البارون الأحمر الاسم الرسمي لـ الطيار المقاتل الألماني مانفريد ألبرت فرايهر فون ريتشهوفين كان أشهر طيار خلال فترة الحرب العالمية الأولى ، من 1916م-1918م أسقط 80 طائرة من طائرات الحلفاء وحاز شهرة واسعة بسبب اللون القرمزي ناهيك عن طريقة الطيران الفعالة ، نمت أسطورته بعد أن تولى قيادة جناح المقاتلين الألمان المعروف باسم السيرك الطائر Flying Circus .
ولد مانفريد في 2 مايو لعام 1892م لعائلة ثرية من النبلاء البروسيين وهو ما يعرف ببولندا اليوم ، تربى تربية مميزة أمضى شبابه في الصيد وممارسة الرياضة قبل التحاقه بالمدرسة العسكرية في سن الحادية عشر ، وفي عام 1911م وبعد ثماني سنوات كطالب تم تكليفه بوظيفة في سلاح الفرسان في فرقة أوهلان للجيش البروسي ، ومع بداية الحرب العالمية الأولى أراد العمل على كل من الجبهات الشرقية والغربية وحصل على الصليب الحديدي بسبب شجاعته .
وفي محاولة يائسة منه لوضع بصمته في الحرب طلب نقله إلى الخدمة الجوية لإمبراطورية الألمانية حيث يفترض أنه كتب إلى قائده حتى ينضم وتم تلبيه الطلب وبحلول يونيو عام 1915م كان الشاب يعمل كمراقب خلفي في طائرات الاستطلاع ، قضي صيف عام 1915م كمراقب جوي في روسيا قبل نقله إلى الجبهة الغربية وحصل على رخصة طيران بعد رؤية مهاراته القتالية والتقى مع الطيار الألماني الشهير Oswald Boelcke وقام بتجنيده في سرب مقاتل جديد يسمى Jasta 2.
وتحت قيادة الطيار Oswald Boelcke نمت موهبته كطيار محنك وسجل أول فوز جوي في 17 سبتمبر لعام 1916م بإسقاط طائرة بريطانية فوق فرنسا وسرعان ما عمل أريع عمليات قتل أخرى وحصل على لقب البطل الطيار ” flying ace ” .
وبحلول أوائل عام 1917م أسقط طائرة عدو وكان أفضل طيار يعيش في ألمانيا ، وتقديرًا لمهاراته القاتلية في ساحة المعركة ،حاز مع Pour le Mérite ، أو “بلو ماكس” ، على الميدالية العسكرية الأكثر شهرة في ألمانيا ، وفي يناير لعام 1917م تم تعينه في قيادة المقاتلة الخاصة Jasta 11 ، وفي نفس الوقت تقريباً ، كانت طائرة مقاتلة Albatros D.III مطلية باللون الأحمر. وأدى ذلك إلى إطلاق لقب “البارون الأحمر” الخالد عليه ، ولكنه كان معروفًا أيضًا بعدد من الألقاب الأخرى ، بما في ذلك “le Petit Rouge” و “Red Battle Flier” و “The Red Knight”.
في ربيع عام 1917م كانت الفترة الأكثر نجاحًا ودموية له أسقط 24 طائرة من طائرات الحلفاء وزاد لرصيده 52 طائرة وعزز ذلك من سمعته في إذاعة الخوف في كل سماء أوروبا وكان رمزًا للدعاية في ألمانيا وظهر عنه العديد من المقالات الإخبارية وتم طبع صورته على بطاقات البريد .
على عكس طيري الحرب العالمية الأولى الذين كانوا يتفاخرون بالألعاب البهلوانية كان هو خبير تكتيكي ومحافظ ، وفي يونيو 1917م ، تمت ترقية ريتشثوفن إلى قائد جناح المقاتل رباعي الأسطول ، سميت رسميا Jagdgeschwader I ، عُرفت الوحدة في الصحافة باسم “السيرك الطائر” نظرًا لطائرتها الملونة الزاهية والحركة السريعة إلى النقاط الساخنة على طول جبهة القتال ، في وقت لاحق من هذا الصيف ، تم تجهيزها بالطائرة الثلاثية من طراز Fokker Dr.1 ، وهي الماكينة الثلاثة ذات الأجنحة المميزة التي أصبحت من أشهر طائرات Richthofen .
موت البارون الأحمر :
أصيب بجرح حاد في الحرب في 6 يوليو عام 1917م فقد أصيب بكسر في الجمجمة بعدما أصيب برصاص طائرات القوات البريطانية ولم لكنه بالرغم من عودته مرة أخرى لم يتعافى من الإصابة تمامًا وعانى من الصداع المتكرر واعتقد البعض أنه يعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة ، وكانت الرحلة الأخيرة له 21 ابريل لعام 1918م عندما قام طيارو السيرك الطائر بإشراك مجموعة من الطائرات البريطانية فوق فو-سور-سوم بفرنسا ، وبينما انقض ريشثوفن على مستوى منخفض بحثًا عن العدو ، وتعرض لهجوم من مدفعي الرشاشات على الأرض وهجوم طائرة يقودها الآسيوي آرثر روي براون .
وأثناء تبادل لإطلاق النار أصيب برصاصة بعد هبوطه في أحد الحقول وبعد وفاته عثرت قوات الحلفاء على جثمانه وتم دفنه كان حينها يبلغ من العمر 25 عامًا كان هو الطيار الأنجح على الإطلاق في الحرب العالمية الأولى تم كتابة سيرته حياته في عدد كبير من الكتب والروايات وتجسدها في عدد من الأفلام والمسلسلات .