قصة جثث جبل إيفرست

الهواية هي اهتمام يتملك الإنسان ، وفي العادة يمارس الإنسان هواياته أثناء أوقات فراغه ، ولكن في بعض الأوقات يسيطر هذا الاهتمام على الإنسان بشكل كامل حتى أنه يكرس معظم وقته وينفق كثير من أمواله من أجل هوايته ، وقد يصل الإنسان الشغوف بشيء ما إلى المخاطرة بحياته من أجل شغفه .

ومن أكثر الهوايات التي تنطوي على مخاطر كبيرة مع ذلك يصر على ممارستها بعض الناس ، هي هواية تسلق قمة جبل إيفرست ، قمة جبل إيفرست هي أعلى قمة جبل في العالم وتقع ضمن سلسلة جبال الهيمالايا التي تقع في الهند والصين ونيبال ، وقد سمي الجبل بهذا الاسم نسبة إلى جورج إيفرست الذي اكتشفه عام 1865م .

وقد نجح حوالي 5000 شخص في الوصول إلى قمة الجبل حتى الآن ، ولكن وربما من غير المعروف للجميع أنه ليس كل من يحاول تسلق الجبل يستطيع الوصول لقمة الجبل ، ولكن تبعًا لبعض الإحصاءات فإن من بين كل مائة شخص حاول الوصول لقمة إيفرست هناك 4 قد لقوا حتفهم أثناء التسلق .

جثث إيفرست :
ومن الأشياء التي تبدو مرعبة أن من يلقون حتفهم أثناء تسلق الجبل ، تبقى جثثهم ملقاة على الجبل في نفس مكان الوفاة بل وعلى نفس الوضع الذي مات عليه المتسلق ، حيث من يحاول نقل تلك الجثامين يعرض نفسه للموت الأكيد ، كما أن تلك الجثث لا تتحلل بفعل برودة الجو ، وقد تحولت بعض تلك الجثث إلى مومياوات ، كما أن المتسلقين يستخدمون تلك الجثث كدليل ليسترشدوا بها على طريق التسلق والهبوط ، ويبلغ عدد تلك الجثث حوالي مائتي جثة ، منها من هي معروفه ومنها المجهولة ومن أشهر تلك الجثث :

جثة جورج مالوري :
يعتبر جورج مالوري واحد من أوائل الذين حاولوا بلوغ قمة الجبل في عام 1924م ، وقد فقد مالوي ولم يستطيع أحد التوصل لجثته التي غطتها الثلوج ، حتى عام 1999م ظهرت جثته .

الزوجان سيرجي وفرانسيس أرسينتيف :
حاول الزوجان أرسينتيف تسلق جبل إيفرست عام 1998م ، وأثناء نزولهما تفرقا ولم يستطيعا التوصل لأحدهما الأخر ، وقد عثر متسلقان أخران على فرانسيس بينما كانت تحتضر وقد طلبت منهما ألا يتركاها لتموت ولكنهما لم يستطيعا مساعدتها ، أما زوجها فقد حاول العثور عليها ولكنه فشل ومات هو الأخر أثناء محاولته النزول ، وقد تم العثور على جثته بعدها بعام .

هانيلور سميتشز :
تعتبر هانيلور أول سيدة تلقى حتفها أثناء تسلقها لجبل إيفرست عام 1979م ، وقد جلست لتستريح أثناء صعودها للجبل لكنها لم تستيقظ حيث تجمدت في مكانها .

جثة الحذاء الأخضر :
سميت الجثة بهذا الاسم لأن صاحبها يرتدي حذاء أخضر مميز اللون ، وصاحب تلك الجثة  هو الهندي تسي وانج بالجور ، وقد توفي بالجور أثناء الكارثة التي وقعت عام 1996م ، حيث حدث انهيار جليدي تسبب في وفاة الكثير من المتسلقين ، وقد أصبح جثمان الحذاء الأخضر الذي يبدو كأنه نائم على جانب الطريق علامة استرشادية للمتسلقين .

ماركو لتينكر :
لتينكر هو متسلق سلوفيني ، وقد توفي عام 2005م أثناء هبوطه من على قمة الجبل ، وتبعًا لبعض الشهود فإن لتينكر قد واجه مشكلة في معدات التنفس الخاصة به ، وقد توفي نتيجة نقص الأكسجين ، ويقع جثمانه على ارتفاع 8800 قدم من سفح الجبل .

وبالرغم من كل تلك المخاطرة في تسلق الجبل إلا إن ذلك لم يمنع الكثير من هواة التسلق من محاولة تسلق الجبل والوصول للقمة حتى لو كلفهم ذلك حياتهم