في حادثة غريبة من نوعها يحكي أحد شيوخ الدعاة عن زيارته لمنزل من المنازل الفقيرة ، التي ذهب إليها بنية الصدقة ، ولكنه حين قابل ربة المنزل رفضت أخذ المال ، وكل ما طلبته كان طلبًا غريبًا .
حيث استحلفته بالله أن يناشد الحكومة ، بألا تسمح لزوجها بالخروج من السجن ، فاندهش الشيخ من طلبها الغريب وسألها عن السبب ، فقالت له أن زوجها مدمن على شرب المخدرات ، التي غيبت عقله وجعلته يشك في أقرب الناس إليه .
وقصت المرأة على الشيخ قصتها مع زوجها ؛ قائلة : لقد تم القبض على زوجي لفترة من الوقت وحينما خرج ورأى ابننا الرضيع الذي كان قد أتم عامه الأول ، نظر إليه بريبة وبعد أخذ يشكك في نسبه ، ثم في حركة مباغته تناول الطفل من قدميه وظل يضربه في الحائط عدة مرات ، حتى تهشمت عظامه ومات .
فأعيد الأب القاتل إلى السجن مرة أخرى ، ولكن بعد خروجه الثاني رزقه الله بمولود أخر ، ففعل به نفس ما فعل بأخيه ، ولنفس السبب لذا انهارت الأم التي لا حول لها ولا قوة وظل أملها الوحيد في الدنيا ، هو عدم الإفراج عن زوجها وقاتل ابنيها الذي غيب المخدر عقله .
وجعله وحش كاسر يفتك بأقرب الناس إليه ، ولا يدرك أنه مخطئ أو يستحق العقاب ، خاصة في ظل نظام قضائي فاسد لا يعطي كل ذي حق حقه ، كانت هذه القصة كما سردها الشيخ ، ولكن رغم احتمالية وجود أب يقتل أبنائه بسبب تعاطي المخدر إلا أن حبكة القصة تخلو من بعض المنطقية .
فكيف لرجل يخرج من السجن ويقتل ابنه ، ثم يسجن ثانية ويخرج بعد أشهر قليلة ليقتل إبنه الثاني ، فيسجن ثانية وتتوسط الأم لدى الشيخ بمناشدة الحكومة بمنع خروجه الثاني ، أستطيع أن أفهم أنها قصة محبوكة لهدف سامي وهو التحذير من خطر المخدرات أو الحديث عن فكرة غياب العدالة.
لكن ما لا أفهمه هو عدم إحترام عقلية المتلقي ، الذي يعي ويفهم ويسمع ويفاضل ثم يقرر أي شيء يصدق وأي شيء أخر يستبعد ، لذا يجب على بعض هؤلاء الشيوخ مخاطبة عقل المتلقي مع قلبه حتى تصل الرسالة بصورة صحيحة ومقنعة .