في بعض الأحيان ، تحدث بعض الوقائع التي ما أن نسمع بتفاصيلها ، حتى نطلق عبارة التاريخ يعيد نفسه ، ولكن حقًا التاريخ نفسه ؟ بالطبع لا ، فكل أمر أو حدث ما ، له ظروفه ومستوياته وخصائصه ، التي تجعله متفردًا عن أي حدث آخر ، ولكن قد تتشابه الأحداث في الخط العام لها ، وهناك العديد من القصص التي تروي تشابهات لأحداث منفصلة ، ولكنها تترابط وتعاد بشكل غريب أو غير منطقي يثير الدهشة حقًا.
قصص متشابهة ..
وقعت أحداث تلك القصة ، في بداية القرن التاسع عشر ، وبطلتنا تُدعى ماري أشفورد ، كانت ماري شابة جميلة في العشرينات من عمرها ، تعمل لدى أحد أقاربها ، كمدبرة منزل ، في مزرعة متواضعة بالقرب من مدينة أردنغتون ، في مدينة برمنغجام الانجليزية .
في أحد الأيام بالمدينة ، أقيم حفلاً ساهرًا ببهو الحانة الرئيسة بالبلدة ، وذهبت ماري لحضور الحفل من أجل الحصول على بعض التغيير ، والمتعة ، وبالفعل ذهبت ماري وتعرفت بالحفل على شاب وسيم ، يُدعى إبراهام ثورنتون ، وكان من الواضح أن ماري قد انجذبت إليه بشدة ، فقد أمضت الحفل الساهر معه ، حتى الحادية شعر مساءً ، ثم انصرفت ماري برفقته.
في اليوم التالي ، أبلغ أقارب ماري الذي كانت تعمل لديهم ، عن اختفائها وأنها لم تعد عقب الحفل المسائي ، كثف رجال الشرطة جهودهم ، وبالفعل وجدوا ماري ، وكلنها كانت جثة هامدة ، ملقاة ببركة مياه ضحلة ، تقع إلى جانب الطريق ، وأفاد تقرير المعمل الجنائي ، بأن ماري قد تعرضت للاغتصاب والقتل ، وبالتحقيق أبلغ شهود العيان بأن ماري كانت قد شوهدت برفقة ثورنتون ، الذي تم إلقاء القبض عليه مباشرة ، ولكن عقب مداولات تم الإفراج عنه ، نظرًا لعدم كفاية الأدلة.
ومن المفارقات المرعبة والعجيبة ، أنه وبعد مرور مائة وسبعة وخمسون عامًا ، وجد رجال الشرطة جثة لفتاه ، تبلغ من العمر عشرون عامًا ، كانت تقبع داخل جدول مائي محاذٍ للطريق السريع ، وبالفحص تبين أنها قد تعرضت للاغتصاب والقتل ، وأنها تُدعى باربرا فورست .
ووجدت الجثة في بلدة أرونغتون ، وبالضبط كانت تفاصيل الحادث كما وقعت مع ماري قبل مائة وخمسون عامًا ، فقد تشابهت الفتاتين في تفاصيل دقيقة للغاية ؛ فكلا الفتاتين لهما نفس تاريخ الميلاد مع اختلاف العام بالطبع ، وكانتا بعمر العشرين ، وكلاهما تعرضتا للاغتصاب والقتل .
عقب خروجهما من الحانة بالبلدة ، ومن أهم المفارقات ؛ أن الفتاتين كانتا قد شعرتا بأن شيئًا سيئً سوف يقع ، قبل مقتلهما بأسبوع ، أما المفاجأة القوية في قضيتهما ؛ كانت أن باربرا تعمل مع شاباً يُعى مايكل ثورنتون ، وقد يكون هذا الشاب من سلاسة أبراهام ثورنتون الذي سبق اتهامه في الاعتداء على ماري قبل مائة وخمسون عامًا منصرمة!
من الروايات الأخرى المتعلقة بالمصادفة .
ما حدث عام 2002م ، حيث تسلمت الشرطة الفنلندية بلاغًا بشأن حادث تصادم مروري ، راح ضحيته شخصان ، سرد الخبر أو طبيعته قد لا يكون مدهشًا ، وإنما من المدهش ما تم جمعه من تفاصيل بشأن الحادثين .
فقد تبين لرجال الشرطة أن الضحيتان توءم يبلغان من العمر سبعون عامًا ، وأن الحادثين كان منفصلين وقعا على بعد كيلو ونصف فارق بينهما ، ليس هذا فقط ، فقد تشابهت الحادثتان حيث صدمت الشخص الأول سيارة على طريق مزدحم ، وظل حيًا لنصف الساعة ، حتى وقع الحادث الآخر لأخيه الذي لم يكن يعلم شيئًا عن مقتل أخيه ، وفارقا الحياة كلاهما في نفس اللحظة ، كما ولدًا سويًا من قبل في نفس اللحظة ، يالها من مفارقة غريبة !