قصة نجاح طاهر عصفور

كثيرًا ما نسمع عن قصص التحدي والإرادة التي تجعلنا ننحني أمام أصحابها احترامًا وتقديرًا لرغبتهم في النجاح والعيش ، ومن ضمن تلك القصص قصة الشاب العربي طاهر عصفور الذي استعرضت قصته ضمن مؤتمر لتشغيل وتدريب الشباب ، فيد طاهر المبتورة لم تمنعه من تحقيق حلمه والانطلاق في عالم الريادة والأعمال .

فقبل سنوات قرر طاهر ترك دراسة التوجيهي والبحث عن عمل من أجل مساعدة أسرته ، بعد وفاة والده المفاجئة لهذا قرر الشاب الطموح التخلي عن حلمه بإكمال دراسته ، من أجل إكمال رسالة والده في الحياة ، وكان طاهر حينها مازال سليمًا معافى لا يعاني من أي بتر في يده ، وبعد بحث طويل عن فرصة للعمل وجد طاهر بغيته في شركة لإنتاج اللحوم .

وبالفعل عمل بها لمدة عام ونصف ولكن أثناء عمله بها تعرض لإصابة عمل ، نتج عنها بتر يده اليسرى وكان لهذا أثرًا سيئًا عليه لأن طاهر كان أشول اليد ، لا يجيد العمل أو الكتابة إلا باليد اليسرى ، فعانى من جراء بترها كثيرًا خاصةً بعد أن استغنت الشركة عن خدماته ، فتملكه الشعور بالعجز والفشل واليأس من حياته .

ولكن في صحوة قصيرة حاول عصفور التمسك بأي خيط للأمل ، فأخذ يطرق أبواب الشركات الأخرى ولكن دون جدوى ، وهنا وقف عصفور مع نفسه وأخذ يبحث عما ينقصه ، لم تكن يده اليسرى هي العائق الحقيقي أمامه ، بل التعليم فقرر عصفور أن يبتعد عن كل المثبطين ويعود لإكمال دراسته في التوجيهي .

وبالفعل نجح فيها وحصل على الدبلوم وتخرج بشهادة تقدير ، وحينما تخرج بحث عن عمل بشهادته فاستطاع بمساعدة منظمة شركاء للأفضل ، العمل بوظيفة مندوب مبيعات بشركة سما الزرقاء للدعايا والإعلان ، ولم يتوقف طاهر هنا فاليوم طاهر يعمل بشركة تسنيم الدادا وشركاه كمدخل بيانات بيده اليمنى ، التي كان لا يجيد استخدامها .

كما أنه يلعب أيضًا في نادي لكمال الأجسام واستطاع أن يحمل الأوزان الثقيلة رغم إعاقته ، وهو الحلم الذي كان يحلم بتحقيقه قبل الحادثة وهو سليم معافى ، فقد استطاع الآن تحقيقه رغم صعوبته أو استحالته لدى البعض ، لقد تحدى طاهر الفشل وأثبت أنه بعزمه ورغبته يستحق الأفضل وها هو يمضي فيه ، فلا أحد يعرف طريق الفشل إلا إذا انسحب .

أما إن ظل يحاول فهذا ليس بفشل ، ولكنها خطوات من أجل تحقيق النجاح ، ولعل ما ساعد طاهر في تخطي أزمته والوقوف على قدمه من جديد ، هو تلقيه لبعض الدورات التدريبية الخاصة بالمهارات الحياتية ومهارات النجاح في سوق العمل ، بالإضافة إلى دورات أخرى ضمن برنامج ” تمكين الشباب ” الذي تطيقه منظمة مجتمعات عالمية ، والتي تموله منظمة كاتر بيلر الخيرية .

وتعد منظمة شركاء للأفضل التي دعمت الشاب طاهر عصفور منظمة غير ربحية ، وهي تنبثق عن مؤسسة مجتمعات عالمية التي تهدف لتمكين الشباب والمرأة وبعض الفئات الأخرى من ذوي الحاجة ، اقتصاديا واجتماعيا ، عن طريق تزويدهم بالمعارف والفرص والمهارات كي يصبحوا مواطنين فاعلين في المجتمع ، ويستطيعون الاعتماد على أنفسهم .