ظل الإنسان منذ بدء الخليقة ، يتأمل الكون من حوله ، وما يحيط به من أرض وسماء ومياه وهواء وصخور وجبال ، وغيرها من الطبيعة الواسعة والمتعددة المعالم ، حتى بدأ يتعلم ويدرس وينشغل بكيفية تكون هذا العالم المحيط به ، فشاهد كيف يحتك الصخر ببعضه بعضًا ليولد النار ، وفغر فاه أمام ألوان قوس قزح ، بعدما هطل المطر ، وبدأ في تأمل انكسار الملعقة في كوب الماء ، وكيف للمياه أن تجعل حديدًا يبدو منكسرًا بهذا الشكل ، فدخل الإنسان في حقبة من الخرافات والأساطير ، التي تناقلتها الأجيال في محاولة لسبر أغوار الكون .
ولا يعلم الكثيرون أن علماء المسلمين ، كانوا هم الأسبق في الوصول للعديد من الحقائق العلمية ، والطبية والكيميائية المختلفة ، قبل أن يصل إليها الغرب بقرون طويلة ، حتى أن علماء المسلمين قد نقلوا لأوروبا ، خبراتهم الطبية والعلمية ، على يد البعثات التجارية والعلمية ، والحروب والاستعمار وغيرها ، ومن بين أشهر من قدموا إسهامات علمية واضحة ، العالم المسلم جابر بن حيّان ، أو أبو الكيمياء كما لُقّب .
العالم المسلم جابر بن حيّان ، هو أشهر العلماء المسلمين ممن أحدثوا ثورة في علوم الكيمياء ، حيث استحدث هذا العالم الجليل ، طرق الاستكشاف العلمي بناء على التجربة ، بدلاً من الاستقراء والمشاهدات فقط ، تلك التي أدت لدخول العقول البشرية ، في تيه واضح خاصة مع بروز علوم الفلسفة واجتياحها للسطح الفكري ، فبدأ العالم جابر بن حيان ، في التجارب العلمية من أجل التوصل ، إلى طبيعة المواد المختلفة سواء أكانت صُلبة أم سائلة أم غازية .
وظل المنهج الذي أسسه بن حيان هو المنهج السائد بعد ذلك ، نظرًا لقدرته على الرصد والملاحظة العلمية الدقيقة ، والاستنتاج بناء على معلومات معرفية واضحة ، تلك المنهجية التي انتقلت إلى أوروبا ، واستحدثت أفضل الطرق ، التي أدت إلى نهضة علمية كبيرة ، مكّنت الكثير من العلماء ، من الابتكار والاختراع والاكتشاف ، لكل ما هو جديد .
مولده ونشأته :
جابر بن حيان الشهير بأبو الكيمياء ، ولد بالكوفة عام 101هـ ، وقيل أن جذوره تعود إلى خراسان ، ونشأ بن حيان لأب يعمل في مجال العطارة ، وحرص على تعليمه ، كل ما يتعلق بتلك المهنة ، فعلمه علوم وأصول العطارة ، والتفرقة بين الأعشاب والنباتات النادرة ، وكيفية تصنيع الدواء منها ، فأصبح لدى جابر علم واسع ، بكل من العلوم الفلسفية والطبيعية والطبية أيضًا ، وهو مازال في سن مبكرة ، وكل ذلك كان ملهمًا له ، لدراسة علوم الكيمياء .
إسهامات جابر بن حيان العلمية :
قدّم العالم المسلم جابر بن حيان ، العديد من الإسهامات العلمية ، التي ساهمت في تأسيس علم الكيمياء ، وأثرت فيما بعد في الكثير من العلوم الأخرى ، فبلغت مؤلفاته أكثر من ثلاثة آلاف مخطوطة مترجمة ، من اللغة اللاتينية إلى اللغة العربية ، وكان من أهم ابتكاراته أنه عمل على تحضير ، حامض الكبريتيك وقام بتقطيره من الشبّة الملحقة به ، ثم أطلق عليه زيت الزاج ، كما استطاع بن حيان أن يفصل الذهب عن الفضة ، باستخدام نفس الحامض ، وهذه الطريقة مازالت مستخدمة حتى يومنا هذا ، في تقديرات عيارات السبائك الذهبية.
مؤلفات جابر بن حيان :
استطاع بن حيان أن يعمل على تأليف ، أكثر من آلاف الكتب في مجالات علمية متنوعة مثل الفلسفة والطبيعة والكيمياء ، وكان من بين أهم مؤلفاته كتاب السموم ودفع مضارها ؛ والذي يعد أشهر كتب بن حيان على الإطلاق ، ويتكون من خمس فصول متنوعة ، مثل السموم النباتية والسموم الحجرية والحيوانية ، وكيفية علاجها وإخراجها من جسم الإنسان ، هذا الكتاب الذي جمع بين كل من الطب والكيمياء .
كذلك كتابه المميز والذي يوجد منه نسخة أصلية ، تقبع في متحف بريطانيا وهو كتاب الخواص الكبير ، وكتابه الحديد الذي تحدث فيه بشأن كيفية استخراج الحديد ، من أصوله الأولية ، ولجابر بن حيان كتب أخرى ؛ مثل نهاية الإتقان ، والرحمة والتدابير والموازين .
ويعد جابر بن حيان ، بشهادة علماء الغرب ، أول من علَّم الكيمياء ، وأكبر دليل على ذلك أن كثيرًا من المصطلحات التي وضعها ، مازالت مستخدمة في مختلف اللغات الأوروبية .
الأبراج الأكثر حياءً اكتشف أصحاب الشخصيات الهادئة والمتحفظة الخجل صفة شخصية تؤثر على سلوك الأفراد…
اكتشف توافق برجك في الزواج يبحث الكثيرون عن الشريك المثالي في الزواج، ويعتبر توافق الصفات…
الأبراج الأكثر استقراراً في العلاقات في عالم العلاقات العاطفية، يجد البعض صعوبة في الحفاظ على…
تعرف على الأبراج الأكثر بخلاً هل برجك منها؟ البخل سمة قد تثير استياء البعض، بينما…
أبراج تودع المشاكل مع قدوم الربيع، قد تواجه بعض الأبراج تحديات تستوجب منهم التفكير بحلول…
الأبراج التي تتجاهل آراء الناس بعض الأشخاص يولدون بصفات تجعلهم غير مبالين تمامًا بما يفكر…