في عام 1927م ، استيقظ أهالي مدينة باث الأمريكية ، على أصوات انفجارات مروّعة ، نتج عنها أنهارًا من الدماء ، في مشهد أذهل سكان المدينة جميعهم .!

ولكن يا تٌرى دماء من تلك ؟ كانت الصدمة الكبري لأهالي مدينة باث ، أن أبناءهم الصغار الذين تم تجهيزهم صباح ذلك اليوم ، قد أصبحوا مجموعة من الأشلاء المتطايرة والدماء السائلة ، جرّاء الانفجار البشع ، فكيف تم ذلك ؟ .

البداية :
وُلد آندرو كيو ، لأسرة متواضعة الحال ، ووالدين قاما بتربية أبنائهم الثلاثة عشر بشكلٍ جيد ، إلا أن الحياة لا تعطي المرء كل شئ ، فقد توفيت والدة آندرو وهو في السادسة من عمره ، فاضطر والده إلى الزواج من أخرى من أجل مساعدته في رعاية أبنائه ، وتدبير شئون المنزل الذي لا يستطيع الأب وحده إدارته دون سيدة .

وبالفعل تزوج الأب ، وعاشت زوجته تقوم بواجباتها تجاه الأبناء ، إلا أن آندرو كان طفلاً متنمرًا لها ، ومتمردًا للغاية ، وكثيرًا ما كان يفتعل المشاكل معها ، وفي أحد الأيام ، ذهبت السيدة من أجل التسوق ، وشراء احتياجات المنزل ، وعادت من أجل مواصلة أعمال المنزل ، وأثناء ذهابها من أجل إعداد الطعام ، اشتعل الموقد بشدة –الذي كان قد تم التلاعب به من قبل- وانفجر بها ، متسببًا في إشعال النيران بجسدها .

وكان آندرو في ذلك الوقت يبلغ من العمر أربعة عشر عامًا ، وكان بالمنزل وقت وقوع الحادث ، ولكنه لم يهتز للحظة ، بل سكب عليها ماءً زاد من الاشتعال ، وتوفيت السيدة متأثرة بحروق شديدة التهمت جسدها .

لم يعرف أحد أن آندرو ، هو من تسبب في التلاعب باسطوانة الغاز ، والترصد لزوجة أبيه ، إلا أنه بعد ذلك ، استكمل دراسته بكلية ميتشغان للهندسة الكهربائية ، والتي أصبحت جامعة ميتشغان بالوقت الحالي ، وانتقل آندرو من بلدته ، إلى ولاية جديدة من أجل العمل ، وتزوج من نيلي برايس ؛ وهي ابنه لعائلة ثرية للغاية ، وكان في ذلك الوقت قد بلغ آندرو الأربعون من عمره.

مجزرة باث :
عقب سبعة أعوام من زواجهما ، انتقل آندرو وزوجته إلى مدينة تٌدعى باث ، اشترى بها منزلاً ، تجاوره مزرعة كبيرة للخيول والحيوانات الأليفة ، واستقر بتلك المدينة الصغيرة ، وأصبح آندرو خلال وقت قصير جدًا من نبلاء تلك المدينة ، وأحد الأثرياء بها ، حتى أن سكان المدينة أشاروا إلى أن مزرعة آندرو ، كانت أكثر نظافة من بيوتهم الآدمية !

قام آندرو بتأسيس مدرسة للطلاب باسم المدينة ، وعمل عليها مع بعض المدراء والشخصيات العامة المعروفة بمدينة باث ، ولكنه كان ما يرفض التوسع في تلك المدرسة ، مما أدى إلى حدوث ونشوب خلافات بينه ، وبين أحد المدراء المسؤلون معه عن المدرسة ، وتسبب ذلك في ردود فعل غريبة ، وغير مفهومة من آندرو .

بل وتدهور أوضاعه المادية إلى الحد الذي وصل به ، إلى اقتراب الاحتجاز على ملكيته من المنزل والمزرعة وكافة أملاكه ، في ذلك الوقت علم آندرو بأن زوجته مصابة بمرض السل ؛ ذلك المرض اللعين الذي لم يكن له علاج معروف وفعّال في ذلك الوقت ، وظلت الزوجة بالمشفى تنتظر الموت المحتم.

أصابت آندرو حالة غريبة من الهدوء المفرط ، رغم كل ما يحيط به من خراب وديون وخلافات ، ولكنه كان ذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة ، فخطط آندرو للانتقام من مدينة باث كاملة ، فذهب إلى عدد مختلف من المتاجر ، وابتاع منها كميات هائلة من الديناميت ، وبحكم وجود داخل المدرسة كأحد المؤسسين ، استطاع آندرو الولوج إلى الداخل وزرع المتفجرات بها ، وفي منزله ، ثم أحضر زوجته من المشفى وقام بقتلها ، وانتظر اللحظة الحاسمة التي سوف يدمر بها تلك المدينة.

قام آندرو بضبط توقيت المتفجرات بحكم علمه ودراسته كمهندسًا ، ولم يكن يعلم المدراء الآخرون بفعلته ؛ نظرًا لجهلهم بتلك الأمور ، وفي التاسعة من صباح ذلك اليوم الدموي ، سمع سكان باث صوت الانفجار ، واتجهوا جميعًا إلى مقر المدرسة آملين في بقاء أطفالهم على قيد الحياة .

وانزعج آندور حيث لم تنفجر الكمية التي وضعها كاملة ، فاتجه إلى سيارته التي كان قد فخخها مسبقًا وحمل بندقيته ، واتجه إلى النصف الآخر الذي لم ينفجر ، فبه يتواجد المدراء والأعداء على حد سواء ، ولكن لمحه أحد المدراء واتجه إليه ظنًا منه أن آندرو يحاول المساعدة ، ولكنه فوجئ به يرفع البندقية من أجل تفجير السيارة المفخخة ، ونشبت معركة بينهما .

انتهت بانطلاق رصاصة آندرو التي فجرت السيارة ، وجزءً آخر من المدرسة ، وراح ضحية ذلك اليوم ست وثلاثون طفلاً ، وأصيب ست وخمسون آخرون بجروح وإصابات بالغة ، وودعت مدينة باث الأطفال والمعلمون ، بالدموع ، وأصبحت المدينة من أشهر المدن بعد ذلك الحادث الدامي .

وانهالت المساعدات على أهل المدينة ، وعُثر على جسد زوجته القتيلة ، وتم دفنها باسم أسرتها ، وقامت الشرطة بدفن بقايا آندرو في مكان مجهول بلا شاهد ، تجنبًا لأعمال الانتقام.

By Lars