قصة الحماة, أطلق على إليزابيث آن دنكان اسم الحماة الشريرة،
حيث استأجرت رجلين لقتل زوجة ابنها الحامل بسبب غيرتها الشديدة منها،
وهي واحدة من أربعة نساء فقط تم إعدامهن في غرفة الغاز بكالفورنيا.
في نوفمبر عام
اختفت الشابة أولجا كوبشيك دنكان، والتي كانت
حاملًا وكانت تبلغ من العمر 30 عامًا، وقد وصفها الصحفيون بأنها سيدة جذابة،
وقد اتجهت الشبهات نحو إليزابيث آن دنكان بعد أن اكتشفت الشرطة أنها
حصلت بشكل غير قانوني على قرار بفسخ عقد الزواج بين ابنها وزوجته أولجا،
حيث أحضرت زوجين مزيفين أمام القاضي وتظاهرا أنهما ابنها وزوجته.
بعد حوالي شهر على اختفاء أولجا عثر المحققون على جثتها في ممر
كاسيتاس كاربينتريا بولاية كاليفورنيا، وفي النهاية تم ضبط رجلين هما
أغسطس بالدونادو 25 عامًا ولويس مويا 22 عامًا، اعترفا أنهما قاما بقتلها
بعد أغرتهما حماتها بدفع مبلغ 6000 دولار لتنفيذ عملية القتل، واعترفا
أنهما ضربا الضحية بعقب بندقية، ثم قاما بدفنها وقد أثبت الطب الشرعي
أنها كانت مازالت على قيد الحياة عند دفنها.
عند استجواب الحماة دنكان قالت أنها ربما تزوجت ربما 11 مرة، لكنها
لا تستطيع أن تحصي أزواجها الآخرين، وأكدت أن لديها طفلين فقط
وهما فرانك وشقيقة أخرى توفيت في سن الخامسة عشرة، لكن
الشرطة اكتشفت أن لديها أربعة أطفال آخرين ثلاثة بنات وابن،
وعندما سألها القاضي إذا كانت تحب فرانك أكثر من الآخرين أجابت نعم.
واعترف فرانك أنه كان يعيش مع والدته طوال حياته، وأن غيرة والدته
من أولغا هي الدافع وراء الجريمة، وأشارت صحيفة التايمز حينها إلى
وجود علاقة غير طبيعية بين الابن ووالدته لكنها لم تستخدم لفظ”زنا المحارم”، وقد اعترفت
أنها كانت تخطط لخطف ابنها، وتربطه لتتحدث
معه بطريقة منطقية حول إنهاء زواجه من أولجا، لأنها لم تكن تطيق العيش بمفردها.
استغرقت هيئة المحلفين أربع ساعات و51 دقيقة فقط لتجد أن الحماة مذنبة،
وحكم عليها بالإعدام، لكن تم تأجيل تنفيذ الإعدام مرتين، حيث استأنف
محاموها بحجة أن الرأي العام والدعاية المثيرة للقضية جعلت المحاكمة
غير عادلة، وفي عام 1962م رفضت المحكمة الاستماع لاستئناف أخر.
وقد كان فرانك دنكان الذي كان يعمل محاميًا أيضًا قد دافع عن والدته
حتى النهاية، وفي وقت إعدامها كان فرانك أمام محكمة الاستئناف
الأمريكية في سان فرانسيسكو يحاول تقديم طلب أخر لكنه رفض
وأعدمت دنكان في 8 أغسطس 1962م.
بدأت أحداث القصة في عام 1956م، عندما انتقلت المتهمة مع ابنها
البالغ من العمر 27 عامًا وهو محامي ولم يكن متزوجًا حينها إلى سانتا باربرا،
وفي عام 1957م دخلت للمستشفى نتيجة تناول كمية كبيرة من الحبوب المنومة،
وأخبرت طبيبها أنها كانت تخشي أن يتركها ابنها فرانك.
وأثناء زيارة فرانك لوالدته في المستشفى التقي بالممرضة أولجا،
وبدأ يقابلها وخلال الثلاثة شهور التالية كانت الأم تتصل بأولجا يوميًا
لتقنعها بالابتعاد عن ابنها وتركه وشأنه، وكثيرًا ما هددتها بالقتل
خلال تلك المكالمات إذا لم تتوقف عن رؤيته، وعندما أخبرتها أولجا
أنهما على وشك الزواج ردت عليها” لن تتزوجي ابني أبدًا، سأقتلك أولًا”.
لكن فرانك تزوج أولجا سرًا في 20 يونيو 1958م، وعندما علمت
الأم الغيورة بهذا الزواج أعلنت أنها لن تسمح لهما بالعيش معًا،وكان
يعيش مع والدته في منزلها حتى نهاية يوليو، وخلال
تلك الفترة كان يزور أولجا في شقتها، وخلال إحدى تلك الزيارات،
طرقت إليزابيث دنكان باب الشقة بقوة، ودخلت وهي غاضبة
وطالبت فرانك بالعودة إلى منزلها، وتبع ذلك شجار بين الأم وابنها، انتهى بأن غادر معها.
بعد عدة أيام استأجر فرانك شقة أخرى وبدأ يعيش فيها مع زوجته
وأبقى عنوانها سرًا عن والدته، وفي يوليو 1958 أخبرت الحماة صديقتها
السيدة باربرا ريد بأن أولجا حامل من رجل أخر وليس من ابنها فرانك،
وعرضت على السيدة ريد مبلغ 1500 دولار لمساعدتها في قتل أولغا.
أخبرت السيدة ريد فرانك بالعرض الذي عرضته والدته عليها، فعاد فرانك
للعيش في منزل والدته، لكن الأم لم تكتفي بذلك ففي شهر أغسطس
اتفقت مع شخص مدان سابق أن يذهب للمحكمة وينتحل شخصية
ابنها فرانك وإلغاء زواجه من أولجا، وبعد جلسة استماع قصيرة قرر القاضي فسخ عقد الزواج.
بعد ذلك اقتحمت الحماة المجنونة منزل أولغا سرًا وفتشت فيه فوجدت
بعض ملابس فرانك بالداخل، فجن جنونها وأخبرت أحد الأشخاص المقربين
أنها لن تدع أولغا تحصل على فرانك حتى لو اضطرت لقتله، وطلبت
من عدة أشخاص قتل أولغا، منهم الشخص الذي انتحل شخصية
فرانك لكنه رفض، وطلبت أيضًا من ممرضة أخرى كانت تعرفها أن
تساعدها في التخلص من أولغا لأنها تهدد ابنها وتقوم بابتزازه. وفي
ذهبت إليزابيث إلى مقهى يمتلكه زوجان كان
فرانك قد ترافع عنهما في تهمة تلقي ممتلكات مسروقة،
وأخبرت الحماة زوجة صاحب المقهى أن أولجا قد هددتها
بإلقاء مادة حمضية على وجه فرانك، وسألتها إذا كانت تعرف شخص يمكن أن يخلصها منها.
في اليوم التالي عادت الحماة إلى المقهى حيث عرفتها السيدة
صاحبة المقهى على مويا وبالدونادو واتفقت معهم على
دفع مبلغ 3000 دولار عند تنفيذ المهمة، و3000 دولار في خلال ثلاثة إلى ستة أشهر تالية.
وقد درست الحماة مع الرجلين الطريقة التي سيقتلون بها الضحية،
وطلبوا منها نقود للتنقل وشراء سلاح وقفازات، فدفعت لهم مبلغ 175 دولار،
وكان ذلك هو كل ما حصلوا عليه لارتكاب جريمتهم البشعة،
لأنهم بعد إتمام جريمتهم اتصلوا بها للحصول على باقي النقود،
فأخبرتهم أنها لا تستطيع سحب أموال من البنك لأن الشرطة كانت تحقق في اختفاء الممرضة.
قبل منتصف ليل 17 نوفمبر 1957م بقليل ، سمعت الممرضة أولغا كوبتشيك طرقًا على باب شقتها.
وكانت الممرضة التي تعمل في مستشفيات كوتيدج وسانت فرانسيس
قد أمضت المساء في الحياكة ولعب الورق والدردشة مع ممرضتين أحرتين،
وقد غادرت الممرضتين شقة الضحية في حوالي الساعة 11:10 مساءًا.
وعندما فتحت أولجا الباب وجدت أمامها شابًا مضطربًا، أخبرها أن زوجها فرانك
دنكان مخمور وموجود بسيارة في الطابق السفلي، وهو بحاجة لمساعدتها
حتى يصل لشقته، وكانت أولغا لم ترى زوجها منذ 10 أيام، بعدما حزم
حقائبه وعاد ليعيش مع والدته.
شعرت أولغا بالقلق، فشدت ردائها المبطن عليها بإحكام ليحميها من
البرد الليلي، ورافقت الرجل “مويا” إلى السيارة، وفي المقعد الخلفي
للسيارة، وتحت جنح الظلام جلس بالدونادو منخفضًا، متظاهرًا بأنه فرانك دنكان.
انحنت أولغا للأمام لترى زوجها، فضربها مويا على رأسها بكعب البندقية
ودفعها للداخل حيث أمسكها بلدونادو، لكن أولغا كانت أقوى مما
توقعوا فعلى الرغم من ذهولها وحملها، فقدت بدأت في الصراخ
والمقاومة، فقام الرجلين بضربها مرات ومرات حتى نزفت وفقدت
وعيها، فقاموا بربط يديها معها.
فكر الرجلين في نقل جسدها إلى تيخوانا لكن السيارة التي
استأجراها والتي كانت من نوع شيفرولية سيدان موديل 1948م
لم تكن في حالة جيدة تسمح بمواصلة تلك الرحلة،
لذلك
جنوبًا على الطريق السريع 101 ، واتجهوا إلى كاربينتريا،
وهناك تحولوا إلى طريق كاسيتاس باس.
وفي كل مرة كانت تتألم فيها أولغا أثناء قيادتهما، كانا يضرباها
بعقب البندقية لتفقد وعيها مرة أخرى، وأخيرًا ضرباها ضربة
شرسة فانكسرت البندقية على رأسها، وبعد أن ساروا مسافة 7 أميال
تقريبًا داخل مقاطعة فينتورا توقفوا وسحبوا جثة الممرضة المسكينة
إلى أسفل جسر صغير، وقاما بخنقها مرة أخرى حتى يتأكدا أنها ميتة،
ثم بدأوا في حفر قبر ضحل وسط الطمي الناعم بأيديهما، ودفنوها
هي وابنتها التي لم تولد بعد، وقاموا بترك خاتم زواجها الذي أهداه
لها فرانك دنكان على إصبعها.
قام الرجلين بعد ذلك بنزع أغطية المقاعد المليئة بالدم، وادعوا
لصاحبة السيارة أن سيجارة سقطت على المقعد فتسببت في إحداث حفرة حرق كبيرة.
في بداية المحاكمة نفت السيدة دنكان أن يكون لها علاقة بالجريمة،
لكنها اعترفت بوجودها في المقهى، لأن صاحبة المقهى كانت
غير راضية عن الخدمات التي قدمها لها فرانك، لكن الأدلة كانت
كافية لدعم إقرار هيئة المحلفين بأن السيدة دنكان مذنبة
بارتكاب جريمة القتل من الدرجة الأولى، لكن حتى وقت
تنفيذ حكم الإعدام كانت السيدة دنكان واثقة أنها ستنجو
بفعلتها حيث كانت تقول ” أنها واثقة أن المدعي العام لن يقوم بقتل سيدة”.
كيف استخدم الذكاء الاصطناعي في التعليم كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي في التعليم؟ يُحدث الذكاء الاصطناعي…
أفضل مواقع الذكاء الاصطناعي في عصر الثورة الرقمية، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من…
كيف أستخدم الذكاء الاصطناعي كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي؟ دليل شامل لتطبيقاته في حياتك اليومية الذكاء…
الفرق بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والتعلم العميق الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (Machine Learning)…
أهم التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي رغم الإمكانات الهائلة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي (AI)، إلا…
مستقبل الذكاء الاصطناعي ماذا ينتظرنا الذكاء الاصطناعي (AI) ليس مجرد أداة تكنولوجية عابرة، بل هو…