في أحد الأيام اكتشف عمال النظافة ، المختصون بنظافة واقتلاع الأعشاب ، من أحد شواطئ مدينة الجديدة في المغرب ، بوجود جثة فأبلغ عمال البلدية الشرطة ، عن وجود تلك الجثة الملقاة على الشاطئ .
أتت الشرطة وتولى العميد أحمد المناضل ، القيام بالتحقيقات الضرورية حول تلك الواقعة ، لتحديد هوية القتيل والتحري عن أسباب الوفاة ، وكل ما يتعلق بخصوص تلك الجثة ، بدأ العميد في البحث عن أي أوراق إثبات هوية ، بداخل ملابس القتيل ولكن لم يتم العثور على أي أوراق إثبات هوية ، بل وجد ورقة صغيرة مقطوعة من أحد الدفاتر المدرسية ، ومكتوب عليها : تم تنفيذ حكم الإعدام ، على هذا الرجل لأنه ملحداً وفاسقاً .
الورقة حقيقة أم تضليل للشرطة :
بدأ العميد أحمد المناضل يصل إلى أول خيط من خيوط ، فك لغز تلك الوقعة وهي أن هذا الرجل ، والذي يبلغ الخمسين من عمره ، قد راح ضحية لجماعة دينية متطرفة ، بل وكانت تراود العميد أحمد المناضل ، شكوك حول تلك الورقة ، بأنها وسيلة تضليل من القاتل الحقيقي ، بل ودفع الشرطة للإيقاع في متاهات تبعدهم عن الحقيقة.
تقرير الطب الشرعي :
تم إرسال الجثة إلى لجنة الطب الشرعي ، والتي اخرجت بياناً بسبب الوفاة ، وهو وجود جروح عميقة في الرأس ، أحدثتها أداة حادة فكانت الإصابات كلها في مؤخرة الرأس ، وبدأ العميد أحمد المناضل ، رفع بصمات المجني عليه ، لبدء البحث عن هويته ، وما أن تم عرض البصمات ، على قاعدة البيانات ، حتى تم التعرف على هوية صاحبها ، وهو معلم الفلسفة غير المتزوج ، وتم التعرف على هويته وعنوانه .
الشرطة تبدأ التحريات :
انتقلت الشرطة إلى منزل المجني عليه ، لإجراء تفتيشاً للحصول على ما يتيح التعرف على علاقات معلم الفلسفة بغيره ، قرعت الشرطة على منزل المجني عليه ، ففتحت الباب سيدة مسنة ، وأخبرت الشرطة إنها خالت المجني عليه ، وأخبرت السيدة الشرطة أنها تتردد على المنزل ، من حين لآخر لتفقد أحواله وأحوال المجني عليه ، منذ أن توفي والداه العام الماضي .
ذكرت المسنة بعض سمات شخصية المجني عليه ، وأنه كان مزاجياً بل وغريب الأطوار ، ومرات عديدة كان يرفض زيارات خالته له ، لكنها ظلت على وفاء بوعدها مع أختها الراحلة ، بالاهتمام بشأن المجني عليه .
كما ذكرت خالته أن المجني عليه ، كان يقوم بتدريس الطلبة في المنزل ، كما كان يرفض فكرة الزواج على الإطلاق ، لأنه كان لا يؤمن بوجود نساء عفيفات ، بل وكان من المحزن إنها تذكر للشرطة أن المجني عليه ، كان ملحداً ولا يؤمن بوجود الله عزوجل .
الشرطة تتحفظ على بعض الأوراق:
توجهت الشرطة إلى غرفته ، فوجدت غرفته ممتلئة بكتب الفلسفة وأوراق من دفاتر مدرسية ، فربط المحققون تلك الأوراق بالورقة التي عثر عليها في ملابسه ، فطالبت الشرطة بالتحفظ على تلك الأوراق ، وإرسالها لمقارنة الخط بتلك الورقة التي وجدت في ملابس الجثة .
الشرطة تحقق عن المجني عليه فى المدرسة :
توجهت الشرطة إلى المدرسة ، التي كان يعمل فيها المجني عليه ، وعرفت الشرطة من رأى الطلاب عنه أنه كان متشددًا وقامعاً دون أسباب ، بل وكان يستمع العنف والضرب مع طلابه ، بل وكان معلماً مخيفاً في عيون تلاميذه وتلميذاته .
بدأت الشرطة تحقق في اتجاهات عديدة ، منها خلافاته مع أصدقاؤه المعلمين في المدرسة بسبب الالحاد ، بل وخلافاته مع طلابه خاصة والذي تسبب المجني عليه في رفدهم من المدرسة .
نتيجة التحريات :
كانت نتائج فحص الأوراق التي وجدت في غرفة المجني عليه ، مقارنه بالورقة التي عثر عليها في ملابسه ، تؤكد أن من كتب تلك العبارة هو تلميذ سابق ، قام المجني عليه برفده من المدرسة .
الشرطة تتوجه الى منزل الجاني :
فتوجهت الشرطة إلى المدرسة مرة أخرى ، وعرفت الشرطة أن التلميذ يدعي عمرو ، وقد تسبب المجني عليه في رفده من المدرسة ، بل وعرفت الشرطة أن لديه اخت تدعى كريمة ، قد تغيبت من المدرسة منذ فترة قليلة دون أي أسباب .
اعتراف الجاني :
توجهت الشرطة إلى منزل عمرو وكريمة ، وتم القبض على عمرو فقام بالاعتراف بسبب قتله لمعلم الفلسفة ، حيث قام بالإيقاع بأخته في مقابل إنجاحها في اختبار نهاية العام فعزم عمرو على الثأر منه ، لسببين أولهما لأنه تسبب في رفده من المدرسة ، وثانيهما لتحرشه بأخته .
فقرر أن يقتله وقد علم أنه يذهب يوم عطلته لشاطئ مدينة جديدة ، ويقضي بعض الوقت فراقبه عمر حتى خرج من الشاطئ ، ونام على الأعشاب مستريحاً وقت الظهيرة ، فتسلل نحوه عمرو ممسكاً بسكينة حادة ، ووجه له ضربات عنيفة في رأسه حتى مات ، فوضع تلك الورقة في جيبه للتضليل .