من السيدات التي تحدت الظروف الاجتماعية لتحقق الكثير من الأشياء الرائعة ماري سيكل ، هي ماري جين جرانت من مواليد عام 1805م عملت في مساعدة المرضى والمصابين في حرب القرم ونالت لقب ” Mother Seacole ” ، ولدت ماري في كينغستون في جزيرة جامايكا التابعة للبحر الكاريبي في العام 1805م .
عمل ولدها كجندي في الجيش الاسكتلندي المتمركز في الجزيرة حيث كانت جامايكا جزءًا من الإمبراطورية البريطانية أما والدتها فكانت ممرضة ولها أخت وأخ ، لم يذكر أنها دخلت المدرسة ولكنها منذ سن مبكرة وكانت تهوى التمريض والطب وكانت تساعد والدتها في تمريض الجنود المرضى والجرحى .
فتعلمت من والدتها فنون الطب التقليدي وخاصة الطب الجامايكي وكيفية إسعاف المرضى والمصابين أيضًا تعلمت الكثير من أطباء الجيش الذين كانوا يعالجون المرضى أثناء الحرب ، في سن مبكرة أحبت ماري السفر جدًا في وقت كان من غير اللائق للنساء السفر ولكن لم يعيقها ذلك فسافرت وهي بعمر المراهقة إلى انجلترا مرتين ، وفي وقت لاحق سافرت إلى جزر الباهاما وهايتي وكوبا واشترت منهم التوابل وبدأت في بيعهم في جامايكا لتصبح سيدة أعمال .
تزوجت ماري من رجل إنجليزي في العام 1836م يدعى إدوين سيكل وعاشت في مسقط رأسها كينغستون ولكن أصيب زوجها بالمرض وتوفى بعد بضع سنوات وبعد وفاة زوجها ابتداء من عام 1844م ركزت ماري فقط على رعاية المرضى ، فلم تبخل بمجهوداتها ومهاراتها الطبية عندما أصيب سكان المنطقة بالكوليرا عام 1850م ، في عام 1853م ذهبت لمدينة كروسيس في بنما لأن شقيقها كان يدير فندق هناك .
وقامت ماري بفتح متجر لبيع المواد الغذائية والسلع لعمال مناجم الذهب ولم تنس أيضًا عملها في الطب والتمريض عالجت عدد من الأشخاص الذين كانوا يعانون من الأمراض الاستوائية كالصفراء والحمى والكوليرا ولما عادت إلى كينغستون ثانية سمعت أخبار الجنود البريطانيين الذين ذهبوا للقتال في روسيا فذهبت لمكتب الحرب في لندن من أجل الانضمام لفريق لفلورانس نايتنغيل وفريقها من الممرضات الذين كانوا يعالجون الجرحى في شبه جزيرة القرم ولكنها رفضت هي وغيرها من الممرضات .
في عام 1866م ذهبت لشبه جزيرة القرم على متن سفينة مليئة بالإمدادات الطبية ووجدت هناك الحالة رهيبة جدًا ومزرية للغاية الكثير من الجنود كانوا في حالة سيئة بسبب المرض والجراح والجوع ولم تقدم لهم أي رعاية أو عناية طبية ، لذا قررت ماري القيام بشيء فقامت بفتح فندق بالقرب من ساحات القتال كان بإمكان كل الجنود الاستراحة داخله واستخدمت الأموال التي جمعتها في رعاية المرضى من الجنود .
ولم تكتفي ماري بذلك فكانت تركب على ظهر الخيل وتذهب لساحات المعارك لتسعف الجنود تحت النيران وبعد انتهاء حرب القرم عادت ماري إلى لندن ولكنها كانت في حالة صحية سيئة بسبب العمل الشاق وروى الجنود ما فعلته ماري من أجلهم لذا حصلت على العديد الميداليات بسبب شجاعتها من دول مختلفة وقضت السنوات الأخيرة من حياتها ما بين لندن وجامايكا وتوفيت عام 1881م في كنسل جرين في لندن ، تم نشر كتاب عن حياتها عام 1857م بعنوان مغامرات رائعة للسيدة وعاد الناس للقراءة عنها عام 1970م باعتبارها سيدة مختلطة العرق وملهمة عاشت في القرن التاسع عشر الميلادي .