يتشدق الكثيرون بخيانة الرجال ، وأنهم لا أمل فيهم إلى الأبد إذا ما أملنا منهم الإخلاص ، ولكن ماذا إن خانت المرأة ؟ هل يمكن أن نشعر نحوها بمثل شعورنا ، إذا ما خان الرجل ؟ هل يمكنها أن ترفع رأسها مرة أخرى في وجه العالم ، بعدما تُكتشف خيانتها ، مثلما يفعل الرجال ؟ أم أنها سوف تعيش ذليلة خيانتها ولن تقوى على المواجهة أو النظر في وجوه من حولها ، مرة أخرى ؟ أما أنها سوف تتمسك بما فعلت ظنًا منها أنها حريتها ؟ لعل فيكي اليونانية قدمت لنا مثالاً حيًا على هذا الأمر .
الاستقرار والحب :
تزوج كريس وفيكي منذ ثلاثة عشر عامًا ، وعاشا حياة سعيدة كما بدا أمام الجميع فكريس رجلاً ثريًا ، وقد أنجبت منه فيكي ثلاثة أبناء ، ويعيشان في رغد وينتقلان سويًا من مكان لآخر ، بالإضافة إلى أن كريس رجل مخلص للغاية ، فماذا تريد المرأة أكثر من هذا ؟
ليلة الجريمة :
في عيد ميلاده الرابع والأربعين ، قدمت فيكي هدية في علبة فضية مغلفة بعناية ، وأخبرته أنه تحبه للغاية ، وأنها لا تستطيع تخيل الحياة بدونه ، مما دفع كريس لمبادلتها كلمات أشد حبًا ، وتعبر عما يجول بقلبه وخاطره وعقله نحوها ، في مشهد حسدهما عليه جميع من حضروا حفل عيد الميلاد .
وعقب انتهاء الحفل احتضن الزوجان بعضهما البعض ، وتوجها لاستقلال سيارتهما التي كانت فيكي قد ركنتها ، بإحدى الزقاق المظلمة إلى جوار الحانة ، ولكن كريس وأثناء سيرهما معًا لمح ظلاً ما في أحد الأركان بالزقاق ، فتراجع بقلق واضح وأخبر أن يغيرا طريقهما ، ولكن فيكي جذبته برقة وأخبرته أن لا شيء هناك ، ودفعته للمضي قدمًا حتى يغادرا المكان ، وعقب أن تجاوزا المكان الذي لمح فيه كريس الظل .
فوجيء بشيء معدني على رقبته ، ولم يدر ما حدث بعدها سوى أنه ظل ، يتخبط في دمائه أرضًا ولمع المكان فجأة أمام عينيه ، ليوصي زوجته بأن تهرب بسرعة ، وأن تعتني جيدًا بالأطفال ، ليغيب بعدها عن وعيه تمامًا .
خيوط الجريمة :
استفاق كريس ليجد زوجته فيكي ، جالسة إلى جواره وتبكي بحرقة عما ألم بزوجها ، ليقبل يدها بحنان بالغ ويشكرها عما تفعله من أجله ، وسأل عما حدث فأخبره شقيقه أن أحد الأشخاص قد حاول ذبحه ، ولكن الأطباء استطاعوا إسعافه بسرعة وأعدّوا نجاته ، من هذا الحادث أعجوبة وبحق .
كانت فيكي تستأذن من زوجها لتعود إلى المنزل ، من أجل الاطمئنان على الأبناء ، ثم تعود مرة أخرى لزوجها بالمشفى ، وكانت في كل مرة تظهر بمظهر الزوجة العطوف الحنون ، التي لا تنفك تساعد زوجها على الشفاء واستعادة صحته مرة أخرى ، ولا تهمل في واجباتها بشأن الأبناء بالمنزل ، بالإضافة إلى اتصالها الدائم برجال التحقيقات ، والاطمئنان على سير التحقيق ومحاولاتهم القبض على المجرم ، فيا لها من زوجة مخلصة .
وفي أحد الأيام عندما عادت فيكي للمشفى ، فوجئت بشقيق زوجها يخبرها بأن رجال الشرطة ، قد ألقوا القبض على المتهم ، ليكفهر وجهها فجأة وتعتذر لتذهب إلى المنزل ، مما جعل شقيق كريس يشتبه بأن لها يدًا بالأمر .
لم تمض عدة ساعات كان كريس يحاول فيها ، التواصل مع زوجته إلا أنها لم ترد على اتصالاته أو يرها أحدهم ، وبمجرد أن شاهد رجال الشرطة أمامه حتى شعر بأن هناك خبر سيء ، بشأن زوجته فبدأ يقلق وظن أن بها مكروه ما ، لينصدم بما أخبره إياه رجال التحقيقات ، حيث أقروا بأن زوجته هي من دبرت حادث اغتياله ، في محاولة منها للتخلص منه بواسطة عشيقها ، تلك الكلمات هبطت على رأس كريس كالصاعقة وهو لا يدري شيئًا عما يحدث .
المحاكمة وتفاصيل الخطة :
اعترفت فيكي بكل ما حدث ، عندما علمت بشأن القبض على الفاعل ، فقد باتت أقدامها قريبة للغاية من السجن ، لتذهب إلى الشرطة وتقر بما فعلت ، خاصة وأن عشيقها قد اعترف أيضًا بكل ما حدث ، فور إلقاء القبض عليه .
منذ عدة أعوام تعرفت فيكي إلى شاب يوناني ، يدعى آري ديمتراكس وذلك إبان عيد ميلادها الأربعين ، حيث اكتشفت أنه يوناني الأصل مثلها ومتزوج ويعمل سائق لشاحنة ، وسرعان ما وقعت فيكي في عشقه وطفقا يتقابلان سويًا ، بعيدًا عن الأعين ومن شدة اشتعال حبهما ، بدأت فيكي تفكر في التخلص من زوجها والحصول على ماله ، فقد كانت الأموال لديهما باسمهما سويًا ، بالإضافة إلى بعض بوليصات التأمين على حياتها وحياة كريس ، وقد نوت أن تحصل على كافة الأموال عقب وفاة كريس ، حيث كان عشيقها فقيرًا معدمًا لا يملك منزلاً ، ويعيش هو وزوجته وأبنائه في قبو خاص بوالدته .
تم توقيف فيكي وعشيقها قبل أعوام من الجريمة ، في أحد الشوارع الجانبية وهما عاريان تمامًا على المقعد الخلفي لسيارة فيكي ، وبعدها بدأت تفكر جديًا في التخلص من زوجها ، إلى أن خططت ودبرت الحادث جيدًا ، وطلبت من ديمتراكس التنفيذ ففعل .
لم تبد فيكي أي ندم عما فعلت ، وقالت أنها تعشق ديمتراكس وترغب في أن تتزوج منه ، عقب خروجها من محبسها ، ليغادر قاعة المحاكمة ابنتها المراهقة وطفليها التوءم وهم غير نادمين على فقدان والدتهم الخائنة القاتلة ، وتم الحكم عليها باثني عشر عامًا ، ولا يحق لها الإفراج المشروط سوى عقب مرور تسعة أعوام ، أما ديمتراكس فقد حكم عليه بسبعة أعوام فقط نظرًا لأنه اعترف بتفاصيل الواقعة .