القصة التالية هي قصة من قلب الحرب المصرية على العدو الصهيوني ، قصة حول الجاسوسية ، وعن الثمن الزهيد الذي قد يتقاضاه أحدًا ما مقابل بيع وطنه ، فبطل قصتنا جاسوس للعدو الإسرائيلي باع بلده مصر من أجل راتب شهري 300 دولار فقط ، ولكنه في النهاية خسر شرفه وحياته وكل شيء

بدأت القصة حين سافر فؤاد إلى ألمانيا بحثًا عن عمل ، لكنه لم يستطع أن يصل إلى أي نتيجة ، في أثناء رحلته قابل أحد ضباط الموساد الإسرائيلي ، الذي طلب منه أن يروي له كل شيء عن حياته ، وأعطاه مقابل ذلك 50 دولار ، وأتفق معه أن يمده بمعلومات مقابل 300 دولار راتب شهري ، وكان فؤاد شخصًا بأسًا فاشلًا فسعد بالعرض وقبله دون تردد .

أما إن أخبرهم بأنباء عن جاسوس في إسرائيل فمكافآته خمسون ألف دولار ، وإن أبلغهم عن موعد ضربة مصرية للقوات الإسرائيلية فالمكافأة ستصل إلى نصف مليون دولار ، فوافق فؤاد دون تردد وعاد إلى مصر يجمع المعلومات ويرسلها إلى مكتب الموساد في لندن ، كانت أسرة فؤاد على خلاف معه لكنه تمكن بالهدايا الكثيرة والقيمة أن يسترضيهم ويعيدهم إليه .

جاءت إليه الأوامر فسافر مجددًا ولكن إلى لندن ، حيث تدرب هناك على أحدث الأساليب التي تستخدم في الجاسوسية ، وبالفعل عاد إلى مصر بعد أن أقنع الموساد بأن يشتري شقة تساعده في عمله ، بالفعل قام بشراء شقة في الإسكندرية ليستضيف بها الشخصيات البارزة التي تعمل بالميناء ، والمناطق العسكرية ، يقدم لهم المشروبات ويحصل منهم على المعلومات .

تمكن من الحصول على العديد من المعلومات بنفس الطريقة ، وتعددت أسفاره إلى الخارج مما أثار شكوك المخابرات المصرية فيه ، وبدأت المراقبة ، في نفس الأثناء كان أبنه البكر يدرس في روما وأخبره بأنه يشك في أحد الزملاء أن يكون جاسوسًا لإسرائيل ، وأخبره بأنه سيبلغ المخابرات بذلك .

رفض فؤاد تمامًا وحاول إقناع ابنه ألا يفعل أي شيء ، وحين سافر إلى لندن أخبر الضابط المسئول عن اسم الطالب ، وأخذ مكافأة ألف ونص دولار ، حين عاد جلس على المقعد المجاور له الضابط حمدي ، ضابط المخابرات المصرية والذي كان مرسل ليجمع الأدلة على فؤاد .

والذي كان سبق وقد وضع أحد رجاله في شقة فؤاد ، على أنه أحد العاملين في شركة توريدات وملاحة ومتواجد بالميناء ، وأعطى فؤاد معلومات لا قيمة لها ، حتى يتأكدون من خيانة فؤاد ، في اليوم التالي وفي تمام السابعة صباحًا اقتحمت الشرطة العسكرية منزل فؤاد وقبضوا عليه .

حين واجهه الضابط حمدي بالأدلة اعترف على الفور ، حكم عليه بالإعدام ولكن المحامي حاول أن يدعي أنه مصاب بالجنون ، لكن كافة الأدلة كانت ضده ، خاصة أن الشرطة وجدت تقريرًا كان معدًا للإرسال للمخابرات الإسرائيلية وبالتالي لم يستطع المحامي النجاح في محاولته ، وأعدم فؤاد الذي باع وطنه من أجل 300 دولار .

لم تكن أسرة فؤاد تعلم بجريمته البشعة في حق الوطن فقد أخبرهم أنه يعمل في الترجمة ، وحين عاد إلى مصر أخبرهم بأنه أصبح وكيلًا لبيع السيارات في مصر ، وبالتالي لم تكن أسرته تعلم ما يحدث معه ، وحين علموا الأمر قرروا أن يتنصلوا منه تمامًا ، وقاموا بتغيير محل إقامتهم وتغيير شهرتهم حتى لا يرتبط اسمهم باسم الجاسوس الخائن للوطن ، لم يكن فؤاد أول جاسوس يبيع وطنه ، ولكنه كان من أرخص الجواسيس سعرًا بالتأكيد .

By Lars