بات حلمها الأكبر هو الوصول إلى منصة القضاء بعد أن استطاعت خوض مسيرة نجاحها من خلال دراستها للقانون ، ومن ثم اقتحامها مجال المحاماة في المملكة ، لتصبح أول محامية حاصلة على رخصة مزاولة المهنة وأول موثقة معتمدة في منطقة القصيم ، إنها المحامية “جميلة فهد الأطرم” التي خاضت رحلة نجاح مبهرة في مجال المحاماة .
دراسة القانون :
كانت جميلة الأطرم ذات الثامنة والثلاثين عامًا قد درست مجال رياض الأطفال وتخرجت من هذا القسم في وقت سابق ولكنها لم تجد نفسها في هذا المجال ، ثم فكرت في دراسة مجال القانون بعد أن وجدت الفرصة قد أصبحت متاحة للمرأة في هذا المجال ، وهو ما جعلها تدرس القانون بجامعة عمان الأهلية في الأردن ، حيث أنها كانت تعيش هناك لفترة من الزمن بحكم عمل زوجها هناك .
مزازلة مهنة المحاماة :
تخرجت جميلة الأطرم من جامعة عمان خلال عام 2013م ، وكان هو نفس العام الذي تم فيه السماح للمرأة في المملكة بمزاولة مهنة المحاماة التي كانت حكرًا على الرجال فقط ، فتقدمت جميلة على الفور لطلب الحصول على رخصة تدريبية في أحد المكاتب المرخصة في الرياض ، حيث اتجهت إلى الرياض خصيصًا بسبب ندرة مكاتب المحاماة التي تسمح بالتدريب في القصيم ، وكانت تعاني من ويلات السفر من القصيم إلى الرياض من أجل تحقيق حلمها .
بعد أن أتمت جميلة ثلاث سنوات في التدريب بمكتب المحاماة قامت على الفور بالتوجه بطلب إلى وزارة العدل من أجل الحصول على رخصة مزاولة مهنة المحاماة ، وبالفعل نجحت في الحصول على هذه الرخصة لتصبح بذلك أول محامية تحمل رخصة المهنة في القصيم ، ثم سعت فيما بعد لتحقيق حلمها الأكبر وهو افتتاح مكتب المحاماة الخاص بها .
قامت جميلة بالتخطيط إلى تأسيس مكتبها الخاص من خلال العديد من الإجراءات وتحديد الموقع المناسب للمكتب ودراسة الجدوى لهذا المشروع ، ثم تمكنت من الحصول فيما بعد على التراخيص والاشتراطات المطلوبة من وجود رخصة بلدية وسجل تجاري وغير ذلك من الإجراءات القانونية اللازمة ، حتى حققت حلمها بافتتاح مكتبها الخاص بأعمال المحاماة في القصيم .
ترحيب المجتمع بالمحامية جميلة :
حظيت جميلة الأطرم بترحيب قوي من مجتمعها بالقصيم ، حيث لاقت استحسان الجميع وقبولها كأول امرأة محامية مرخصة ، ومن ثم التوجه إليها بالعديد من القضايا ، حتى أصبح مكتبها يعج بالكثير من القضايا في كافة الاتجاهات ، وأصبح لديها موكلون من الجنسين الرجال والنساء ، وقد نجحت جميلة في ممارسة مهنتها بكل ثقة على مدار عام ونصف ، ولازالت تواصل مسيرة نجاحها في هذا المجال .
أصبحت المحامية جميلة في مكانها تمد يد العون لكل من يحتاج لها في هذا المجال وخاصةً ممن يحتاجون إلى تدريبات ، حيث لديها خريجات تعملن كمستشار قانوني ، حيث أن وزارة العدل تشترط أن يكون قد مضى على ترخيص المحامي خمسة أعوام ليحق له التدريب ، لذلك فإن المحامية جميلة تساعد غيرها من الخريجين الشباب على قدر المستطاع بشكل قانوني ، لأنها تشعر بمدى احتياجهم إلى يد العون مثلما كانت هي في نفس الاحتياج ذات يوم .
بعد أن نجحت جميلة الأطرم في الوصول إلى أحلامها ؛ ازدادت طموحاتها أكثر فأكثر حيث أصبح حلمها الأكبر هو أن تكون قاضية ذات يوم من الأيام ، وهي تسعى إلى تحقيق ذلك من خلال إنجازها في عملها الذي أصبحت إحدى رائداته خلال الآونة الأخيرة .