جون وين جلوفر قاتل متسلسل ، استرالي الجنسية ومن أصول انجليزية ، وقد أدين في قتل ستة نساء من المسنات ، كان من بينهن ضحيته السيدة وينفريدا أشتون ، التي عثر عليها بالشاطئ الشمالي لمدينة سيدني ، وهي أرملة الفنان ويل آشتون ، واشتهر جلوفر بقاتل العجائز أو المسنات .
حياة جلوفر :
ولد جلوفر بنوفمبر من عام 1932م ، وينتمي إلى عائلة فقيرة من الطبقة العاملة ، في انجلترا بمدينة وولفر هامبتون ، وقد بدأت مسيرة جلوفر الإجرامية ، وهو في الرابعة عشرة من عمره ، كان خلالها قد اتهم بعدد من السرقات ، لبعض الملابس وحقائب اليد وغيرها ، أعقب ذلك مغادرته للمدرسة بعدما تم إثبات التهم عليه ، ثم طُرد جلوفر من الجيش البريطاني ، إثر اكتشاف هذا التاريخ من الجرائم .
هاجر جلوفر إلى استراليا في الفترة بين عامي 1956م و1957م ، واستقر في ملبورن وخلال وقت قصير ، كان قد تم اتهامه بأكثر من جريمة سرقة ، في مدينتي فيكتوريا و نيو ساوث ويلز ، ثم أدين باتهامات غير لائقة ، بالاعتداء على بعض النساء في ملبورن ، منها واحدة تسببت في ضرر حقيقي ، وأربعة اتهامات أخرى بالسرقات ، وحكم عليه بالسجن ثم خرج عقب ثلاثة أعوام ، لحسن السير والسلوك.
كان لدى جلوفر علاقة مضطربة مع السيدات المسنات ، وكان أساس هذا الاضطراب نتيجة علاقات والدته المتعددة ، بالرجال من الأزواج والأصدقاء ، ثم انتقلت والدته في عام 1976م إلى استراليا ثم توفت ، إثر إصابتها بسرطان الثدي عام 1989م .
وفي نفس العام اكتشف جلوفر إصابته ، بسرطان الثدي الذكوري هو الآخر ، فانفصل عن زوجته التي اصطحبت فتياتها وانتقلت إلى نيوزيلندا ، وقبل أن يتحول جلوفر من السرقة والاعتداءات ، إلى مرحلة القتل في أواخر حقبة الثمانينات ، كان يعمل متطوعًا بإحدى دور رعاية المسنين ، وكان صديقًا لطيفًا لعدد منهم ، كما عمل مسئولاً عن المبيعات بإحدى شركات الأغذية .
جرائم القتل :
كانت أولى جرائم جلوفر في يناير 1989م ، عندما شاهد مارغريت تودهونتر والتي تبلغ من العمر ، أربعة وثمانون عامًا وهي في طريقها إلى المنزل ، واعترض طريقها وسرق حقيبتها ومالها ، ثم فر هاربًا واعتقد ضباط الشرطة ، أنها محاولة سطو فقط .
جويندولين ميتشلهيل :
في مارس 1989م ، التقى جلوفر بجويندولين في طريقه ، والتي تبلغ من العمر 82 عامًا ، فتبعها جلوفر بسيارته حتى وصلت إلى مدخل العقار ، الذي تقطن به فأحضر مطرقة من سيارته ، ثم هوى بها على مؤخرة رأسها ، حتى فقدت وعيها فسرق حقيبتها وفر هاربًا .
كانت جويندولين على قيد الحياة ، ورآها بعض طلاب المدارس أثناء مرورهم أمام العقار ، فاستغاثوا بالجيران الذي اعتقدوا أنها قد سقطت فقط ، عن الدرج وحملوها إلى المشفى ولكنها فارقت الحياة بالطريق ، ولم يربط رجال التحقيقات بينها وبين مارجريت .
السيدة وينفريدا ايزابيل أشتون :
بحلول مايو 1989م ، التقى جلوفر بالسيدة آشتون التي تبلغ من العمر ، 84 عامًا وهي أرملة الفنان الشهير ويل آشتون ، وكانت السيدة آشتون تسير في طريقها إلى المنزل ، عندما ارتدى جلوفر قفازات على يديه ثم لحق بها ، أثناء دخولها إلى شقتها فضربها على رأسها بالمطرقة ، ثم سحبها إلى مدخل العقار كما فعل مع جويندولين ، ولكن السيدة آشتون قاومت ، مما دفع جلوفر إلى ضرب رأسها مرارًا بالرصيف ، حتى فقدت وعيها ، فنزع عنها جواربها ثم شنقها بها ، حتى فارقت الحياة عقب أن سالت الدماء من فمها ، فسرق جلوفر أكثر من مائة دولار من حقيبتها ، ثم فر هاربًا قبل أن يراه أحد.
هنا عثر رجال الشرطة على السيدة آشتون ، وهي مشنوقة الجوارب وملقاة على الرصيف ، وجهها بالأسفل وتحت رأسها بقعة كبيرة من الدماء ، وبتفتيش حقيبتها علموا أنها تعرضت للسرقة ، وهنا ربطوا بينها وبين الضحايا اللاتي سبقنها ، وعلموا أنهم الآن يطاردون قاتلاً متسلسلاً مهووسًا بالسيدات المسنات .
وكانت الضحايا الثلاث من نفس الحي ، وتقريبًا بنفس العمر وتعرضن لنفس الطريقة ، في الاعتداء عليهن والقتل ، بنفس الطريقة أيضًا تم فحص الضحية وعاين الأطباء ما بها من إصابات ، ولم يتمكنوا من العثور على السائل المنوي للقاتل فلم يستطيعوا إيجاد جلوفر .
تحقيقات الشرطة :
في يناير 1990م ، كان جلوفر ما زال يعمل بشركة الأغذية ، وتم إرساله لتوزيع بعض الأطعمة بإحدى المستشفيات ، وصعد إلى أحد الأقسام ، والذي كان يضم أربعة سيدات مسنات ومريضات أيضًا ، فاتجه جلوفر نحو إحداهن ، وسألها إن كانت تريد بعض الجنس ، فهلعت السيدة وطلب المساعدة ، خاصة بعدما بدأ جلوفر بلمس جسدها بطريقة غير لائقة ، وعلى الفور ذهبت إليها الممرضة التي لمحت جلوفر ، وهو يفر هاربًا من المشفى ، ولكنها كانت قد التقطت أرقام سيارته وأبلغت رجال الشرطة ، الذين استطاعوا التوصل إلى جلوفر وإلقاء القبض عليه .
محاكمته :
خلال فترة محاكمته اعترف جلوفر بارتكابه ، بعض الجرائم بالفعل ، ولكنه نفى مسئوليته عن جرائم أخرى ، كان هو المشتبه الرئيس بها ، ومنها عملية اغتيال المسن فلورنس برودهورست ، والذي يبلغ من العمر 72 عامًا ، وتمت الحكم على جلوفر بالسجن مدى الحياة ، إلا أنه قد انتحر داخل زنزانته عام 2005م .