تعين السيد محمد السبتي رئيسًا للشرطة في المدينة بعد أن تقلب في عدة وظائف ، وكان فريق العمل الخاص به يتكون من مجموعة من الضباط الشباب ، وكان ضمن ذلك الفريق أربعة من المتخرجات حديثًا من معهد الشرطة.
تلقت مصلحة الشرطة اتصالات هاتفيا من السيد ناصر ، يخبر الشرطة عن اكتشاف جثة خاله رجل الأعمال المعروف في المدينة وهي هامدة في حمام منزله ، وكان غارقًا في دمائه فتوجه العميد محمد السبتي مع فريقه إلى منزل رجل الأعمال السيد سليم .
من المنظر العام للقصة يبدو أن السيد سليم تعرض للوفاة بصورة غير طبيعية ، وأعطى العميد محمد تعليمات بنقل الجثة إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي لفحص الجثة ، وعرضها على الطب الشرعي للتشريح .
أجريت تحريات منزلية حول ذلك الرجل ، وقد توصل العميد محمد السبتي إلى وجود ثلاثة أشخاص حول المجني عليه في تلك الفترة ، كان أولهم هو ابنته الوحيدة والتى تدعى نادية وزوجها السيد خالد وابن أخت المجني عليه ويدعى السيد ناصر ، وهو الذي أبلغ عن اكتشاف جثة خاله عبر الحمام .
تم الاستماع أولًا إلى نادية وقد أخبرت الشرطة إنها كانت في منزلها القريب من منزل والدها عند وقوع الحادث ، كما أخبر زوجها الشرطة بأنه حضر إلى منزل السيد سليم في تمام الساعة العاشرة صباحاً للجلوس معه ، قبل خروجه لأداء صلاة الجمعة .
صرح السيد خالد إنه ظل ينتظره على الباب نحو ربع ساعة خارج المنزل ، ولما لم يفتح له الباب اقتحم المنزل ولم يجد أي أثر للرجل ، فقام بالاتصال بابن أخته السيد ناصر وعندما حضر كسر باب الحمام ، ووجد خاله جثة هامدة فهم بالاتصال بالشرطة .
أمر عميد الشرطة بالاحتفاظ بهواتف الثلاثة وأخبر ناصر ابن أخته أن خاله قد غير حديثاً آلة تسخين الماء ، وأحضر نوعاً يعمل بالغاز الطبيعي ومزود بمنظومة آمان فعالة ، فطلب عميد الشرطة إحضار السباك .
كان السباك معروفًا بخبرته ومهارته ، وما إن وصل حتى طلب منه الشرطي فحص آلة تسخين الماء ، وبينما يفحص السباك آلة تسخين الماء رن هاتفه وأبلغت طبيب الفحص الشرعي أن الرجل مات بغاز متسرب إلى الحمام أدى إلى الاختناق ، وأن الدم الذي أختلط بالماء نتج عن نزيف في الدماغ .
وجد السباك قنينة الغاز فارغة والآلة في وضع التشغيل ، وأكد السباك إنه هو من قام بتركيب الآلة ، وطلب من الشرطي أن يسمح له بفحص الأجزاء الخارجية من آلة التسخين ، فصعد إلى سطح المنزل وعند الفحص ثبت وجود رداء سد أنبوب متصل بآلة التسخين .
حاول السباك إخراج الرداء من الأنبوب لكن منعه عميد الشرطة ، وتقدم هو بقفازات لنزع الرداء وإذ به قميص ملونًا ، وعند فحص القميص تبين وجود آثار دماء على الكم الأيسر من القميص ، تيقن عميد الشرطة أن وجود ذلك القميص في فتحة أنبوب صرف الغازات كان السبب في مقتل ذلك الرجل.
تم نقل نادية وزوجها وناصر والشباك إلى مركز الشرطة ، وعند عرض القميص على نادية تنكرت من معرفتها بذلك القميص وقد بدا عليها بعض علامات القلق ، ولم توجه نادية أصابع الاتهام إلى أي شخص .
كما أخبرت نادية المحققين أن والدها يمتلك ثروة كبيرة ، ولم يرزق من الخلف سواها ولم يكن لديها شركاء في الورث سوى أبناء عمها المنهكين في أعمالهم ، ولا يزورون والدها إلا في المناسبات.
كما تحدثت عن ابن عمها ناصر الذي كان من ضمن الورثة المحتملين لكن وضعه أختلف بعد وفاة والدته ، وأن هناك خلاف نشب بينه وبين والدها بعد وفاة والدته ، حيث لامه والده بالتقصير في علاج أمه قبل وفاتها.
عرض المحققون القميص على ناصر ولم يستبعد أن يكون لزوج نادية ، لأن المقاس مقاسه ثم ذكر إنه كان مصابًا بجروح في ساعده الأيسر منذ أيام قليلة ، فطلب عميد الشرطة أخذ عينة من دم زوج نادية لمقارنتها لآثار الدم الذي كان على القميص .
أسفر التحليل عن تطابق الدم الموجود على القميص مع دم زوج نادية ، وقد أعترف بقيامه بسد الأنبوب للتخلص منه ، حتى ترث ابنته الأموال الهائلة التى تركها والدها .