قصت هذه القصة من قبل ماركوس فيتروفيوس بوليو الملقب بفيتروفيو في كتابه الشهير باسم الفن المعماري ، وهو مهندس معماري روماني مشهور حيث قص قصة يوريكا أو قصة حمام أرشميدس .

بين الكم الهائل من الاكتشافات الرائعة التي قام بها هذا العالم ، يتعين أن نلاحظ هذا الاكتشاف الذي سيتم ذكره لاحقًا ، والذي أَثْبتَ من خلاله دقة في التفكير لا يصدقها عقل ، ذات مرة ‎ ‎أبدى ‎ملك‎ ‎‎مدينة‎ ‎سيراقوسة ‎رغبته‎ ‎بعد‎ ‎أن‎ ‎نجح في‎ ‎جميع‎ ‎حملاته ،‎ ‎في‎ ‎إهداء تاج ‎قيم الآلهة أحد ‎المعابد .

فأتفق ‎مع‎ ‎أحد الصاغة‎ على ‎دفع‎ ‎كثير‎ ‎من‎ ‎المال‎ لصناعه ‎التاج  وأعطى ‎له‎ ‎الذهب‎ ‎بالوزن ، وقام الصائغ‎ بتسليم التاج في ‎الموعد‎ ‎المحدد ،‎ ووجده ‎الملك‎ ‎دقيق‎ ‎الصنع ،‎ ‎وعندما‎ ‎وزن التاج‎ وجد أن وزنة ‎يساوي‎ ‎الذهب‎ ‎الذي‎ ‎كان‎ ‎قد‎ ‎أعطاه‎ ‎إياه ،‎ ‎إلا‎ ‎أنه‎ ‎عندما‎ ‎تم ‏اختبار‎ ‎الذهب‎ ‎بالتاج ،‎ اكتشف ‎أن‎ ‎الصائغ‎ ‎قد‎ ‎اختلس جزءًا‎ ‎من‎ ‎الذهب‎ ‎واستبدله بفضة‎ ‎بمقدار‎ ‎الوزن‎ ‎نفسه .

شعر الملك بالإهانة الشديدة لهذا الغش ، ولم يجد سبيلًا لإقناع الصائغ بما قام به من سرقة ، فطلب من أرشميدس التفكير في طريقة لإثبات ما وقع من سرقة ، دون أن يتلف التاج ، ظل أرشميدس مستغرقًا في التفكير دون جدوى .

وفي يوم من الأيام ، وبينما كان منشغلًا بالتفكير في هذه القضية ، ذهب ليغتسل فلاحظ بالصدفة أنه كلما انغمس في الماء ، ارتفع منسوب المياه على جانبي المغطس ، وقد أدت هذه الملاحظة لاكتشاف السبب فيما كان يبحث عنه ، ودون تردد ، دفعته الفرحة الغامرة بالخروج من المغطس عاريًا ، يجري نحو منزله وهو يصيح باليونانية : يوريكا! يوريكا أي وجدتها ! فقد أدرك أن هذا الاكتشاف سيحل معضلة التاج دون أن يتعرض لإتلافه .

ويقال إنه عقب هذا الاكتشاف الأول قام بتطبيقه على أمر التاج الذي شغل باله ، فقام بعمل كتلتين من الوزن نفسه للتاج ، إحداهما من الفضة والأخرى من الذهب ، أسقطهما في إناء مليء بالماء ، فوجد أن كتلة الفضة كلما انغمست في الماء ، تؤدي إلى خروج كمية من الماء تعادل حجم الكتلة ، وبعد ذلك ، عندما أخرج الكتلة من الإناء ، أعاد ملئه بالكمية نفسها التي خرجت منه ، بعد أن قاس كميتها بدقة ، مما جعله يكتشف أن كمية المياه تعادل كتلة الفضة التي وضعها في الإناء .

بعد‎ ‎هذه‎ ‎التجربة الأولى جاء دور الكتلة الثانية ،‎ حيث ‎قام بقياس‎ ‎الكمية‎ ‎‎التي‎ ‎خرجت‎ ‎من الوعاء ، ‏حينما أسقط‎ ‎الكتلة‎ ‎الثانية‎ ‎في‎ الإناء ‎نفسه‎ ‎الممتلئ‎ ‎بالماء ،‎ ‎وعقب‎ وإخراجها ‎وجد‎ ‎أن‎ ‎كتلة‎ ‎الذهب‎ ‎لم‎ ‎تؤدِّ‎ ‎إلى‎ ‎خروج الكمية‎ ‎نفسها‎ ‎من‎ ‎الماء‎ ‎وأن‎ ‎الفارق‎ ‎الناقص يعادل‎ ‎الفرق‎ ‎بين‎ ‎حجم‎ ‎كتلة‎ ‎الذهب مقارنة‎ ‎بحجم‎ ‎كتلة‎ ‎الفضة‎ ‎التي‎ ‎كان‎ ‎وزنها‎ ‎يعادل‎ ‎وزن‎ ‎كتلة‎ ‎الذهب‎ ‎.

وبعد ذلك أعاد ملء الوعاء ، وفي هذه المرة ، أسقط التاج ، الذي أدى إلى خروج كمية من الماء أكبر مما أخرجته كتلة الذهب ، التي كان وزنها يعادل وزن التاج ، لكنها أقل من المياه التي أخرجتها كتلة الفضة وبعد أن قام بالحساب النهائي ، بموجب هذه التجارب ، اكتشف أن كمية المياه التي أخرجها التاج كانت أكبر مما أخرجته كتلة الذهب ، ومن ثم عرف كمية الفضة التي أدخلها الصائغ وخلطها بالذهب ، وكشف بوضوح ما سرقه الصائغ من الذهب .

By Lars