قصة نجاح مؤسس فنادق هيلتون

تُعد فنادق هيلتون واحدة من أعرق السلاسل الفندقية المرموقة والمعروفة عالميًا ، كما أنها تنتشر بكثافة عبر أنحاء العالم  ، وقد توسعت نشاطات هيلتون لتشمل العمليات الهندسية والتصميم وغيرهما الكثير ، والمقر الرئيسي لهذه الفنادق في بيفرلي هيلز بولاية كاليفورنيا ، وقد قام بتأسيسها كونراد هيلتون خلال عام 1919م .

من هو كونراد هيلتون :
وُلد هيلتون بالولايات المتحدة الأمريكية خلال عام 1887م ، وكان والده يعمل تاجرًا وله شأن عظيم حيث كان يشتهر بولاية نيو ميكسيكو الأمريكية بإنشاء عدة مؤسسات منها التلجراف ومكتب البريد ، حصل هيلتون على تعليمه داخل عدة مدارس ومؤسسات ، واستطاع أن يُشرف على شركة والده وهو بعمر 21 عامًا ، وبعد أن أصبحت نيوميكسيكو تُعامل كولاية ؛ حصل هيلتون على عمل بمجلس الولاية عام 1912م ، ولكنه ترك ذلك العمل بعد عامين فقط .

المصادفة وراء بناء فنادق هيلتون :
كان هيلتون يحلم بالاستثمار في أحد البنوك ، حيث كان يراوده هاجسًا بالحصول على الثروة من خلال المصرف البنكي ، سافر هيلتون إلى ولاية تكساس من أجل تحقيق حلمه خلال عام 1919م ، وحينما أراد أن يحل نزيلًا على أحد الفنادق لم يجد لنفسه مكانًا كما وجد أن المعاملة داخل الفندق غير لائقة .

لم يكن هيلتون يفكر في الدخول إلى عالم الفنادق ، ولكنه منذ تلك الليلة التي دخل بها أحد الفنادق المكتظة بالنزلاء قرر أن يخوض التجربة الكبرى ، فاقترض مبلغًا من البنك يُقدر بعشرين ألف دولار وكان يمتلك خمسة آلاف أخرى بالإضافة إلى خمسة عشر ألفًا كان قد اقترضها من بعض أصدقائه ، وقام بشراء أول فندق خاص به في سيسكو بتكساس .

عشق هيلتون مجال إدارة الفنادق وبرع بها ، وقبل أن تمضي عشر سنوات على امتلاكه الفندق الأول حتى أصبح مالكًا لسبعة فنادق في تكساس ، ليحقق بذلك نجاحًا غير مسبوق في هذا المجال الذي وصل من خلاله إلى العالمية ، حيث أنه عمل على الابتكار وتحقيق الجودة في عمله ، كما أنه خاطر وقام بالخطوة الأولى التي بدت صعبة .

أصبحت فنادق هيلتون تغزو جميع سواحل الولايات المتحدة ، حيث انتقل هيلتون من ولاية إلى أخرى وتمكن من شراء فنادق درجة أولى بولايات كاليفورنيا وواشنطن وشيكاغو ونيويورك ، وأصبحت فنادق هيلتون هي الأولى التي دخلت سوق الأسهم بنيويورك خلال عام 1947م ، وانطلق هيلتون إلى العالمية وقام بافتتاح أول فندق له خارج الولايات المتحدة في سان جان ببورتوريكو خلال عام 1949م ، واقترح في العام نفسه فكرته الجديدة لبيع الهدايا داخل الفنادق .

دخل فندق هيلتون إلى السوق الأوروبية كأول فندق أمريكي ، حيث تم افتتاح كاستيلنا هيلتون في مدريد بإسبانيا خلال عام 1953م ، وكان هيلتون هو أول من قدّم اقتراحًا لإنشاء فنادق داخل المطارات خلال عام 1959م ، وقد تمكن بالفعل من افتتاح 37 فندق داخل المطارات وفي مواقع متميزة وإستراتيجية .

توفي كونراد هيلتون خلال عام 1979م ، ولكن لازالت فنادقه في توسع مستمر ويتم ذلك بقيادة ابنه بارون هيلتون ؛ حيث قد ورث الابن عن أبيه قواعد النجاح الرئيسية في مجال الفنادق وإداراتها وتأسيسها ، وبذلك فإن المصادفة التي جعلت من هيلتون يتجه إلى مجال الفنادق هي نفسها التي ساهمت في تحقيق كل ذلك النجاح المُبهر الذي طاف من خلاله عبر أنحاء العالم ليُثبت مكانته وتفوقه غير المسبوق في ذلك المجال ، وهاهو يواصل نجاحه رغم تغيبه عن الحياة .