يسلك العنف طريقه في معظم الأحيان إلى الجريمة ، والتي تكون سهلة وبسيطة آنذاك لأنها نابعة من فكر وسلوكيات شخص عنيف لا يعرف الرحمة ولا يفكر فيما يفعله ، ومن الجدير بالذكر أن العنف الأسري يقتحم جميع أنحاء العالم ، وخاصةً العنف ضد الزوجة التي قد تعاني الويلات ولكن ظروف حياتها تجبرها على العيش مع هذا الزوج العنيف ، غير أن الأمر قد ينتهي بكارثة مثلما حدث مع بطلة هذه القصة التي راحت ضحية لعنف زوجها الطاغي .
زوجة معنفة :
هي زوجة مكسيكية تُدعى هورتينسيا بالكانزار تبلغ من العمر 26 عامًا ، وقد تزوجت في بداية شبابها من رجل مكسيكي يثدعى غابرييل هرنانديز والذي يبلغ هو الآخر 26 عامًا في إحدى القرى المكسيكية ، حيث المجتمع الريفي الضيق الذي كان على دراية بما تعرضت له تلك الزوجة على يد زوجها منذ بداية الحياة الزوجية .
كان غابرييل رجلًا عنيفًا للغاية مع زوجته ، حيث كان يضربها باستمرار مستخدمًا بعض الأدوات الحادة مثل الكابلات ، كما أنه كان يهددها باستخدام مسدس يدوي ، لم يعرف معنى الرحمة منذ أن تزوجها ، فكان يستعبدها ويجعلها تخدم والديه بالإكراه ، واللذين لم يفوتا هذه الفرصة ، حيث استخدماها كطاهية في المنزل .
أنجبت تلك الزوجة المعنفة من زوجها أربعة أبناء تراوحت أعمارهم بين ثمانية أعوام وأربعة وعامين ، ثم الابن الأصغر الذي بلغ تسعة أشهر ، وعلى الرغم من إنجاب هذا العدد من الأبناء ، إلا أن سوء معاملة زوجه وأهله لها لم يتغير ، وهو ما كان يجعلها تلجأ إلى أهلها في بعض الأحيان ، وكان والدها يعدها في كل مرة أنه سيجد حلًا لمشكلتها ، غير أنه لم يستطع فعل شيء .
عاشت الزوجة على هذا الحال السيئ متحملة كل مشاق الإهانة والضرب وجميع أنواع العنف غير المقبول إنسانيًا ، وذلك كعادة كل الزوجات اللاتي تبحثن عن العيش من أجل أبنائهن ، ولكن ما خفي عنهن كان أعظم ، حيث انتهت قصة هذه الزوجة مثل العديد من القصص المأساوية التي تقع على يد الزوج العنيف ، الذي رسم نهاية سيئة ومؤلمة لزوجته ولأسرته بالكامل .
جريمة أثناء الرضاعة :
دخل الزوج غابرييل على زوجته هورتينسيا أثناء قيامها بإرضاع طفلها الصغير ابن التسعة أشهر ، كان الزوج مصاب بنوبة غضب شديدة ، ولم يفكر في هذا الرضيع الموجود بين ذراعي زوجته ، ولكن الغضب هو الشيء الوحيد الذي سيطر على كل مشاعره في ذلك الوقت ، ولقد كان غضبه غير مبرر أو لأسباب تعد تافهة بالنسبة لتلك الحالة التي كان عليها .
كان غابرييل غاضبًا لأن زوجته تستغرق وقتًا طويلًا لإعداد نفسها من أجل النزول إلى المدينة لأداء بعض الأغراض ، وهو ما جعله دون تفكير يقوم بإخراج مسدسه ثم يقوم بإطلاق رصاصتين على زوجته وهي ترضع الصغير ، فسقطت الزوج غارقة في دمائها في مسكن والديها بمزرعة فيراكروز حتى فارقت الحياة ، ولكن الصغير لم يُصب بسوء جسدي ، ولكنه وإخوته سيصابون بالسوء النفسي طوال حياتهم التي سيدفعونها ثمنًا لطغيان أبيهم .
حزن عميق وندم قاتل :
أصيب والديّ الزوجة القتيلة بحالة من الألم الشديد والندم القاتل لأنهما لم يستطيعا حماية ابنتهما من هذا الزوج الشرير ، كما أن المجتمع الريفي المكسيكي الذي شهد تلك الحادثة ووقائعها الأليمة أصيب بالصدمة الشديدة والحزن القاهر ، ووسط كل هذه الأحزان تمكن القاتل من الهروب دون أن يستطيع أحد معرفة مكانه حتى رجال الشرطة قد فشلوا في إثبات أي أدلة ترشد على مكانه ، ليهرب من مصيره المجهول بعد أن حطمّ أسرته بالكامل .