في أحد الأيام العصيبة ، فقدت أم طفلها الصغير ، عقب أن طلب منها الحصول على بعض المال ، للذهاب إلى دار السينما لمشاهدة أحد الأفلام ، فما كان من الأم سوى أن أعطته المال ، وودعته وجلست تنتظر عودته ، التي طالت ولكنه لم يعد .
هذا الطفل هو والتر كولينز ، الذي خرج ولم يعد قط ، وظلت أمه تبحث عنه دون جدوى ، ولم تكن تعلم أنه قد اختطف ووقع في براثن ، الوحش السادي جوردن ستيوارت .
خرج والتر من منزله ، الكائن في منطقة لنكلن هايز في لوس أنجلوس ، وتصادف أن رأى جوردن في طريقه ، وعرض عليه الأخير أن يذهب برفقته إلى مزرعته ، من أجل مشاركته في ركوب الخيل ، فوافق الصبي البريء على الفور ، نظرًا لأنه يعرف جوردن ، ويعلم أن والدته تبتاع منه كل ما تريد ، عندما ترغب في التسوق ، فكان الذهاب برفقته سهلاً .
جوردن ستيوارت ، شاب يافع أقنع والده بشراء مزرعة في البلدة ، وأقام فيها مزرعة للدجاج ، وعقب وفاة والده ، خصص جوردن جزء بالمزرعة ، وكان يختطف الصبية الصغار ، يعذبهم ويغتصبهم ، لفترة من الوقت ، ثم يتركهم يرحلون ، وكان قد قتل البعض منهم .
اختفى والتر وظلت والدته تبحث عنه ، دون جدوى ، ولم يستطع رجال الشرطة التوصل إلى مكانه ، وبدأ جوردن في الاعتداء جنسيًا على الصغير وتعذيبه ، لمدة لا تقل عن ثلاث أشهر ، حتى أتت إلى المزرعة والدة جوردن ، وكان الأخير حريص جدًا ، على ألا تطأ قدمي والدته ، مزرعة الدواجن خاصته .
حتى لا تعلم بما يفعل ، إلا أن أمه كانت تعلم أنه عاشق للعلمانية ، منذ فترة مراهقته ، وكانت لديه عددًا من القضايا ، الخاصة بالتحرش بالصبية والأطفال في هذا الوقت ، لذلك انتظرته ريثما يخرج ، وبالفعل ذهب جوردن للتسوق ، وجلب بعض الاحتياجات للمنزل ، فانطلقت أمه نحو مزرعة الدواجن .
وهناك شاهدت والتر ، الذي ما أن رآها حتى شعر أن الله قد استجاب لدعائه ، وسوف تخلصه تلك السيدة الحنون من قبضة الوحش جوردن ، ولم يكن الصغير يعلم ، أن تلك السيدة هي التي سوف تكتب نهايته بيديها ، فظل يتوسل إليها أن تطلق سراحه ، ووعدها كثيرًا بأنه لن يتفوه بشيء ، فقط يدعونه وشأنه ، فطمأنته السيدة بأن يرحل ، ثم تركته وخرجت .
كان جوردن قد عاد من الخارج ، وتفاجأ بأن والدته قد ذهبت إلى مزرعة الدواجن خاصته ، وكانت تنظر له بغضب شديد ، وقبل أن يتفوه ويعتذر لها عما حدث ، بادرته معاتبه ، كيف له أن يأتي بطفل يعرفه! كان لابد ألا يفعل ذلك ، والآن يجب التخلص من هذا الطفل تجنبًا للمشاكل ، يالها من أم حنون !
اتفقت والدة جوردن وتدعى سارة ، مع ابنها وابن شقيقها الصغير ، الذي كان يساعد جوردن داخل المزرعة ، وهو أيضًا أحد ضحاياه ، بأن يتخلصوا من والتر ، بضربه بالفأس على رأسه ، هنا أخبرها جوردن أنه سوف يذهب ليفعلها ، ولكن أوقفته والدته ، وقالت أنهم سوف يجهزون على الصبي ثلاثتهم بالفؤس .
حتى ينغمسوا جميعًا في الجريمة ، ولا يجرؤ أحدهم على البوح ضد الآخرين ، أعجبت الفكرة جوردن ، وتسللوا ثلاثتهم نحو والتر ، الذي كان نائمًا متكورًا على نفسه ، ربما كان يحلم بالعودة لأحضان والدته ، وهنا بادره جوردن بضربه على رأسه بالفأس ، جعلت والتر ينتفض مثل دجاجة مذبوحة ، والدماء تتناثر منه في كل مكان ، ثم عالجته سارة بضربة أخرى ، جعلته ينتفض أكثر ، وهنا حان دور سانفورد الذي قضى عليه بضربة أخيرة ، رحمته من هذا العذاب ، ثم فصلوا رأسه عن جسده ، وقاموا بطحن عظامه ، ودفنها حتى لا يعلم أحد بما حدث له .
لم يكن والتر الضحية الأولى أو الأخيرة ، حيث قتل بعدها طفلين ، وأخفى جثتيهما بعناية شديدة ، وعقب مرور بضعة أشهر ، أرسلت والدة سانفورد ابنتها إلى المزرعة، للاطمئنان على شقيقها ، وعلى الرغم من ضيق الوقت ، إلا أن سانفورد استطاع أن يبلغ شقيقته ، بأن جوردن وأمه يجبرونه على فعل أمور بشعة ، كانت شقيقته قد حاولت أن تأخذه معها ، ولكن جوردن رفض ذلك بشدة ، فاضطرت الفتاة للعودة وحدها ، ولكنها أخبرت والدتها بكل ما حدث ، فهاتفت الوالدة القنصلية الأميركية ، والذين تواصلوا بدورهم مع دوائر الشرطة .
لمح جوردن رجال الشرطة بالقرب من المزرعة ، فهرب مع والدته ، وبقي سانفورد وحده ، واستطاع أن يتكلم في غياب جوردن ووالدته ، وأطلعهم على أماكن دفن الجثث ، وأدوات وأسلحة الجرائم ، وتم اقتفاء أثر جوردن وسارة وألقي القبض عليهما ، وتم ترحيلهما من كندا وتسليمهما إلى شرطة ، الولايات المتحدة الأميركية .
اعترف الجميع بجرائمهم بحق الأطفال ، وحكم على سارة بالسجن المؤبد ، بينما حكم على جوردن بالإعدام شنقًا ، وكان بعمر الرابعة والعشرين آنذاك .