قد لا يصدق البعض منا ، أن هناك من الملوك والحكام من تخلو عن مناصبهم ، وإغراء السلطة ، من أجل التفرغ للعبادة فقط ، عقب فترات طويلة من النضال ، والعمل في خدمة الدولة ، وتحقيق الانتصارات. وتلك هي قصة السلطان مراد الثاني ، المؤسس الثاني للدولة العثمانية .
السلطان مراد الثاني :
اعتلى السلطان مراد الثاني ، كرسيه وهو يبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا فقط ، وكان في هذا الوقت شابًا يافعًا ، ورث السلطة إثر وفاة والده ، السلطان محمد جلبي الأول ، الذي استطاع خلال فترة حكمه ، أن يعيد للدولة مكانتها ، بعد فترة طويلة من التشرذم والتفتت ، وكان له موقف أن أطلق سراح عدو له ، بعدما نكث بوعده معه مرتين متتاليتين .
كان لمراد مهمة أخرى ، تختلف عما قدمه والده للدولة ، حيث رغب في إعادة ال ممالك التي فقدها ، بعدما أغار عليها تيمورلانك ، وقتل بايزيد يلدرم آنذاك ، وخلال فترة حكمه ، استطاع السلطان مراد أن يكون محاربًا نشطًا وقائدًا ذكيًا ، استطاع بحنكته أن يجمع بالفعل شتات دولته ، طيلة خمس وعشرين عامًا متصلة ، خاض خلالها الكثير من الحروب والمعارك من أجل دولته .
ولكن عندما حدثت الطامة الكبرى ، ترك السلطان مراد الحياة كلها ، وقرر الانعزال في مانيسا بعيدًا عن إرهاق الدنيا ، وقرر الاختلاء بنفسه في العبادة فقط ، حيث توفى نجله الأول وولي العهد ، ابنه الشاب علاء الدين أوغلو ، لينقل السلطان مراد السلطة إلى ابنه الأصغر ، فاتح سلطان محمد خان ثاني ، الشهير باسم محمد الفاتح .
السلطان محمد الفاتح :
كان محمد الفاتح في هذا الوقت ، يبلغ من العمر اثني عشر عامًا فقط ، ولم يكن لديه أية دراية بإدارة أمور السلطة والحكم ، على الرغم من أن والده السلطان مراد ، كان من السلاطين المحنكين ، وذوي الخبرة الواسعة في إدارة شؤون البلاد .
وتم تقديم المساعدة له من قبل الخبراء ، إلا أنه على الرغم من كل ذلك ، تحالف عدد من الجيوش الأوروبية من أجل إسقاط الدولة العثمانية ، ومنها جيوش ألمانيا وبولونيا ، وفرنسا والمجر والبندقيّة ، وكل هؤلاء كانوا تحت إدارة السلطة البابوية ، التي دعمتهم للتخلص من الدولة العثمانية كلها .
في تلك الفترة الحرجة ، كان لابد من الاستعانة بخبرات السلطان مراد ، فقام كبار رجال الدولة بإرسال رسالة إليه ، في مكان عزلته برفقة حمزة بك ، وإسحاق باشا وطالبوه في رسالتهم ، بالعودة مرة أخرى ليقود الجيوش العثمانية ، ضد الهجوم الأوربي عليهم ، إلا أن السلطان مراد كان قد أحب حياة العزلة ، بعيدًا عن السلطة والحروب وشؤونها كافة .
في تلك الفترة وتحديدًا بعدما تلقى السلطان مراد ، رسالة ابنه السلطان محمد الفاتح ، وبالطبع مع ارتياحه البالغ بتلك الحياة المنعزلة ، أرسل إلى ابنه ردًا بأن الدفاع عن الدولة ، واجب من واجبات السلطان أي ابنه محمد ، فلما تلقى محمد الفاتح رسالة والده ، أجابه بأنه إذا كان هو السلطان ، فإنه يأمره بالعودة ، والدفاع عن الدولة ، وإن كان السلطان مراد هو من يحكم ، فليعد مدافعًا عن دولته .
عودة السلطان مراد مرغمًا :
لم يجد السلطان مراد بُدًا ، من العودة وتقبل أوامر ابنه ، وبدأ فورًا في تجهيز الجيش ، ولاقى أعدائه ببسالة شديدة ، وانتصر في معركته ضدهم انتصارًا كاسحًا ، ليعود بعدها إلى أدرنة ، ولكن رجال الدولة طالبوه بالعودة فلم يعد ، ولم يعزل ابنه عن السلطة ، ومع شدة الإلحاح عاد السلطان مراد مرة أخرى إلى السلطة ، ولكنه لم يطق أن يتحمل مسؤلية الدولة ، لأكثر من خمسة أشهر ، فاعتزل الحياة مرة أخرى ، وعاد إلى زهده وعبادته بعد أن ولى الحكم ، لابنه السلطان اليافع .
في هذه المرة ثار الجند ضد السلطان الجديد ، إذا كان من العادة أن تخرج الجنود خلف السلطان ، وهذا الأمر لم يكن متوفرًا بيد السلطان محمد ، فقام الجنود بإحداث تخريبات في الدولة ، اضطر بسببها السلطان مراد ، العودة إلى السلطة لخمسة أعوام أخرى ، ليعتزل بعدها السلطنة مجددًا ، ولكن هذه المرة إلى الأبد ، بعدما تركها مرتين من قبل .
فنجان الابراج اليوم مع قارئة الفنجان المميزة. انضموا إلينا لاكتشاف ما تخبئه لكم النجوم من…
abraj alyawm نعرض لكم في هذا المقال أحدث توقعات الأبراج اليومية ونصائح الحظ الفلكي. اكتشف…
توقعات الأبراج اليوم | حظك اليوم - مرحباً بكم في أبرز التوقعات اليومية لجميع الأبراج.…
فنجان الابراج اليوم مع قارئة الفنجان المميزة. انضموا إلينا لاكتشاف ما تخبئه لكم النجوم من…
abraj alyawm نعرض لكم في هذا المقال أحدث توقعات الأبراج اليومية ونصائح الحظ الفلكي. اكتشف…
توقعات الأبراج اليوم | حظك اليوم - مرحباً بكم في أبرز التوقعات اليومية لجميع الأبراج.…