كان فرانسيس بيكون ( 1561-1626م) عالمًا إنجليزًا ومحاميًا كان من الشخصيات البارزة في عصر النهضة الأوروبية والتنوير العلمي قام بتطوير ونشر طريقة علمية تميزت بالصرامة العلمية المبنية على الأدلة والنتائج والنهج العلمي المنهجي فهو والد التجربة العلمية والثورة العلمية في عصر النهضة الأوربية .

ولد بيكون في 22 يناير لعام 1561م بالقرب من ستراند بلندن في عمر 12 عام التحق بكلية ترينتي في كامبريدج  حيث اتبع منهجًا تقليديًا في العصور الوسطى ودراسة الدروس التي أُجريت باللغة اللاتينية ، على الرغم من إعجابه بأرسطو ، إلا أنه انتقد منهج أرسطو في الفلسفة (وصفها بأنها “غير مساعدة”) وقال التقاليد المدرسية كانت غير متفقة في قبول الافتراضات السابقة للمدرسين الكلاسيكيين ، مثل أرسطو وأفلاطون .

وفي سن الخامسة عشر ، سافر بيكون عبر القارة قضى بعض الوقت في فرنسا وزار إيطاليا وأسبانيا ودرس القانون المدني وأصبح على دراية كبيرة بالواقع السياسي عمل كسفير لإنجلترا فكان في أسفارة يسلم خطابات لمسئولين إنجليزيين بما فيهم الملكة إليزابيث الأولى .

في العام 1579م كان الموت المفاجئ لوالده فعاد لوطنه مرة أخرى وبدأ بممارسة القانون في نزل عرايز واضطر من الاقتراض من أسرته وعلى الرغم من اعتلال صحته كان طموحًا لخدمه وطنه ومتابعة حقيقية العلم والفلسفة ، وفي عام 1581م انتخب عضوًا في البرلمان باعتباره عضوًا في قرية Bossiney وظل عضوًا في البرلمان عن الدوائر الانتخابية لتلك القرية لأربعة عقود وفرت تلك المنصة مساحة ليصبح شخصية عامة ومعروفة وعضو بارز في الحكومة .

أراء بيكون وأفكاره :
كان بيكون مصلح ليبرالي أيد الديمقراطية البرلمانية وأيد إصلاح القوانين الإقطاعية وتحدث عن التسامح الديني وكان داعيًا للاتحاد على أساس الدستور بين انجلترا واسكتلندا لأن السلام يعزز من القوة الاقتصادية ، أحكامه في القضايا جعلته يرتقى إلى مناصب مختلفة حصل على منصب النائب العام عام 1594م ، مع ذلك بعد معارضة خطة الملكة لرفع الدعم عن الحرب في أسبانيا عارض ذلك مصالحة لبعض الوقت وتم القبض عليه بسبب الديون ووجهت له تهمة مؤامرة خيانة الملكة .

منصب اللورد :
مع صعود جيمس الأول أصبح بيكون من أكثر أصحاب الخدمة المدنية ثقة واستطاع أن يظل في صالح الملك والبرلمان على حد سواء ، وتم تعيين بيكون بارون فيرولام في عام 1618م وكان بيكون الوسيط بين الملك والبرلمان خلال السنوات المتوترة وبحلول عام 1621م تم تعينه من ضمن النبلاء باسم Viscount St Alban ، ومع ذلك ، وبحلول نهاية العام ، وصل صعوده إلى قمة السياسة البريطانية إلى نهايته المفاجئة حيث ألقي القبض عليه بسبب 23 تهمة فساد ، وكان سقط في الديون بشكل كبير تم الترويج للاتهامات من قبل السير إدوارد كوك .

وفي السابع من ابريل عام 1621م بعد تحقيق برلماني اعتزل السياسية واعترف بذنبه لتخفيف العقوبة ، ولكن البرلمان لم يكن لديه تعاطف كبير معه وجده مذنب وتم تغريمه مبلغ 40 ألف جنية إسترليني وتم إرساله لبرج لندن ومنعه من عمله ، وبعد بضعه أيام في البرج تم إطلاق صراحة من قبل الملك جيمس وقضيت الغرامة ولكن لا تراجع عن عدم العمل مرة أخرى في البرلمان .

وعلى الرغم من ذلك ، كان له إنتاج أدبي كبير وغزير بدأ يكتب في موضوعات مختلفة في الفلسفة والعلوم والمسائل القانونية والوضع السياسي في بريطانيا ، أدت التوترات لدينية والسياسية في هذا العصر إلى فترة من التحقيق الفلسفي المحدود ، وكان بيكون جزءًا لا يتجزأ من النهضة الإنجليزية التي شهدت تنشيطًا للأدب ، ومن المثير للاهتمام أن بيكون قد اقترح في بعض الأحيان أنه هو المؤلف الحقيقي لأعمال ويليام شكسبير ، ولكن العلماء لا يأخذون هذه النظرية على محمل الجد .

البحث العلمي :
كان بيكون الأكثر ثأثيرًا كان اهتمامه الأول هو إعادة النظر في نهج الإنسان في العلوم ورفض الافتراضات المنبثقة من المعرفة الفطرية ، شعر بواجب أن يكون عالمًا يتخذ منهج تشكيكي تجاه أي تصورات مسبقة ولكنه يعتمد على الأدلة الفعلية ونتائج التجارب وأيضًا أكد على أهمية الحدس وشجع التقدم العلمي من خلال التعاون والعمل الجماعي .

ويعتبر كتاب Novum Organum عام 1620م أحد أهم أعماله تأثيرًا عبر عن أسلوب جديد في المنطق ودعا لاستخدام الفهم التجريبي ورفض الفلسفة في العلوم القديمة ، بالطبع لم يعجب الكنسية الأرثوذكسية حينها دافع عنه الشاعر فولتير وأصبح عنصرًا قويًا من عناصر التنوير الفرنسي ولكن ظل منهج بيكون الثوري هو أساس العلوم الحديثة القائمة على التجربة .

القانون :
كان بيكون يدعو إلى إصلاح القانون الإنجليزي وكان له إسهامات كبيرة على الحقائق الخاصة بالقضايا وأراد أن يكون القانون مبني على الحقائق والأدلة ولا ينخرط مع سوابق قانونية منفرة انتقد أوامر التعذيب وشكك في تهم الخيانة .

الحياة الشخصية :
تزوج وهو بسن الخامسة والأربعين من أليس فارنهام وانفصل الزوجان بعد خلافات على المال ، وفي التاسع من ابريل عام 1626م توفى بيكون بسبب الالتهاب الرئوي ، كان يحاول أن يطعم دجاجة في الثلج ليجري تجربة علمية عليها ..

By Lars