كان كونراد هيرمان يوسف أديناور ” Konrad Hermann Joseph Adenauer” أول مستشار لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وخسارتها أمام دول الحلفاء وقاد ألمانيا خلال فترة شديدة التعقيد والصعوبة وحولها لدولة مزدهرة ومنتجة ، ولد كونراد في كولونيا بألمانيا في العام 1876م ودرس في جامعة فرايبورغ وميونخ وبون وتخرج منها وأصبح محاميًا .
في العام 1917م تم انتخابه حتى أصبح رئيس بلدية كولونيا وظل في منصبه حتى عام 1933م وأصبح بعدها رئيس لمجلس الدولة البروسي وقد مكنه ذلك ليصبح واحدًا من أقوى الأصوات في ألمانيا ، وكان مسيحيًا يتبع الطائفة الكاثوليكية وقد وضعه ذلك في خلاف أيدلوجي مع الحزب النازي وكان سبب معارضة هتلر وسياساته وسياسات الحزب إلى أن تم عزلة من منصبه عام 1933م.
وخلال ثلاثينيات القرن العشرين وأوائل الأربعينيات أي سنوات الحرب العالمية الثانية قلل من ظهوره العلني وحاول الهروب من ألمانيا بسبب الاضطهاد النازي ، ولكن بعد مؤامرة قتل هتلر الفاشلة التي دبرها الجنرالات عام 1944م فتم اعتقاله وإيداعه بمعسكر لاعتقال بالقرب من بوب ، وبعد انتهاء الحرب عام 1945م تم تعينه رئيسًا مؤقتًا لبلدية كولونيا وبعد فترة قصيرة قام الحاكم العسكري البريطاني بعزله من منصبه .
وكان ذلك سببًا لسعي أديناور لكي يشكل حزب سياسي وأسماه حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وكان الحزب مزيج من الحزب الكاثوليكي القديم وعدد من الأحزاب البروتستانتية الأخرى ، وسعى من خلاله لمحاربة الاشتراكية التي اعتنقها الكثيرين وفي العام 1949م عمل على توحيد الأجزاء الغربية في ألمانيا ، ولذلك تم انتخابه كأول مستشار لألمانيا الغربية الديمقراطية وعمره حينها 73 عام ، واعترض الكثيرين عليه بسبب العمر ولكنه استمر في قيادة ألمانيا لعام 1963م وأصبح الزعيم الأقوى لألمانيا بلا منازع .
حدث لألمانيا الغربية تحت قيادته طفرة نوعية وتحول سريع حتى أصبحت دولة ديمقراطية ولكنه فشل في الوصول مع الرئيس الروسي في ذلك الوقت ستالين بشأن ألمانيا الشرقية وفشل في التوحيد ولكنه بالرغم من ذلك نجح في الكثير من السياسات الداخلية والخارجية أيضًا ، فأقام علاقة قوية مع الجمهورية الفرنسية وتمكن من تطوير التكامل الأوروبي وساعد في عودة ألمانيا للمجتمع الدولي والخروج من عزلتها بعد الحرب وانضمت ألمانيا لحلف الأطلسي عام 1955م ، وتوفي في العام 1967م عن عمر يناهز 91 عامًا .