نشأ ناصر بن سليمان في أسرة متوسطة الدخل بالمملكة ، ولم يكن متفوقًا دراسيًا ولكنه أتم المرحلة المتوسطة وهو بسن 18 عامًا متأخرًا عن أقرانه ، ولقد كانت عائلته والمجتمع المحيط به يؤمن بالتجارة والعمل اليدوي أكثر من التعليم ، لذا بدأ يعمل في ورشة الخراطة الخاصة بوالده وكان ناصر يحب مهنته كثيرًا فأجاد فيها .
وعندما بدأ يجني بعض المال قرر أن يبدأ مشروعًا خاصًا به ، فقد كان هذا حلمه الذي يراوده دائمًا أن يكون لديه مشروعه الناجح الذي يتميز به عن غيره ، وبدأ رحلته بمشروع بسيط وهو سيارة نقل تقوم بنقل الأثاث وتنظيف الخزانات ، وبالفعل بدأ مشروعه يدر عليه ألاف الريالات .
وهنا قرر العودة ليكمل دراسته بجانب مشروعه ، فكان يذهب إلى الدراسة في الفترة المسائية بعد عمله وأحيانًا كان يذهب بثياب متسخة وأحيانًا مبتلة وبها رائحة التنظيف من جراء عمله بمجال التنظيف ونقل الأثاث ، ولم يكن يهتم كثيرًا بنظرات الآخرين بل كان كل هدفه أن يكمل حلمه بالدراسة وأيضا بتحقيق نجاح مشروعه الخاص .
ثم اتفق ناصر مع أحد أصدقائه أن يفتتح أول صالة بلياردو في بريده على أن يكون شريكه وأن تكون الإدارة من نصيبه ، وبالفعل وافق شريكه ولكي لا يتكلف تأسيس مشروعه الكثير من الأموال قرر ناصر أن يسافر إلى سوريا لتوفير تلك الطاولات بسعر مناسب ، وبالفعل بدأ المشروع ونجح حتى وصلت أرباحهم الشهرية إلى 30 ألف ريال بالشهر ، ولكن اختلف ناصر مع شريكه فقرر أن يبيع له حصته ويبدأ رحلة جديدة مع مشروع جديد .
وهنا قرر أن يفتتح مشروعه الخاص بدون شركاء ، وقرر أن يستفيد من المبلغ الذي معه وافتتح ورشة خراطة خاصة به فتلك المهنة التي كان يعشقها ويجيد فيها ، وفي عام 1997م نجح في تصميم قطار وكان هذا القطار يتجول بالركاب في مهرجان بريده السياحي ، ولقد تفاجأ كل أهالي بريده وأيضًا مسئولي المهرجان بهذا القطار الجميل ذو التصميم الرائع .
ومن هنا بدأت رحلته مع الإبداع لأن هذا المجال الذي أحبه وعلم أنه سيبدع فيه ، وفي عام 2006 م قرر ناصر أن يلتحق بالكلية التقنية ثم سافر إلى الصين ، لكي يجلب معدات وأجهزة متطورة لورشته الخاصة ، واستفاد كثيرًا من رحلته للصين حيث اكتشف معلومات جديدة ساعدته في أن يبتكر فرن متنقل خاص بالمخبوزات والبيتزا .
كما بدأ ينتج أيضًا الرخام الصناعي وأصبح أول من أنتجه بالمملكة ، وبدأ ناصر يعمل على تطوير المساعدات أو حوامل السيارات وتحويلها من النظام الهيدروليكي إلى النظام العادي ، وهو بهذا يمنح السيارة اتزانًا أكبر وأرخص في السعر ، وبدأ ناصر يستمر في إبداعاته وينفذ فكرة عمل مكيفات صحراوية بأحجام كبيرة تستخدم في الأماكن الكبيرة .
وبالفعل نجح وأنتج مكيفات صحراوية ضخمة ، وخلال رحلاته المتكررة للصين استفاد الكثير حيث استفاد من فكرة دمج الكروم والنيكل وتشكيل القوالب وأضاف كثير من اللمسات الرائعة لبعض المنتجات ، حيث بدأ يستخدم الفيبر جلاس والألياف الزجاجية في كثير من الصناعات ، وبالفعل تبلورت الفكرة إلى أن أصبحت مصنعًا للألياف الزجاجية والفيبر جلاس .
ناصر بن سليمان الذي واجه صعوبات كثيرة في التعلم ، وخسر أيضًا في الكثير من المشروعات ولكنه حلم بالنجاح وأراد أن يحقق ذاته وينجح بمشروعاته ، كان تصميمه هو الأساس في نجاحه ويعد ناصر الشقيران وهو بسن 41 عامًا من أنجح رجال الأعمال بمنطقة القصيم .
حيث أصبح يمتلك عدة مصانع بالإضافة إلى المحلات والأصول التجارية ، وأصبح لديه منزلًا فارهًا لأنه كان دائمًا يفكر بشكل مختلف عن أقرانه ، ويقول ناصر الشقيران : (أن تكون لديك مهنة تعشقها وتبدع فيها هذا هو أعظم شيء والأهم أن تكون بارًا بوالديك دائمًا) .