قد يواجه رجال الشرطة والتحقيقات ، بعض الجرائم خلال مسيرتهم المهنية ، تكون مميزة وعالقة بأذهانهم ليس لبشاعتها فقط ، وإنما قد يحدث ذلك نتيجة غموض الجريمة ذاتها ، وعلامات لاستفهام التي تحيط بها ، وبالضحية أيضًا ، ولعل الجرائم التالية شهدت نسبة مرتفعة من الغموض .
لغز مقتل الرسام توم طومسون :
الرسام الكندي الشهير توم طومسون ، من مواليد عام 1877م بمقاطعة أونتاريو بكندا ، كان توم مشهور جدًا بأعماله ، ورسومه المميزة التي نالت استحسانًا غير قليل ، حتى أن العديد من الفنانين قد تأثروا بطريقته الفنية ، في الرسم فيما بعد .
اتفق هؤلاء الرسامون على عمل رابطة للرسامين ، ممن يهتمون برسم المناظر الطبيعية كما فعل طومسون ، عازمين على تسميتها بمجموعة السبعة ، إلا أن القدر لم يملهم لتنفيذ أحلامهم ، حيث اختفى طومسون بعد هذا المقترح ، وتحديدًا في عام 1917م عقب مشاهدته لآخر مرة ، في أحد زوارق الصيد ببحيرة كانوي .
عقب مرور ثمانية أيام من اختفائه ، تم العثور على جثة طومسون وهي طافية ، على مياه بحيرة كانوي ليصبح الرسام الشاب حديث المدينة عقب العثور على جثته ، والسبب في ذلك يعود للكيفية التي وُجدت الجثة عليها ، فقد كان خيط الصيد ملفوف حوالي ستة عشر مرة ، حول كاحله بالإضافة إلى عدد من الجروح ، والكدمات على صدغيه مما دفع الجميع ، إلى التفكير بأن طومسون لم يقع في البحيرة ويلقى حتفه بكل بساطة هكذا .
تعددت النظريات المفسرة لوفاة الرسام الشاب ، إلا أن جميعها لم تحل لغز وفاته بهذا الشكل ، فإذا كان طومسون قد آثر الانتحار وهو من لف الخيط حول كاحله ، فما هي دوافعه وقد كان قبلها يخطط لبعض الأمور ، أيضًا وجد رجال التحقيقات قطع بالأشجار أسفل الزورق في البحيرة ، مما يرجح أن الزورق قد انقلب وبداخله توم ، وقد يكون الأمر مجرد حادث إثر عاصفة في هذا اليوم .
وتظل وفاة طومسون لغزًا محيرًا حتى يومنا هذا ، حيث لم يستطيع أحدهم إثبات صحة أيًا من النظريات السابقة.
لغز السيارة المشتعلة :
في عام 1930م حاول أحد المجرمين ، وهو قاتل بريطاني الجنسية ويدعى ألفريد راوز ، أن يخدع رجال الشرطة ، وإيهامهم بأنه قد مات فماذا فعل يا ترى ؟
أثناء مطاردة رجال الشرطة لراوز ، قام الأخير بالوقوف على أحد الطرق السريعة ، واختطاف مسافر بالقرب من بلدة نورثامبتون ، وقام بسحبة إلى منطقة مقفرة ، ورفع عصاه وضرب بها الرجل على رأسه مرات كثر ، حتى تأكد أنه قد فارق الحياة ، ثم قام راوز بعد ذلك بسحب جثة القتيل ، ووضعها داخل سيارته .
وقام بوضع مادة قابلة للاشتعال على السيارة والجثه خاصة الوجه ، وأشعل بها النيران حتى لا يستطيع أحدهم ، أن يتعرف على صاحب الجثة ، ثم فر هاربًا حيث رآه عددًا من الناس وهو يحاول الهرب ، بعد ارتكابه لتلك الجريمة في محاولة منه لمغادرة مسرحها قبل قدوم رجال الشرطة ، إلا أن صاحب الجثة لم يتم التعرف عليه .
ظل العديد ممن شاهدوا الجريمة أو سمعوا بها ، معتقدون بأن صاحب الجثة هو ويليام بريجز ، والذي كان ذاهبًا في موعد خاص مع طبيبه ، في نفس وقت وقوع الجريمة ، وكانت عيادة الطبيب أيضًا قريبة من مسرح الجريمة ، مما جعل الكثيرون يصدقون إمكانية أن تكون الجثة لبريجز الذي كان قد اختفى فجأة في نفس اليوم .
اعتقد البعض لفترة طويلة أن بريجز هو الضحية ، خاصة وأنه كان يبلغ نفس طول راوز إلا أنه في عام 2012م ، قامت عائلة بريجز بمطالبة الطب الشرعي ، بإثبات حقيقة أن بريجز هو الضحية ، وعقب مرور عامين وفي عام 2014م جاءت نتيجة ، الطب الشرعي الصادمة بأن الجثة لا تعود إلى بريجز بل شخص آخر! فمن هو الضحية إذًا ؟ وأين اختفى بريجز ؟