تعتبر جريمة اختطاف الطفل تشارلز أغسطس ليندبرج ، من أشهر الجرائم في الولايات المتحدة الأمريكية والتي أثارت جدلًا واسعًا وتم دراستها من قبل عدد كبير من الباحثين وتم تناولها في الكتب والمؤلفات التي تحكي عن أشهر الجرائم .

كان الطفل تشارلز أغسطس ابنًا للطيار تشارلز ليندبرج وآني مورو ليدنبرج ، ويبلغ من العمر عشرين شهرًا حين قامت مربيته بوضعه في فراشه لينام ، وكان ذلك في يوم 1مارس 1932م في حوالي الساعة السابعة والنصف .

كان والد الطفل يقرأ في غرفة مكتبه أسفل حجرة الطفل ، وحين سمع بعض الضوضاء تصدر من الطابق العلوي في حوالي الساعة التاسعة والنصف ، ظن الوالد أن هذه أصوات أطباق تتحطم في المطبخ ، وفي الساعة العاشرة ذهبت المربية لتفقد الطفل لكنها لم تجده في فراشه ، فظنت أن والدته قد أخذته لكنها وجدتها تستحم ، فتوجهت إلى مكتب الوالد الذي هرع إلى حجرة ابنه .

وجد الأب بجوار النافذة خطابًا فأخذه وأخذ مسدسه وانطلق يبحث حول المنزل ، ثم أسرع واتصل بمحاميه واتصل بشرطة ولاية نيوجيرسي التي حضرت بعد عشرين دقيقة من الاتصال ، وقامت الشرطة بتفتيش كل المنطقة المحيطة بالمنزل على بعد بُعد ميل ، تم فحص الغرفة جيدًا فلم يتم العثور على أي أثار لبصمات أصابع مما رجح أن الخاطفين كانوا يرتدوا قبعات .

ولم يتم العثور أيضًا على أي أثار للأقدام ، وقد كًتب في الورقة التي تركها الخاطفون أنهم يريدون مبلغ 50000 دولار ، مقسمين كالتالي مبلغ 25000 في شكل أوراق نقدية من فئة 20 دولار ، و15000 من فئة 10 دولارات و10000 من فئة 5 دولارات ، كما تضمنت الورقة أيضًا تحذير للأب من استدعاء الشرطة .

حضر العديد من المتطوعين بجانب رجال الشرطة للبحث عن الطفل المفقود ، حيث أن الشرطة المحلية كانت هي المسئولة عن قضايا خطف الأطفال ، ولم تستطيع الشرطة المحلية التوصل لشيء ، كما قام شخص يدعى كوندون بنشر رسالة في الصحف للخاطفين قال فيها إن المال جاهز ، تواصل الخاطف مع كوندون وأخذ منه المال في مقبرة برونكس ، ولكنه لم يعطه الطفل ، وفي 20 مايو عثر أحد السائقين على جثة الطفل على بعد 4.5 ميل من منزل ليندبرج .

كشف سر الجريمة :
ظل التحقيق في القضية مستمرًا بعد مقتل الطفل لتتبع أموال الفدية ، وقد تم توزيع نشرة بأرقام النقود على كل المصارف وأصحاب الأعمال في نيويورك ، وعلى الرغم من ذلك لم يظهر إلى أوراق قليلة من مبلغ الفدية ولم يتم التوصل لأصحابها .

وقد كان صدر مرسومًا رئاسيًا باستبدال جميع العملات الورقية القديمة بأخرى جديدة قبل 1مايو 1933م ، وقبل انتهاء تلك المهلة بعدة أيام ظهر مبلغ 2980 دولار من نقود الفدية ببنك منهاتن ، وقد أدعى الشخص الذي قام باستبدال النقود أنه اسمه فوكنر ، وبعد التحري وجد أن الاسم زائف .

وفي 18 سبتمبر 1934م تم التعرف على مهاجر ألماني له سجل إجرامي ويدعى ريتشارد هابتمان ، قام بإنفاق جزء من مبلغ الفدية ، وبتفتيش منزله تم العثور على أدلة تربطة بالجريمة ، منها مفكرة بها رسم لمنزل ليندبرج من الداخل كما وجد رقم هاتفه ، كما تم العثور على مبلغ 20000 دولار من أموال الفدية داخل مرأب منزله ، وتم القبض على هابتمان وتسليمه لشرطة نيوجيرسي لمحاكمته .

قامت الشرطة بمطابقة خط هابتمان مع الخط في الورقة التي تركها الخاطفين ، وقد شهد بعض الخبراء أمام القاضي بأنه نفس الخط ، كما قامت إحدى الصحف الشهيرة بتعيين محاميًا للدفاع عن هابتمان ، وحاول ضحد الأدلة لكن القاضي في النهاية حكم عليه بالإعدام باستخدام الكرسي الكهربائي .

بعد إعدام هابتمان حاول كثيرون إثبات عدم صلته بالجريمة ، ولكن ظلت أدلة إدانته أقوى ، وقد تم بسبب تلك القضية تغيير القوانين الخاصة بجرائم الاختطاف ، وتحويلها إلى جرائم فيدرالية بدلًا من كونها جرائم محلية .

By Lars