بالتأكيد شاهدنا جميعًا العديد من الأفلام الأمريكية ، التي تتحدث عن المدارس وما يدور بداخلها من بعض الانحرافات والانحلال ، أو العنف أيضًا ومن بين تلك الأحداث قد نجد فيلمًا يتحدث عن العنف في هيئة جرائم وحشية قد تمس بالطلاب أنفسهم ، دون غيرهم وقد يتم تناولها في إطار رعب أو في إطار درامي كذلك ، أما عن الجريمة فالواقع قد يكون أشد إيلامًا عندما نروي مأساة مدرسة ثانوية كولكومبين الأمريكية .
القصة :
استيقظت أمريكا في صباح يوم العشرين من شهر إبريل عام 1999م ، على فاجعة مدوية حيث قُتل اثني عشر طالبًا من طلاب إحدى المدارس الثانوية ، بولاية كلورادو بالإضافة إلى سقوط أكثر من عشرين جريحًا في نفس الوقت ، وذلك إثر مذبحة بشعة قام بها طالبان من طلاب المدرسة ، مستخدمين فيها رشاشات آلية ، ثم قاما بالانتحار عقب أن أتما مهمتهما .
أحداث المجزرة :
طالبان من المدرسة هما هاريس وكليبولد ، كانا قد خططا لتلك الجريمة البشعة ، ففي صباح يوم ارتكاب المذبحة ذهب الطالبان إلى المدرسة ، وتحديدًا إلى مقر الكافيتيريا الملحقة بها ، وقاما بوضع قنبلة صغيرة بها ، وتم ضبطها للانفجار في حوالي 12 ضهرًا ، وجدير بالذكر أن الكافيتيريا تبعد قليلاً عن مبنى المدرسة ، مما يساعد على إلهاء رجال الشرطة والمطافئ ، في محاولة تجميع ما سوف تتسبب به القنبلة من خسائر ، حتى يتسنى لهم القيام بباقي مهمتهم .
عقب وصول كل من هاريس وكليبولد ، قاما بزرع عدد من القنابل الصغيرة حول الكافيتيريا ، وقبل انصرافهما كان لدى هاريس صديق ، دائم الشجار معه داخل المدرسة ، فالتقاه ليسأله عما دفعه لعدم حضور أحد الامتحانات المهمة ، فأجابه هاريس أنه لا داعي لذلك الآن ، وطلب منه الرحيل في هذا اليوم ، والعودة إلى منزله وبالفعل خرج براون وعاد إلى منزله بعدما شعر بأن هناك أمر سيء ، سوف يحدث نتيجة كلمات هاريس معه .
لم بحالف الشابان الحظ وتنفجر قنبلتهما ، فقاما بحمل كافة الأسلحة الرشاشة والمسدسات التي حصلا عليها ، وانطلقا من الباب الرئيس نحو المدرسة ، وبدأ هاريس في إطلاق النار ، ليصيب أولى ضحاياه وهي فتاة تدعى رايتشل كانت تجلس ، تتناول فطورها برفقة بعض زملائها من المدرسة ، وماتوا جميعًا إثر إطلاق الرصاص عليهم .
توجه هاريس إلى الداخل وظل يطلق الرصاص عشوائيًا ، هنا سمع أحد أفراد الأمن أصوات إطلاق الرصاص ، وشاهد جثة رايتشل ملقاة أرضًا هي وبعض الشبان ، فقام بتشغيل جهاز الإنذار وصاح أن هناك من اقتحم المدرسة ويطلق الرصاص عشوائيًا .
سمع هاريس هذا النداء منه جانب الحارس ، فقام بالتجول داخل المدرسة وإطلاق الرصاص عشوائيًا ليتساقط الطلاب ، صرعى والغريب في الأمر أن هناك من كانوا يظنون الأمر مجرد مزحة ، فيضحكون كلما رأوا ضحايا !
وصل هاريس وكليبولود إلى داخل المكتبة ، وكانت إحدى الطالبات في هذا الوقت تتواصل مع رقم الطوارئ 911 ، ولكن بمجرد أن دخل الطالبان إلى المكان وطلبا من الحضور جميعًا النهوض أمامهم ، حتى اضطرت الفتاة لإغلاق الخط خشية أن يقتلونها جراء ما فعلت .
وهنا أخبرهم كل من هاريس وكليوبولد ، بأنهما سوف يقتلانهم جراء ما فعلوه بهما من تنمر ، وتهديد وتوبيخ طوال الوقت ، وأنهم جميعًا يستحقون ما سوف يحدث لهم جراء ما ارتكبوا من تعذيب بحقهما .
عقب ذلك وفي تمام الساعة 12 ظهرًا ، قام كل من هاريس وكليبولد بالانتحار ، حيث وضع كل منهما الرشاش الآلي تحت فكه وأطلق الرصاص ، ليموت كلاهما في نفس اللحظة منتحران ، ومتأثران بالرصاص .