تُعرف باسم (لؤلؤة الموساد) ، وقد قيل أنها قد استطاعت فك عقدة ألسنة أعتى السياسيون اللبنانيون ، بذكائها ودهائها كأنثى ومكرها كيهودية ، حتى أصبحت من أشهر الجاسوسات الإسرائيليات على الإطلاق .
حياة شولا ..
ولدت شولاميت كوهين في الأرجنتين عام 1920م ، ثم ارتحلت مع عائلتها إلى العراق وعاشت لفترة في بعقوبة ثم البصرة ، إلى أن رحلت مرة إلى إلى أرض فلسطين ومن ثم انطلقت إلى حيفا .
تزوجت شولا من تاجر يهودي لبناني الجنسية يُدعى (جوزيف كيشك) ، وطارت معه إلى لبنان حيث كان يقع محل تجارته بوسط لبنان ، وبالطبع مثلها مثل أي مواطن يهودي ، كانت تحلم شولا بإقامة دولة إسرائيل ، أو أورشليم ؛ ومن أجلها قررت شولا مساعدة الجانب الإسرائيلي بالمعلومات الاستخباراتية والسرية الخطيرة ، وقدمت جسدها لرجال الساسة والمئات من كبار الموظفين بالدول المنشودة ، والذين لم يهتموا بأن أفعالهم قد ينتج عنها عواقب وخيمة للغاية ، وذلك في الفترة بين عاميّ 1947م ، و1961م.
كانت شولا تستقبل زبائها في بيتها بحي اليهود في لبنان ، وكانت ممارسة البغاء هي المفتاح الأكثر مرونة في الحصول على المعلومات ، والتقارير والملفات الأكثر أهمية في الأجهزة الاستخباراتية بالدول المنشودة .
حيث ساعدها الموساد بتجهيز نفسها بأحدث أجهزة التصوير ، والتنصت إلى أن توسعت في نشاطها وصارت تدير مكانًا آمنًا لها ، تأتي فيه بالفتيات ممن يرغبن في العمل بمهنة البغاء ، وتحصل هي في المقابل على المعلومات المهمة التي تأتيها بها ، إحدى الفتيات والتي تُدعى (لوسي) ، حيث كانت في الرابعة عشرة من عمرها ، ويعشقها الكثيرون من كبار موظفي الدولة ، فصارت هي الأداة الأكثر نشاطًا وحظًا بالنسبة لشولا .
وجدير بالذكر ، أن شولا كوهين قد نجحت في تهجير آلاف اليهود ، من الدول العربية إلى إسرائيل ، وكان تهريب الأموال هو النشاط الأكثر رواجًا بالنسبة لهم ، وساعدها به ضابط مخابرات يُدعى (ادوارد هيس) ، واعتمد في مساعدته لها ولليهود ممن أرادوا تهريبهم ، على مسألة إعلان الإفلاس .
وقد نجحت في تهريب يهودي يُدعى (إميل ناتشوتو) ، وهو لبناني الجنسية بعد أن حصل على أموالٍ بالمليارات من البنوك ، ثم فر هاربًا عن طريق شولا إلى إسرائيل ، وبقيت خطيبته في لبنان تساعد شولا في مهامها .
وكانت شولا قد أنشأت حانة خاصة بها ، وأسمتها (رامبو باب) في أحد أحياء لبنان ، وخصصتها كملتقى لجنودها المنتشرون في كل مكان ، من أجل الحصول على الأخبار المهمة من خلالهم.
سقوط شولا ومحاكمتها ..
ظلت شولا تعمل في نشاطها بالجاسوسية واختراق أهم وأقوى أجهزة ومؤسسات لبنان ، وغيرها من المؤسسات الحساسة بالدول العربية مثل العراق ، وسوريا ، وفلسطين ، طوال فترة أربعة عشر عامًا ، إلى أن التفت لها أحد ضباط جهاز المخابرات اللبناني ، ويُدعى الكولونيل (عزيز الأحدث) .
والذي قام بتوقيف شولا إثر عملية تجسس ، قامت بها مع زوجها (جوزيف) ، وذلك بعد أشهر من مراقبتها والتجسس عليها ، عقب الاشتباه في نشاطها ، بالإضافة إلى اعتقال عددًا من معاونيها.
وتم تقديم شولا إلى المحاكمة ، وبالفعل حُكم عليها بالإعدام ولكن تم تخفيف الحكم عقب ذلك إلى عشرين عامًا ، ثم أُطلق سراحها عقب خمسة أعوام ، في صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل ، عقب حرب الأيام الستة ، وماتت شولا عام 2017م ، عقب مائة عام قضتها على قيد الحياة ، عاشت خلالها كأشهر جاسوسة في تاريخ الشرق الأوسط .