في ليلة سكنها الرعب والألم خلال عام 2016م في منطقة سلوى بالكويت وبالتحديد من داخل منزل الشيخ صبّاح المبارك الصبّاح ؛ افترشت الأرضية بالدماء والدموع بعد أن تم تنفيذ جريمة من أبشع الجرائم داخل هذا المنزل الذي شهد مقتل الشيخ صبّاح وصديقه صلاح وخادمته الإندونيسية ، وكذلك الشروع في قتل طباخه الهندي ، إلا أن الأقدار شاءت أن يعيش لتصبح القصة المأساوية أكثر وضوحًا .
ليلة الموت :
كانت عقارب الساعة تقترب من الثانية بعد منتصف الليل ، في الوقت الذي كان يجلس فيه الشيخ صبّاح برفقة صديقه صلاح يشاهدان التلفاز بصالة المنزل ، وكان معهما في ذلك الوقت الطباخ محمد وهو المتهم الأول في هذه الجريمة .
وكان الطباخ الهندي والخادمة الإندونيسية يجلسان في أحد الغرف المجاورة ، حيث كانا يقوما بتجهيز أغراض السفر الخاصة بالشيخ حيث كان ينوي أن يسافر في اليوم التالي ، ثم حضر إلى المنزل المتهم الثاني والذي يُدعى علي ، فقام الطباخ محمد باستقباله ثم أغلق الباب بالقفل من الداخل .
بعد قليل ارتفعت الأصوات بالخارج تنذر بعملية نقاش حاد ، ثم صدر صوت لطلق ناري فيما بعد ، نهض الطباخ الهندي على الفور ليعرف ما هو الذي يحدث بالضبط في الخارج ، وعند خروجه من باب الغرفة قابله المتهم الأول ليأمره بصوت خافت أن يدخل لأن هناك مشكلة إذا خرج .
بعد لحظات شاهد الطباخ الهندي أن الطباخ محمد وشريكه علي يقتادان صديق الشيخ المرحوم صلاح حيث كان مكبل الأيدي والأرجل ، ثم أخذاه إلى غرفة مجاورة تحت تهديد السلاح ، وفعلا ذلك أيضًا مع الطباخ الهندي والخادمة الإندونيسية .
في تلك اللحظة أدرك الجميع أن الشيخ صبّاح قد تم قتله بدم بارد ، قام المتهمان فيما بعد بإخراج الخادمة من الغرفة إلى مكان آخر ، ثم أجبر المتهمان الرجل الهندي على الاستلقاء أرضًا ، وقام المتهم علي بلف فوطة على فوهة المسدس حتى لا يصدر صوتًا يسمعه الجيران ، ثم أطلق النار لتخترق الطلقة رقبته .
شاهد الهندي دمائه وهي تتناثر على الأرض حيث كان لازال على قيد الحياة ، وهنا حاول أن يتظاهر بأنه قد مات بالفعل ثم راح يراقب ما يحدث بطرف عينيه ، حيث شاهد المتهمان يتجهان إلى صلاح الذي كان يشير في ذلك الوقت إلى حقيبة نقود كانت أمامه ، ثم تم توجيه طلقة نارية في رأسه فسقط قتيلًا في الحال .
اتجها المتهمان إلى الغرفة الأخرى التي توجد بها الخادمة الإندونيسية ، كانت الخادمة تصرخ فزعًا غير أنهما لم يرحماها وتم قتلها هي الأخرى ، ثم عادا إلى الغرفة التي يتمدد فيها صلاح والرجل الهندي للتأكد من موتهما ، فقام علي برفسهما غير أنه اكتشف عدم وفاة الهندي .
حاول المتهم علي أن يقتل الهندي مرة أخرى بطلق ناري من المسدس الذي كان بحوزته إلا أن الطلقة علقت ولم تخرج ، فحاول مرةً أخرى فلم تخرج أيضًا ، فقام بإحضار ثلاث مسدسات تخص الشيخ غير أنه وجد أنهم جميعًا بلا رصاص ، وقرر المتهم علي هنا أن يحضر سكينًا فأتى بواحد صغير .
قام المتهم بنحر الهندي من الأمام والوراء وهو يتحدث إلى زميله قائلًا أن هذا السكين صغير قد لا يقتل لذا وجب النحر حتى تتم عملية القتل ، أصبحت رقبة الهندي في بركة من الدماء فتظاهر بالموت للمرة الثانية حيث أنه كان لازال على قيد الحياة ، حينها تأكد المتهمان من تمام العملية فقاما بتغطية القتلى وأخذا حقيبة الأموال ثم رحلا .
تمكن الهندي من تحرير نفسه وأحضر سكينًا وفتح الباب وخرج الشارع ، وقام بإبلاغ أحد الدوريات التي كانت تجوب الشارع ، وقد تم إسعافه على الفور إلى المستشفى ، وتم القبض فيما بعد على المتهمين اللذين تبين أنهما من جنسية إيرانية حيث اعترفا بوقائع جريمة تلك الليلة البشعة .