في سابقة هي الأولى من نوعها ، اعتنقت عائلة بالكامل أفكارًا جعلتهم يقتلون بعضهم بكل رضا وأريحية ، مدعيين أن هذا هو التطهير والسمو من ذنوب الدنيا ، حينما قام الابن فرانك ألكساندر البالغ من العمر 16 عامًا بمساعدة والده ، بقتل والدته وشقيقاته الاثنتين ، لأنهما نظرًا إليه ! هل تتخيل الأمر عزيزي القارئ ؟ أي ضرب من الجنون أصابهم لا أدري ولكني سأسرد لك وقائع القصة كما دونت في سجلات المحاكمة ، ولكن لنتعرف أولًا على هذه العائلة الأكثر جنونًا في التاريخ ؛ عائلة ألكساندر

نشأة طائفة ألكساندر :
نشأت طائفة ألكساندر في دريسدن بألمانيا ، وانتقلت إلى هامبورغ ، وهناك أصبح الأب المتعصب دينيًا هارالد ألكساندر تلميذًا نجيبًا لدي جورج ريهل ؛ الذي توج نفسه زعيمًا لطائفة وربر ؛ التي أسسها يعقوب وربر ، الروحاني المتطرف في أوائل القرن التاسع عشر .

وقد وصل الأمر بريهل إلى إدعاء النبوة ، ولحسن الحظ ، لم تنتشر أفكار تلك الطائفة سوى بين المئات فقط ، وكان على رأسهم هارالد ألكساندر الذي تولى الزعامة بعد موت ريهل مباشرة.

وبعد فترة أنجب الزوجان ألكسندر ولدا أسمياه فرانك ، وأخبر هارالد زوجته أن فرانك هو رسول الله المنتظر ، لذا لابد من طاعته طاعة عمياء ، والتغاضي عن أخطاءه وزلاته لأنه نبي الله ، وكان الجميع في المنزل يقوم بخدمته أمه ، وأباه، وأختيه التوأمتين سابين ، وبيترا ، وشقيقته الكبرى مارينا ، فكان مدللا كالملك في عرشه.

زنا المحارم في عائلة ألكساندر :
وعندما أصبح فرانك في سن المراهقة ، قرر أنه لا يمكن أن يدنس جسده بأجساد نساء من خارج الطائفة ، وأبلغ والده أنه سيبدأ بممارسة الجنس مع والدته وشقيقته الكبرى مارينا ، وبالفعل تم تنفيذ رغبته ، فهو نبيهم المقدس .

بل وصل الأمر أن شارك الأب ابنه ، واختلى بصغيرته ، وأصبح هذا الأمر يمارس على مرأى ومسمع من الفتيات الصغار ، وكلهم مقتنعون أن هذا من أجل خدمة الرب ، ورسوله المختار ، وبعدها بدأت الصغيرتان تتحدثان في المدرسة ، ببعض ما يحدث داخل جدران منزلهم المهووس .

الأمر الذي لفت أنظار الشرطة لتلك العائلة التي كانت مقتصرة على نفسها ، ولما شعروا بمراقبة الجميع لهم ، شدوا رحالهم إلى جزر الكناري ، واستأجروا شقة صغيرة في سانتا كروز ، عاصمة جزيرة تينيريفي .

ولاحظ الجيران أصواتهم العالية في تلاوة الصلوات ، وانقطاعهم عن النشاطات الاجتماعية ، والاختلاط بالجيران ، وقامت الفتيات بالعمل في خدمة المنازل لإعالة الأسرة ، أما الإبن فرانك عمل ككاتب في شركة شحن ، ولكن بساعات غير منتظمة .

فرانك يطهر عائلته ، ويقتل نسائها :
وفي نهاية عام 1970م فوجئ الطبيب والتر ترينكلر ، التي كانت تعمل لدية الابنة سابين ، بالأب وابنه في هيئة مزرية يطلبون مقابلة ابنتهم ، فخرجت لمقابلتهم بالحديقة ، ووقف الطبيب بالقرب منهم ؛ ليسمع أغرب كلمات من الممكن أن يسمعها إنسان ، فقد سمع الأب هارالد ألكساندر يقول لابنته : عزيزتي سابين ، نريد منك أن تعلمي أنني وأخوك انتهينا للتو من قتل أمك وأخواتك !

فردت عليهم بهدوء شديد وابتسامة نافذة  أنا متأكدة أنك فعلت الصوب ، فوقف الطبيب مصدوما من هول ما سمع ، ولما لاحظ الأب وجوده ، أعاد على مسامعه نفس الكلمات : نعم انتهينا للتو من قتل والدتك وأخوتك ، فلم يجد الطبيب مفر من إبلاغ الشرطة عن تلك العائلة الدموية ، التي تتحدث عن القتل بطريقة ليس فيها أدنى شعور بالذنب.

القبض على مجانين عائلة ألكساندر :
وصلت الشرطة إلى منزل الطبيب ، وألقت القبض على هيرالد ، وابنه النبي المزعوم ، الذين اعترفا بجريمتهما ولم ينكرا الأمر ، وحينما دخلت الشرطة منزلهم ، وجدت الجثث مقطعة وبعض الأعضاء الأنثوية معلقة على الحائط ، وتم التمثيل بهم بطريقة بشعة جعلت مسرح الجريمة يشبه المسلخ .

وفي مركز الشرطة اعترف فرانك بكل هدوء بتفاصيل جريمته قائلًا : رأيت أن أمي كانت تحدق بوجهي ، وراودني شعور أنه لم يكن مسموحًا لها بهذا ، فأخذت شماعة الملابس وضربتها بها على رأسها ، فسقطت مغشيا عليها .

وكان أبي يعزف البيانو في غرفة المعيشة ، وفي طريقي إليه رأيت شقيقتي الكبرى ، فضربتها بالشماعة هي الأخرى ، وبعدها ضربت الصغرى، وبدأت في قتلهم ثم جاء أبي وساعدني في إزالة أعضائهم التناسلية ؛ لأنها أعضاء محرمة ، وهم كانوا يعرفون أن ذلك اليوم قادم ، ومؤمنين بوجوب حدوثه ، فالمرأة نجسة ، وكان لا بد من تطهيرها ، وزعموا أنهم الآن سعداء في الجنة ، طاهرين من الدنس والخطايا .

تم إيداع الأب وابنه في مصحة للأمراض العقلية حينما ثبت أنهم مختلين عقليا ، ولكن لم يجدي معهم العلاج فقد ظل الأب ينادي ابنه بالرسول فرانك ، أما الابنة الناجية فتم إيداعها بناء على رغبتها بدير أمن ؛ لتنعزل عن النجاسة ، والناس ، والشياطين ، ولا زال حتى الآن يوجد بعض التابعين لتلك الطائفة المريبة المتعصبة للدين المغلوط ، ولكنهم منعزلين عن المجتمع والناس.

By Lars