خرجّت سلطنة عمان كبار المشايخ والعلماء الذين أضاءوا الدروب من حولهم نتيجة لتميزهم بالعلم والأخلاق الحميدة ، ولقد كان الشيخ نور الدين السالمي رحمه الله هو أحد أبرز الشيوخ في السلطنة والذي قدمّ الكثير من علمه إلى المجتمع ، فلاذ بحب الجميع والتفافهم حوله .
نشأته ونسبه :
إنه الشيخ نور الدين ؛ أبو محمد ؛ عبدالله بن حميد بن سلوم بن عبيد بن خلفان بن خميس السالمي ، وهو من بني ضبة وينتمي إلى قبيلة السوالم التي توجد بأنحاء متفرقة في السلطنة ، ويعود أصل قبيلته إلى نزار بن معد بن عدنان ، وقد عُرف الشيخ نور الدين بكنيتين وهما “أبو محمد” نسبةً إلى ابنه الأكبر محمد بن عبد الله ، والكنية الثانية هي “أبو شيبة” وذلك نسبةً إلى لقب الابن الأكبر محمد الذي عُرف بلقب الشيبة .
وقد عُرف الإمام السالمي بلقب شهير وهو “نور الدين السالمي” ، ولقد وُلد السالمي في بلدة الحوقين من أعمال ولاية الرستاق في منطقة الباطنة ، وهناك خلاف حول السنة التي وُلد بها فهناك رأي يقول أن ميلاده كان عام 1286 للهجرة ، وهناك رأي آخر يقول أنه كان عام 1284 للهجرة ، بينما يوجد مصدر ثالث يقول أن مولده كان عام 1288 للهجرة .
حياته العلمية :
قبل أن يبلغ الشيخ السالمي سن الثانية عشر من عمره ؛ أصيب في عينيه وفقد بصره ، غير أن الله تعالى عوضّه ببصيرة فذة ، فكان بمجرد سماعه الشيء كان يحفظه عن ظهر قلب ، وكان دائمًا يقول الحق ولا يخاف لومة لائم ، وكان يرد كثيرًا على المخالفين للإسلام .
تعلم الشيخ السالمي قراءة القرآن عند أبيه في بلدته الحوقين ، ثم انتقل فيما بعد إلى قرية قصرا الموجودة في الرستاق ، وفيما بعد ذهب إلى الباطنة ومنها انتقل إلى الشرقية من أجل طلب العلم ، وقد كانت الرستاق تحظى بوجود الكثير من كبار العلماء ، فتتلمذ هناك على يد الشيخ راشد بن سيف اللمكي .
انتقل الشيخ السالمي بين العلماء في الرستاق لينهل من بحر علومهم ، حتى أصبح نابغة ينافس شيوخه ، وقد تمكن من التأليف وهو في سن التاسعة عشر من عمره تقريبًا ، حيث أنه درس مختلف العلوم الشرعية واللغوية مثل علم الحديث والتفسير والبيان والنحو والمنطق .
كان الشيخ يدعو الكثير من الضيوف إلى مجلسه ، حيث أنه كان سخيًا لا يحب أن يأكل الطعام وحده ، وقد اتصف بهيبته الشديدة حيث لم يكن أحد يتحدث في مجلسه إلا إذا كان لديه سؤال أو طالب علم أو لأمر جاد ، وكان يبدو دائمًا كثير التضرع والدعاء إلى الله تعالى في كل وقت ومكان .
مؤلفاته :
كان الشيخ السالمي مشغولًا بشأن إصلاح الأمة وتعليم الناس كافة العلوم التي تعلمها ، ومع ذلك كله تمكن الشيخ من إصدار عدة مؤلفات مهمة في عدة مجالات مثل الفقه والعقيدة وأصول الدين والحديث والتاريخ وعلم اللغة العربية .
جمع الشيخ في مؤلفاته بين النقل والعقل ، وكان يستمد بعض المعارف من كتب الفرق المتعددة ومن أبرز أعماله في مجال العقيدة وأصول الدين :”أنوار العقول” ؛ “بهجة الأنوار” ؛ “مشارق أنوار العقول” ؛ “رسالة في التوحيد” ؛ “غاية المراد في الاعتقاد” ، وغيرهم الكثير ومن أهم مؤلفاته في أصول الفقه :”شمس الأصول” ؛ “الحجة الواضحة” ؛ “طلعة الشمس”.
ومن أبرز مؤلفاته في النحو :”بلوغ الأمل” وهو أول مؤلفاته والذي كتبه كمنظومة في المفردات والجمل والتي وردت في ثلاثمائة بيت ، ومن كتبه التأريخية ” تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان” ، وهكذا له العديد من المؤلفات المميزة.
وفاته : توفي الشيخ السالمي خلال عام 1332 للهجرة ، وتم دفنه على سفح الجبل الأخضر في بلدة “تنوف”.
برج الحوت اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…
برج الدلو اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…
برج الجدي اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…
برج القوس اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…
برج العقرب اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…
برج الميزان اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…