لا توجد جريمة كاملة ، تلك المقولة الشهيرة التي تسمعها تترد في مخيلتك ، عندما تقرأ عن جريمة ما ولم يتم القبض على الجاني بعد ، تلك المقولة التي شاب لهولها شعر الكثير من المحققين في جرائم ، بشعة ووحشية ، وهم يبحثون بدأب عن مرتكبيها ، ولعل التاريخ قد شهد العديد من الجرائم التي تمت بوحشية ، وقد تكون الضحية بها ، ليست شخصًا واحدًا ، وإنما عددًا من الضحايا ، ولم يتم القبض على القاتل بعد ، مثل قصة الداليا السوداء التي سبق وأن طرحناها بموقعنا .
البداية ..
ولاية بوسطن الأمريكية ، مدينة هادئة يتمسك سكانها بتعاليم الكنيسة ، ويتميزون بهدوئهم وهدوء مدينتهم ، ولكن تلك المدينة الهادئة كانت قد عاشت عامين من الاضطرابات والرعب والخوف ، نتيجة حدوث عددًا من جرائم القتل الوحشية ، والتي راح ضحيتها أكثر من ثلاثة عشر امرأة ، تتراوح أعمارهن بين التاسعة عشرة والخامسة والثمانون ! تلك القضية التي نالت شهره واسعة بين عامي 1962م ، و1964م ، والتي عُرفت باسم سفاح بوسطن .
جريمة تلو الأخرى ..
كانت أولى جرائم القاتل ، في عام 1962م ، وكانت أولى الضحايا سيدة في منتصف الخمسينات من عمرها ، وُجدت جثتها في غرفة الطهي ، ملقاة أرضًا وقد تمزقت ثيابها ، وتم الاعتداء عليها بوحشية وسادية مفرطة ، وقُتلت خنقًا باستخدام حزام الروب الذي كانت ترتديه ، كما وجد رجال البحث الجنائي آثار رضوض وخدوش حول عنقها ، ولم تكن التحقيقات والبحوث الجنائية آنذاك ، بنفس قوتها حاليًا فلم يتم التعرف على هُوية القاتل ، خاصة مع عدم وجود شهود أو أية أدلة تذكر.
عقب خمسة عشر يومًا ، وُجدت الجثة الثانية ، لسيدة في الخامسة والثمانون من عمرها ، لم يمهل القدر وقتًا للقاتل للاعتداء عليها ، لأنها توفيت إثر أزمة قلبية مفاجئة ، نظرًا لشدة خوفها ، ولكن في هذه المرة لاحظ رجال التحقيقات ، أن هناك ربطة عنق قد وُضعت إلى جوار الضحية ، وقد تم ربطها باستخدام عدة جوارب ، وتميزت بأنها كانت بنفس طريقة عقد حزام الروب ، الذي شُنقت به الضحية الأولى ، وهنا فقط أدرك رجال المباحث أنهم أمام قاتلاً متسلسلاً.
لم يمض الكثير من الوقت ، حتى عثر على ضحية جديدة ، في الخامسة والستون من العمر ، قتلت بنفس الطريقة ، وتم الاعتداء عليها ، وشُنقت بجوارب من النايلون ، وعُقدت بنفس الطريقة المميزة حول عنقها ، وفي نفس اليوم سقطت الضحية الرابعة ، وكانت سيدة أخرى طاعنة في السن ، لم ترد على هاتف منزلها ، فقرر أهلها محاولة الوصول إلى شقتها حيث تسكن وحدها .
خاصة مع تناول الصحف لتفاصيل تلك الجرائم الوحشية ، وبالفعل تسلق أحد أقاربها المبنى الذي تقطن به ، ودخل إلى الشقة من أحد النوافذ ، ولكنه صُدم بما رأه فقد قام القاتل بقتلها خنقًا ، ثم رفع ثوبها ، وباعد بين ساقيها بواسطة كرسي ، ليصطدم رجال الشرطة وأقاربها بما حدث لها بوحشية وسادية غريبة ، ثم ترك القاتل علامته الشهيرة إلى جوارها باستخدام كساء وسادتها.
ثم سقطت ضحيتين أخرتين عقب تلك الحادثة ، وسط تناول الصحف لتلك القضية الشهيرة آنذاك ، مع بعض الشجب والحديث عن أداء الشرطة المتخاذل ، وفجأة ، توقفت الجرائم لثلاثة أشهر كاملة ! إلى أن اكتشفت إحدى الفتيات جثة زميلتها بالسكن ذات العشرون عامًا ، وقد تم الاعتداء عليها وقتلت بنفس الطريقة للسيدة المسنة في شقتها ، وهنا أصابت الحيرة رجال التحقيقات ، فالقاتل كان يستهدف السيدات المسنات الوحيدات ، ولكن الآن بات يتجول ويقتل الفتيات الشابات .
توالت الجرائم الواحدة تلو الأخرى ، وكانت الضحايا الجدد في العشرينات من أعمارهن ، وكانت آخر ضحايا وأصغرهم فتاة ذات تسعة عشر عامًا ، قتلت في غرفتها ، ولم تشك صديقتيها في مقتلها ، سوى بعد أن أطالت النوم ، كما كن يعتقدن ، ولكنها لم تكن أفضل حالاً من الضحايا اللاتي سبقنها.
أدلة دون قاتل ..
توالت الضحايا وكانت الأدلة آنذاك كثيرة للغاية! ولكمنها لم تكن لتوصل رجال التحقيقات إلى شيء ما ، فقد كانت أدوات الكشف عن البصمات ، والدماء ، والسائل المنوي ، وغيرها بدائية جدًا لم تفد المحققون في العثور على الجاني ، بالإضافة إلى الضغط الشعبي الذي حدث آنذاك .
إلى أن تقدم أحد المحامون بعرض لإدارة التحقيقات الأمريكية ، لموكله ألبرت دي سالفو ، والذي كان محتجزًا بإحدى المصحات النفسية ، إثر ارتكابه جرائم قتل واغتصاب بوحشية ، وقد اعترف بارتكابه جرائم بوسطن ، وكتب تفاصيل جرائمه وسلّم نفسه للشرطة ، التي لم تكن تضع اسمه منذ البداية في قائمة المشتبه بهم ، وكانت أول واقعة قتل متسلسل يقوم فيها الجاني ، بتسليم نفسه والاعتراف بجرائمه تفصيلاً دون مراوغه.
ألبرت دي سالفو ..
ولد ألبرت لأسرة فقيرة ، أب سكير وأم معنفة ، كانت تُضرب دائمًا ضربًا مبرحًا ولا يهدأ لزوجها بالاً، حتى يكسر أسنانها أو أصابعها أمام مرأى من أبنائه ، الأب الذين باع أبنائه للعمل في الحقول مقابل تسعة دولارات ، وكان ألبرت في الخامسة من عمره ، عندما شاهد والده يأتي بالعاهرات إلى المنزل ، ومارس ألبرت البغاء وهو في الثامنة من عمره مع سيدات يفقنه بعقود عمرية !
التحق ألبرت بالجيش وتم طرده ، نظرًا لتحرشه بفتاة ذات تسعة أعوام ، وعاش ألبرت حياة شاقة ، كان مهووسًا خلالها بالممارسات الجنسية الشاذة ، وكان يتم القبض عليه في كل مرة بتهمة مخالفة ، نظرًا لخوف النساء آنذاك من الإبلاغ عن تلك الجريمة المشينة ، ولكنه قام بالاعتراف بتفاصيل جرائمه في بوسطن ، وتمت إدانته وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بدلاً من الإعدام ، حتى يتم إغلاق القضية ، ولكن عقب ستة أعوام قُتل دي سالفو في زنزانته طعنًا ، ولم يعلم أحد من قاتله!
فنجان برج الحوت اليوم مع قارئة الفنجان المتميزة لدينا. من خلال تحليل الرموز والإشارات في…
فنجان برج الدلو اليوم الثلاثاء 8/10/2024 اكتوبر تشرين الاول برج الدلو ماذا يقول فنجانك يا…
فنجان برج الجدي اليوم الثلاثاء 8/10/2024 اكتوبر تشرين الاول برج الجدي ماذا يقول فنجانك يا…
فنجان برج القوس اليوم مع قارئة الفنجان المتميزة لدينا. من خلال قراءة دقيقة للرموز والإشارات…
فنجان برج العقرب اليوم مع قارئة الفنجان المبدعة لدينا. من خلال تحليل الرموز والإشارات في…
فنجان برج الميزان اليوم مع قارئة الفنجان المميزة لدينا. من خلال تحليل دقيق للرموز والإشارات…