات قائمة ، ولكن مع نسبة أقل من المعتاد في العصور القديمة التي صاحب فيها الانتحار فترة الغزو ، وبالطبع من يقفز يترك خلفه علامة أو أثرًا يدل على هويته على الأشجار .

العصر الحديث :
بحلول عام 1924م تم بناء فندق ضخم في منطقة الشلال ، وعرف باسم salto del tequendama ، وكان قد تم حفز جزء من هذا الفندق في الأحجار المتاخمة للشلال ، بينما الجزء الآخر كان عبارة عن طابقين مرتفعان للأعلى ، وتزينهما أحجار مختلفة الألوان ، ويقع على أعلى منحدر في أحد أطراف الشلال.

وتم تشغيل الفندق الذي كان يستهدف نزلائه من الأثرياء ، وظل يعمل لفترة إلى أن بدأت تندلع الشجارات داخله ، حيث تشتعل الشجارات فجأة ، أو يتم الإبلاغ عن حالات وفاه مفاجئة داخل الأسرة ، أو يذهب الناس أيضًا دون رجعه بلا مقدمات!

ولم تتوقف الأحداث عند هذا الحد ، بل تسممت المياه في محيط الفندق بطريقة غير مفهومة ، وبالتالي تم إغلاقه حتى منتصف فترة التسعينات ، وكانت زيارة المكان غير مسموحة على الإطلاق ، وتم وضع المكان رسميًا تحت مسمى خطر ، قبل إعادة افتتاحه مرة أخرى.

تم إعادة افتتاح الفندق مرة أخرى بحلول عام 2013م ، وعندما قررت الجمعية الوطنية بكولومبيا تحويل هذا الفندق القديم إلى متحف ، شرط أن تكون مواعيد الزيارة في فترة النهار وحتى بداية الغروب فقط ، ويتم بعدها إخلاء الفندق من النزلاء تمامًا.

ولم يصنف هذا المكان حتى الآن ضمن فئة الأماكن المسكونة أو فنادق الأشباح ، وإنما تم وضعه في قائمة أغرب الأماكن التي من الممكن زيارتها ، وهذا بسبب حالات الانتحار الغامضة التي تمت به ، فمازالت حالات الانتحار بالشلالات قائمة حتى وقتنا هذا ، لم تتوقف ، بالإضافة إلى بعض الأمور الغريبة التي تجري داخل الفندق من تصاعد رائحة كبريت غريبة ، وبعض الرؤى التي تراود النزلاء ليلاً ، لذا وجب الحذر.

By Lars