كثيرًا ما تحدثنا بشأن مرحلة الطفولة ، وكيف أنها تحدد مصير الشخص فيما بعد ، فإذا ما تربى المرء في بيت احتضنه بالحب والدفء ، فإنه يشب ويكبر وهو يحمل الكثير من المعاني الإنسانية ، التي يمكنها أن تصنع منه شخصًا ناجحًا ، أو يتربى في بيئة مشحونة بالكراهية والأحقاد ، فلا ننتظر منه أن يصير عالمًا ، وعلى الرغم من شواذ تلك القاعدة ، إلا أن الأصل هو أن ما ينغرس بالصغر ، يؤثر على المرء فيما بعد ، ولعل ما فعله جين مور هو نتاج طفولته القاسية .
ولد جين مور في 11 يونيو من عام 1960م ، عاش في أسرة فقيرة ومتواضعة الحال للغاية ، برفقة خمسة أشقاء عانوا جميعًا ، من معاملة والديهم معهم ، حيث كانوا أبناء لأب سكير يعاقر الخمر ليلاً ونهارًا ، وتم الزج به بالسجن على خلفية قضية اغتصاب لمراهقة في الرابعة عشرة من عمرها .
كانت الأم مسكينة للغاية ، فهي غير متعلمة ولا تجيد أي عمل ، ولكن عقب سجن زوجها ، اضطرت لامتهان الدعارة من أجل الحصول على ما تقتات به ، وأولادها أيضًا فقد كان أكبرهم عمرًا في هذا الوقت ، لم يبلغ العاشرة حتى وإن تسبب هذا في عنفها معهم فيما بعد .
أصيبت الأم بعدوى نتيجة العلاقات المتعددة ، وتوفيت وكان جين في هذا الوقت يبلغ من العمر اثني عشر عامًا ، حيث كان هو أكبر أشقائه ، وتم إيداع الأطفال بدور رعاية عدا جين لأنه فر من المنزل ، حتى لا تتبناه إحدى العائلات ، فقد كان يرغب في حياة حرة .
بدأت أولى سلوكيات جين المنحرفة ، وهو في سن مبكرة حيث تم الإبلاغ عنه ، في واقعة تحرش جنسي بطفلة تصغره بأربعة أعوام ، وتم الزج به في الإصلاحية ليتعرف جين ، على أطفال آخرين يكبرونه بضعة أعوام ، ولهم ميول جنسية متفرقة ، ولكن جين لم يكن لديه أية موانع أخلاقية أو دينية تجعله يتمسك بشيء ، فبدأ يوافق على تلك العلاقات الشاذة ، حتى خرج من الإصلاحية .
كان جين يملك مبلغًا ماليًا ، جمعه من علاقاته داخل الإصلاحية ، فقام بشراء غرفة صغيرة ، وعمل في محل للبقالة ملحق بالمنزل نهارًا ، وكان يعود للمنزل في منتصف اليوم لينام ثم يخرج مرة أخرى بالليل ، ليرتكب جرائمه !
نعم كان جين قاتلاً ، لطالما كره أمه التي باعت جسدها ، من أجل حفنة من المال ، وهذا الأمر قد ترك لديه انطباعًا سيئًا للغاية ، بشأن عمل المومسات فبدأ جين ، باستدراج الفتيات اللاتي يعملن بمجال الدعارة ، وكان يذهب معهن للمنزل ، وعقب أن يقضي وطره من الفتاة ، يقوم بقتلها ويمثّل بالجثة .
كان جين وسيمًا للغاية وبالتالي ، كان من السهل أن يوقع بالفتيات خاصة مع إغراء المال ، فيذهب معهن للمنزل ، حيث ارتكب أولى جرائمه بحق مومس تدعى كريستينا ، كانت فتاة واسعة العينين وصغيرة الفم ، وجد فيها جين ضالته ، حيث مارس معها في منزلها العلاقة الحميمة ، ثم قام بضربها بقطعة من الحديد ، فتهشم رأسها وبالطبع منظر ورائحة الدم ، جعلته مثل الوحوش فقام بقطع أعضائها الجنسية ، وعلق ثدييها أعلى الفراش الذي مارسا عليه علاقتهما الحميمة ، ثم انصرف بعد أن أتم مهمته .
بالطبع الفتيات اللاتي تعملن في هذا المجال ، لا تعملن بمفردهن وإنما تحت سيطرة وقبضة عصابات أكبر ، ولكن كريستينا للأسف أعجبت بجين بشدة ، فقامت بإحضاره إلى منزل خاص بها ، لا يعرف عنه أفراد العصابة شيئًا قط .
ارتكب جين حوالي سبعة جرائم ، مما نبه رجال وأفراد العصابة إلى وجود أحد القتلة بين صفوف فتياتهم ، فبدؤوا بالانتباه للزوار ومع شهادة الفتيات الأخريات ، استطاعوا تحديد مواصفات جين وحاولوا أن يقتنصوه ولكن ، ألقت الشرطة القبض عليه عقب أن أبلغ عنه صاحب المحل ، الذي يعمل به بأن هذا الفتى ، يأتي في منتصف الليل وهو يحمل أجولة كريهة الرائحة ، ليتبين رجال التحقيقات بأن جين قد حمل معه بعض الأعضاء الجنسية ، للقتيلات اللاتي أجهز عليهن! من أجل الاحتفاظ بها للذكرى .
ألقى القبض على جين عقب أن حصل رجال التحقيقات ، على بعض من بقايا ضحاياه ، وفحصها الأطباء الشرعيون ، وتم إيداعه بالسجن من أجل المحاكمة وحكم عليه بالفعل ، بالسجن مدى الحياة ، إلا أن رجال العصابة كانوا قد وصلوا إليه داخل زنزانته ، عقب بضعة أشهر من حبسه وقتلوه ، ثم مثلوا بجثته لتغلق قضيته تمامًا عقب وفاته .