كانت شخصية زوديك كيلر هو قاتلًا متسلسلًا مخيفاً جداً، وفي فترة نهاية الستينيات حتى أوائل السبعينيات بشمال كاليفورنيا، بالولايات المتحدة الأمريكية قد ولد “زودياك” وهو ما عرف فيما بعد من الصحافة، كما قد عرف عنه أنه قتل 37 شخصًا، وتم تأكيد مقتل خمسة منهم وإصابة اثنين، وقد كان مصير الضحايا الآخرين الذين يقال انهم غير معروفين، لكن هناك من المحتمل من قتله لحوالي من 20 إلى 28 شخصًا، لقد تلاعب مع الشرطة ولم تتمكن من القبض عليه على الرغم من الرسائل المشفرة وتحذيراته التي كان يكتبها عن جريمته القادمة، كانت جرائمه من عام 1968 حتى عام 1974، ثم فجأة توقف ومن بعدها إغلق ملفه في أبريل 2004، ولكنه فتح مرة اخرى بمارس 2007 من خلال وزارة العدل بكاليفورنيا، وقد تمكنت وكالات تنفيذ القانون من معرفة أوصاف زوديك بعد أن قدمها جزء من ضحاياه الذين نجوا، ومع هذا، لم يتمكنوا من تعقبه، وتم إصدار الكثير من الكتب والأفلام عن القاتل زوديك، لم يتم العثور على أي دليل حاسم عن هويته، ولا تزال القضية حتى الآن قائمة في مدينة ريفرسايد ومقاطعة نابا.
وضحيته الأولى هي لصبيًا يبلغ في سن 17 عامًا واسمه كان ديفيد فاراداي وايضاً صديقته بيتي لو جنسن، وهما قد قُتلا في 20 ديسمبر 1968، فهما كانا معاً بالخارج لموعدهما الأول وتوقفا بالسيارة في منطقة نائية بضواحي فاليجو بولاية كاليفورنيا تسمى بممر العشاق، وبحسب تقارير الطب الشرعي، كان القاتل قد أخذ سيارة واوقفها واقترب من الشخصان سيرًا على الأقدام، وقد أصيب الصبي برصاصة في رأسه عندما كان يخرج من السيارة المتوقفة وأصيبت الفتاة بخمس رصاصات بظهرها أثناء هروبها.
وبعد هذه الحادثة وفي 4 يوليو 1969 كانت حادثة ديرلين فيرين البالغة من العمر 22 عامًا هي مع صديقها مايك ماجو الذي كان عمره 19 عامًا وقتلوا بطريقة مماثلة، وقد كانوا يجلسون في سيارتهم في مكان بعيد بحديقة بلو روك سبرينغز فاليجو تقريباً نفس مكان أول جريمة، لقيت فيرين حتفها على الفور بينما أصيب ماجو بجروح خطيرة، في اليوم التالي، ارسل مركز الشرطة مكالمة هاتفية من رجل يقول أنه مسؤول عن الحادثين ولم تتمكن الشرطة من ملاحقة القاتل.
في 27 سبتمبر 1969، كان هناك زوجين شابين آخرين وقد كان يجلسان معًا في مكان نائي على شاطئ بحيرة بيريسا، وقد كان يرتدي كنزة بغطاء رأس وعليه دائرة وصليب، فقام ب زوديك ربط الاثنان بحبل قبل أن قتلهم بوحشية، ثم قتهلم بسكين وغادر بعد أن رسم دائرة وصليبًا على باب سيارتهما، وقد ماتت الفتاة سيسيليا شيبرد البالغة من العمر 22 عامًا بعد يومين بالمستشفى بينما نجا الصبي برايان هارتنيل ليروي القصة.
وفي 11 أكتوبر 1969، كان رجل قد استأجر سيارة أجرة ليقودها بول ستاين بسان فرانسيسكو وبغير سبب معروف أطلق النار على رأسه بمسدس عيار ومن ثم أخذ محفظته ومفاتيح السيارة ومزق قميصه الملطخ بالدماء أمام شهود كانوا مصدومين ثم اختفى من موقع الحادث، وبعد مرور ثلاثة أيام أرسل لصحيفة “ذا كرونيكل” رسالة يقول فيها أن شخص مسؤول عن جرائم القتل، وحذر من أن جريمته التاليت ستكون لأطفال المدارس.
في 22 مارس 1970، كانت كاثلين جونز تقود سيارتها ومعها ابنتها ذات العشر أشهر من سان برناردينو إلى بيتالوما وقد قامت سيارة من خلفها في التزمير وارسال أضواءها، فحين توقفت، قال سائق السيارة أن عجلتها تتأرجح وعرض عليها أن يصلحها لها، ومع هذا، بعد أن انتهى من شد العجلة وقامت بقيادة سيارتها، خرجت العجلة نهائياً، فعرض الرجل أن ينقلها إلى محطة الوقود ليتم تصلحها، ولكن بعد أن ركبت سيارته مر بالكثير من محطات وقود بدون توقف، لحسن حظ كاثلين، انه كان عليه التوقف عند تقاطع حين قفزت من سيارته مع ابنتها واختبأت داخل الحقول، وفيما بعد امكانها العرف على شكل الرجل من الرسم التخطيطي الذي عرضته الشرطة.
تم الإبلاغ عن الكثير من جرائم القتل الأخرى وتم ربطها مع “Zodiac Killer” دون أي دليل قاطع على قيامه بها، وكان منها جريمة إطلاق النار على روبرت دومينغوس وليندا إدواردز اللذين قتلا بالرصاص في 4 يونيو 1963، وجريمة لشخصان كانا بشاطئ قرلايباً من سانتا باربرا بكاليفورنيا، وقد طعنت شيري جو بيتس في ريفرسايد سيتي كوليدج كاليفورنيا في 30 أكتوبر.
في أغسطس 1969 قد أرسل إلى صحيفة “فاليجو تايمز هيرالد” وبعض مكاتب الصحف الأخرى لرسائل تشتمل مخططًا مشفرًا قال به الكاتب، وكانت الرسائل تشتمل على معلومات لم يكن يدركها إلا القاتل، وكان لكل جريمة رمز لحرف دائرة بها صليب وقد تم توقيع أحد الرسائل باسم “زودياك”، وقد أراد الكاتب نشر الرسائل داخل بالصحف المحلية، وقد هدد بقتل العشرات من الأشخاص في عطلة نهاية الأسبوع، إذا لم يتم نشر ذلك.
وقد ظل في كتابة الرسائل إلى سلطات إنفاذ القانون والصحف وهو يهدف فيها أن يقبض عليه، وقد ارسل اسمه في تشفير مكون من 13 حرفًا وقال إنه كان هناك مخطط أن يقتل شرطي وقد تم ربط هذه الجريمة بقصة إطلاق النار على الرقيب بريان ماكدونيل في سيارته الدورية، لكن الأدلة لم تكن قاطهة للنهاية.
كان زوديك يحب قتل الناس لأن هذا بجعله يحس بالبهجة وأن كل ضحاياه سيصبحون عبيده في الجنة، كتب في إحدى المرات منزعج من أن الاشخاص لم يكونوا يرتدون أزرار عليها علامة زودياك، وفي يوليو 1970، كتب رسالة تشتمل على أغنية من “The MiKado” قد أعيد صياغتها بكلماته الخاصة، وقالت إنه كان يجهز لقائمة بأساليب تعذيب عبيده في الجنة، في وقت لاحق من عام 1970، تلقى بول أفيري، الذي كان مختص بتقديم تقريرًا عن جرائم القتل في زودياك لـ “ذا كرونيكل”، بطاقة عيد الهالوين وبها ملاحظة “أنت محكوم عليك” وعايها توقيع “Z” مع دائرة الأبراج والرمز المتقاطع.
ووفقاً لاراء الأطباء النفسيين الذين درسوا هذه الرسائل، فقد كان رجلاً مريضًا يعاني من العزلة والوحدة، وهو يريد الاهتمام ليشبع غرائزه، بدا وكأنه ليس له علاقات حب ولم يستطع تحمل حب الشباب.
وقد قيل عن زوديك كيلر أن زوج والدته الذي يسمى جاك تارانس قد قام بارسال متعلقات زودياك وسلم الكثير من اشياء التي كان زوديك يرتديها في وقت جرائمه، ومع هذا، ثبت من خلال فحوصات الحمض النووي كانت سلبية، وفي عام 2009 فقد أفاد المحامي السابق روبرت تاربوكس أن رجلاً جاء إليه واعترف بأنه “هو زوديك القاتل”، وقد وقال إنه يرغب إصلاح ما يقوم به، لكنه لم يقوم بهذا أبدًا، أما ريتشارد جايكوفسكي وهو الذي كتب في “Good Times” كان شكله يشبه إلى حد كبير رسم “Zodiac” الذي رسم من خلال الشرطة، فقد وجدت شرطة فاليخو أيضًا أن صوته متطابق مع صوت قاتل هجوم بلو روك سبرينغز، ولكن ومع كل ذلك، لم يتم إثبات أي شيء ضده، وقد قال كثيرون آخرون أنهم شخصية”زودياك”، لكن قصصهم لم تتماشى نهائياً مع الحقائق المعروفة والمثبتة، لذا لم تتابع الشرطة هذه المزاعم.