هل تخيلت نفسك يوما تمضي في عاصفة ثلجية ؟ ، كل ما تحلم به في ذلك الوقت هو توقف العاصفة أو النزول من على سفح الجبل ، وفجأة تقابلك امرأة فاتنة ، وتقترب منك لتشعر بالدفء ويزول عنك الثلج شيئًا فشيئًا ، وتشعر بعدها أنك نفدت من الهلاك ، ولكن للأسف يتضح لك أنه مجرد شعور زائل ، فالمرأة ليست سوى شبح الموت الذي جاء ليجهز عليك ، تتمنى لو أن هذا حلم ، تتمنى أن يوقظك أحدهم ، أو تعفو عنك يوكي أونا.

شبح امرأة العواصف الثلجية :
يوكي أونا ، امرأة الليالي الثلجية ، هي أحد الأساطير التى نسجها الشعب الياباني القديم ، وخلدتها الأجيال فيما بعد ، وتقول الأسطورة أن يوكي أونا امرأة أهلكتها العاصفة الثلجية ، وهي تظهر لأولئك الذين تاهوا في العواصف الثلجية ، وحاصرتهم العواطف متصنعة انها امرأة حية مثلهم ، وحينما يقتربوا منها تستخدم أنفاسها المثلجة ؛ لتحولهم إلى صفائح جليدية.

وهناك من يقول أنها من تضل المسافرين حتى يقعوا فريسة لها ، ويلقوا نفس مصيرها ، وتستخدم يوكي أونا طريقة أخرى في إغواء البشر ، فقد تظهر لهم على صورة تحمل رضيعها في ذلك الجو الثلجي ، وتدعي التعب ؛ فحينما يقترب منها المسافر ، ويحمل عنها الرضيع يتجمد في الحال.

أشهر الروايات عن يوكي أونا :
العديد من الروايات وصفت يوكي أونا بأنها أكثر عنفًا من هذا ، فهناك منى يقول أنها لا تكتفي بتجميد الرجال ، ولكن تسلبهم دمهم ، أو بقوة الحياة التي يعيشون بها ، ومنهم من يقول أنها تتغذى على الرجال ضعيفي الإرادة ، عن طريق تجميدهم بواسطة قبلة ، أو علاقة حميمة .

ولكن كما تتعاقب الفصول ، ويتغير الجو ، يتغير حال يوكي أونا ؛ ففي بعض الأوقات تكون أكثر رقة ، وتطلق صراح ضحاياها لأسباب متعددة ، ففي أحد الأساطير تخلي سبيل شابا لجماله ، ووسامته ، ولكنها تقطع عليه وعدا بألا يتحدث عنها لأحد ، وتمر السنوات ويتزوج الشاب من فتاة حسناء يحبها ، وينجب منها الأطفال.

وفي مرة من المرات يحكي لها عن قصته مع يوكي أونا ، فتقول له زوجته : ألم أحذرك أن تحكي عني لأحد ! ، وهنا يكتشف أن زوجته نفسها ، والتي عاشرها لسنوات هي يوكي أونا نفسها ، وتعفو عنه للمرة الثانية لأنه أحبته ، لكنها تهدده بالقتل إن أساء معاملة أطفالها ، ولحسن حظه أنه كان أبا عطوفا يحبه أبناؤه .

وفي رواية أخرى يقال أنها ذابت كالماء لحظة انكشاف السر ، واعتراف زوجها بالقصة ، وبذلك خسر الشاب زوجته التي كانت تحبه ، ويعشقها ؛ لأنه لم يستطع كتمان السر بمرور الوقت .

By Lars