التحول من الحفر على القطع الخشبية إلى الحفر على الفضة والذهب هو بداية مسيرة نجاح عائلة طباع في لبنان ، تلك العائلة التي لم تحفر فقط على الخشب والفضة والذهب ، بل إنها حفرت كذلك اسمها في التاريخ ليبدو متألقًا مرموقًا معروفًا بقوة إبداعه عبر أنحاء العالم ، إنه الطريق الذي بدأه أحد أفراد العائلة ليُكمل الأبناء مسيرة النجاح .
البداية مع الحفر على الخشب :
تنحدر أصول عائلة طباع من مدينة زحلة الواقعة على خط الحرير ، ولقد اتجه أفراد العائلة في بداية أعمالهم الشهيرة إلى النقش على القطع الخشبية لإخراج أجمل الأشكال الهندسية التي كان يتم طباعتها على الحرير ، وقد اختاروا هذه المهنة في ذلك الوقت لأنها كانت مربحة ، ومن خلال هذا العمل الخاص بالأجداد حصلت العائلة على لقب “الطباع” ، وهو الاسم الذي اشتهرت به .
التحول إلى المجوهرات :
تطور العمل من طباعة الخشب والأقمشة إلى الطباعة على المجوهرات ، وهو الطريق الذي بدأه الابن “جوزيف طباع” ، حيث تحوله من النقش على الحرير إلى الإبداع في النقش على المجوهرات ، ومن هنا كانت بداية دخول عائلة طباع إلى عالم المجوهرات السحري ، حتى بدأ الأبناء في الأجيال المتتالية بتطوير هذا العمل بشكل كبير .
تم تطوير العمل بصورة هائلة من خلال النقش على المجوهرات والأحجار الكريمة ، وكذلك تم العمل في الأختام الملكية والأميرية لعائلات ملكية عريقة سواء من أصول عربية أو أوروبية ، حتى ذيع صيت العائلة وسط العائلات الأرستقراطية داخل العالم العربي وأفريقيا وأوروبا وآسيا وغيرهم ، ليأتي الجيل الرابع بأحدث التطويرات من خلال العمل في الأحجار الأكثر ندرة في العالم .
مدير دار طباع :
يقوم الابن نجيب طباع في الوقت الحالي بإدارة الأمور داخل الدار ، وهو رجل حرفي بمعنى الكلمة حيث أنه استطاع أن يعبر العالم كله بأعماله المتميزة ، على الرغم من صعوبة هذا الأمر على من يعملون في هذا المجال ، ولكن نجيب انفرد بشغفه الذي لا مثيل له بهذه المهنة ، حيث أنه وجد فيها عشقه الكبير ، وهو ما مكنّه من تحقيق النجاح على مستوى العالم بأسره ، فهو يصف عمله في مجال المجوهرات باللذة الشخصية والشغف الكبير .
دخل نجيب عالم التصميم عن حب وقوة إرادة ، فأبدع وتألق في مجاله ، وحينما اقترب موعد زفافه أراد أن يهدي زوجته المستقبلية شيئًا فريدًا ومتميزًا ، وهو ما لم يجده في كل التصميمات الخاصة بالعائلة ، فبدأ في التفكير الجاد في تصميم مختلف ، وبالفعل اعتصر موهبته واستخدم إلهامه المنفرد ليصنع قطعة فريدة من نوعها من المجوهرات ليعبر بها عن مشاعره إلى زوجة المستقبل ، وكانت هذه القطعة بالنسبة له بمثابة الشيء المميز الذي لم يتم صناعته من قبل .
هناك الكثير من العائلات الملكية العربية التي تتزين بتصميمات دار طباع ، كما أن هناك العديد من المشاهير حول العالم يستخدمون هذه المجوهرات الفريدة ، والتي بدت واضحة في حفل زفاف الأمير موناكو ألبرت الثاني والأميرة تشارلين ، التي تزينت بعقد من تصميم نجيب طباع ، والذي كان محط اهتمام من الجميع وبالتحديد الصحافة العالمية التي وصفته بدقة لأنه بدا بشكل رائع ومتميز للغاية .
أتقنت عائلة طباع عملها في مجال طباعة المجوهرات ، وهو ما جعلها تزين ملكات العالم والمشاهير ، كما أنها قامت بالتعاون مع ماركات مجوهرات عالمية ، ولم تكتف بالنجاح في عالم المجوهرات ، بل إنها اقتحمت أيضًا عالم الساعات ، لتخوض المزيد من التجارب الناجحة عبر العالم .