أثبتت نساء الخليج ، خلال السنوات القليلة المنصرمة أنهن قائدات بالفطرة ، فحققن العديد من الإنجازات في مختلف المجالات ، سواء العلمية أو الرياضية أو حتى المهنية ، التي قد يظن البعض منا ، أنها قد لا تصلح سوى للرجال فقط ، وأخيرًا كانت مهنة القضاء ، تلك الوظيفة التي يشعر الجميع ، أن وجود المرأة على رأسها كقاضية ، قد يثير الجدل ، بشأن عاطفة المرأة التي قد تتحكم بها في بعض الأحيان .

إلا أن الإماراتية خلود الظاهري ، أثبتت للعالم أن المرأة العربية ، خاصة الخليجية تستطيع أن تحقق نجاحًا قويًا ، في كافة المجالات دون استثناء ، وهذه هي قصة نجاحها في مجال القضاء .

تعد السيدة خلود الظاهري ، هي المرأة الإماراتية الأولى ، التي تحصد لقب أول قاضية ، في دولة الإمارات العربية المتحدة ، لتصبح من وقتها ، من أبرز الأيقونات الإماراتية ، من بين السيدات اللاتي ناضلن للحصول على مكانة مهنية قوية ، في المجتمع الإماراتي تحديدًا ، والعربي بوجه عام ، وقد استحقت هذه المكانة بالفعل .

تولت خلود أحمد جوعان الظاهري ، منصبها في القضاء من خلال مرسوم أمير ، صدر بحقها في عام 2008م ، كان قد أقره سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ، لتصبح بذلك دولة الإمارات العربية ، هي من أولى الدول العربية ، التي تمنح للمرأة العربية مكانتها داخل بلدها ، وتعطي حرية الطموح للمزيد من النساء لتحقيق أهدافهن .

عقب إصدار هذا المرسوم ، تبدلت الحياة داخل الإمارات ، لتصبح بها أول قاضية بمحكمة استئناف أبو ظبي ، وكانت خلود الظاهري قد تخرجت من كلية الحقوق ، بتفوق وتقدير ملحوظ ، فقد تربت في منزل ، عوّدها على الحرية في الرأي ، وأن تؤدي لكل من حولها كافة حقوقهم ، وتنفذ ما عليها من واجبات ، فكانت دراسة الحقوق هي الأكثر شغفًا بالنسبة لها .

كانت السيدة خلود الظاهري ، قد عملت بمهنة المحاماة لفترة طويلة من الوقت ، قبل أن تصبح قاضية بمحكمة أبو ظبي ، حيث تخصصت أثناء بدايتها في المحاماة ، بأكثر من فرع مختلف بالقانون ، وذلك عن طريق بدايتها بالعمل في مجال الاستشارات القانونية بوجه عام ، فنالت خبرة واسعة في أكثر من فرع مثل ؛ القضايا الشرعية والقانون الجنائي ، إلى جانب شغفها الواضح بالقضايا التجارية .

استكملت السيدة خلود مشوارها المهني ، فعملت بأحد المكاتب الشهيرة ، التي تخصصت في حل النزاعات ، والمعروف باسم مركز الوسائل البديلة ، حيث عملت به كمديرًا للمركز ، وكانت القضايا التي قد آلت إليه ، تقع ضمن دائرة القضاء ، الواقعة في أبو ظبي .

ولا نغفل نشأة السيدة خلود في رحاب المهنة ذاتها ، حيث تربت في عائلة بها وزيرًا للعدل بدولة الإمارات ، وهو عمها الدكتور هادف جوعان الظاهري ، والذي ظل طيلة حياتها منذ صغرها ، مثلاً أعلى لها تقتدي به وبنجاحه .

كذلك دعمت عائلة السيدة خلود مسيرتها ، بدرجة كبيرة خاصة زوجها الذي شجعها ، على تحقيق أهدافها التي كانت قد خططت لها ، وصنعتها منذ أمد بعيد ، لتستكمل مسيرتها بصبر وصمود ، وهي تمني نفسها بتحقيق  ، ما لم تحققه امرأة أخرى داخل الإمارات من قبل .

وتعد السيدة خلود الظاهري ، من أقوى النشطاء المدافعين عن حقوق المرأة في المجتمع العربي ، إلى جانب مساندتها لكافة قضاياها بالوطن العربي ، فقامت بتنظيم العديد من المؤتمرات والورش النسائية ، من أجل إبراز دور المرأة في المجتمع ، وتعزيزه من خلال تجارب نسوية حقيقية ، يتم تسليط الضوء عليها ، وإظهار النساء في كافة المناصب القيادية.

ولم تكتفي السيدة خلود الظاهري بهذا النشاط فقط ، بل امتد نشاطها إلى الإعلان ، عن الأدوار البارزة للمرأة في المجتمع الإماراتي ، بالإحصائيات والأرقام الحقيقية والفعلية ، من أجل العمل على توضيح الأدوار الأكثر أهمية ، والتي لعبتها المرأة في المناصب القيادية داخل الدولة ، فكانت الحصيلة أن شغلت المرأة أكثر من خمسين بالمائة ، من المناصب القيادية في الإمارات ، كما تبيّن أن المرأة الإماراتية ، قد أتمت دراستها الجامعية ، بنسبة 92% من إجمالي النساء ، في دولة الإمارات .

وبهذا كانت السيدة خلود الظاهري ، هي المرأة الأكثر ريادة في دولتها ، حيث أصبحت مصدرًا لإلهام العديد من النساء ، في الوطن العربي عمومًا ، للتمسك بتحقيق الأهداف التي كانت قد رسمتها لنفسها ، والعبور فوق أية عوائق ، فأي طريق للنجاح لابد فيه ، من بذل الجهد والوقت والفكر ، حتى تحصل المرأة على هدفها بشكل واضح ، وتحتل مكانها بين أبرز النساء ، اللاتي حققن نجاحًا كبيرًا ، في مختلف المجالات بالوطن العربي .

By Lars