أفنى حياته في خدمة البشرية من خلال أبحاثه العلمية المتميزة وعمله كطبيب ، حتى تربع على عرش الأطباء ، ليكون طبيبًا ناجحًا ومعلمًا ملهمًا وإنسانا رائعًا ، إنه الطبيب المصري عادل محمود الذي خاض رحلة نجاح بكل قوة ومثابرة حتى تردد اسمه في الأصداء الطبية بقوة ، حيث أنه قد ساهم في إنقاذ أرواح ملايين البشر من خلال تطويره لبعض لقاحات الفيروسات .
من هو عادل محمود :
وُلد عادل محمود في القاهرة خلال عام 1941م ، وعندما كان في سن العاشرة مرض والده مرضًا شديدًا ، حيث أنه أصيب بالالتهاب الرئوي ، وهو ما أدى إلى وفاته ، فكانت مرحلة انتقالية في حياة الصبي الصغير الذي بدأ يطمح في الوصول إلى عالم الطب ، وذلك من أجل أن يحارب تلك الفيروسات اللعينة والأمراض المعدية التي تتسبب في إصابة الإنسان بالمرض الذي قد يؤدي إلى وفاته .
تعليمه :
اجتهد عادل محمود في دراسته كي يحقق هدفه بالوصول إلى القمة في مجال الطب ، وبالفعل حصل على درجة الدكتوراه خلال عام 1963م من جامعة القاهرة ، ليسافر فيما بعد إلى المملكة المتحدة وهناك تمكن من الحصول على الدكتوراه للمرة الثانية من كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة خلال عام 1971م .
المناصب التي شغلها :
سافر الدكتور عادل محمود إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام 1973م ، حيث أصبح هناك زميل ما بعد الدكتوراه في جامعة كيس ويسترن ريزيرف ، ثم حصل على منصب رئيس شعبة الطب الجغرافي منذ عام 1987م وحتى عام 1998م ، كما أنه كان في تلك الفترة رئيس الجمعية الدولية للأمراض المعدية .
تم تعيين الدكتور عادل محمود كذلك في مجالس إدارة GAVI ، وفي مبادرة اللقاحات الدولية لمكافحة مرض الإيدز ، وأيضًا في المعهد الدولي للقاحات ، كما تم تعيينه في العديد من شركات القطاع الخاص ، وقد شغل منصب رئيس لقاحات شركة “ميرك” عام 1998م ؛ وهي واحدة من كبرى شركات الدواء على مستوى العالم ومقرها في الولايات المتحدة ، وقد استمر عمله في ذلك المنصب لمدة ثمان سنوات .
عمله على تطوير اللقاحات :
قام الدكتور عادل محمود بتطوير العديد من اللقاحات أثناء عمله في شركة ميرك ، حيث طور اللقاحات التي تقاوم التهابات الأمعاء والمعدة والقوباء المنطقية ، كما قام بتركيب اللقاح الرباعي للحصبة والحصبة الألماني والنكاف والحماق ، كما قام بتطوير لقاحات خاصة بمقاومة عدوى فيروس الروتا للرضع وكذلك فيروس الورم الحليمي الذي يتسبب في الإصابة بسرطان عنق الرحم ، وهما فيروسان يقتلان مئات الآلاف من الأطفال والنساء كل عام ، وقد نجح الدكتور عادل في توزيع ما يزيد عن 500 مليون جرعة من لقاحاته الأربعة ، وهو بذلك عمل على تخفيف آلام الملايين حول العالم .
قام الدكتور عادل بتقديم دعوة من أجل إنشاء صندوق عالمي خاص بتنمية اللقاحات ، وذلك من أجل تجنب مخاطر تنامي فيروس إيبولا بمنطقة غرب أفريقيا ، كما كان يقدم دائمًا المشورات العلمية إلى منظمة الصحة العالمية والجامعات والمعاهد ومؤسسات الأبحاث ، وقد كان له دور فعال في تطوير برنامج الصحة العالمية .
وفاته :
رحل الدكتور عادل محمود يوم 11 يونيو من عام 2018 ، وذلك إثر إصابته بنزيف في الدماغ ، ولكنه ترك خلفه علمًا تتوارثه الأجيال ، وقد رثاه بيل غيتس عبر تويتر بقوله :”لقد فقد العالم واحدًا من أعظم صانعي اللقاحات في هذا العصر ، ومنقذ حياة عدد لا يحصي من الأطفال”.