بعض الفنادق الشهيرة ، والتي لاقت نجاحًا كبيرًا ، منذ أعوام طويلة ، وتربعت على قمة الأماكن الأكثر رواجًا ، وإقبالاً من جانب العملاء ، تكمن خلف نجاحها قصة كفاحية ، وضعتها في المقدمة ، مقارنة بغيرها .
وتعد فنادق هوليداي إن الأمريكية ، رمزًا ومثالاً لقصة كفاح طويلة ، جعلتها واحدة من أهم السلاسل الفندقية حول العالم ، لصاحبها والاس جونسون ، الذي صنع منها علامة تجارية متميزة .
وكانت سلسلة فنادق هوليداي إن ، قد تأسست عام 1991م ، مع تخطيط مبدئي بأن تتفرع إلى أكثر من 250 فرعًا ، في العديد من الدول ، كخطة زمنية تستغرق بضعة أعوام ، وذلك حتى عام 1995م ، مستهدفًا شريحة متميزة من العملاء ، حيث آثر مؤسس الفندق والاس جونسون ، أن تُقدم خدماته لذوي الدخول المتوسطة ، بحيث يستطيعون الاستمتاع بالخدمات الفندقية ، في مقابل أسعار زهيدة .
والآن تقدم سلسلة فنادق هوليداي إن ، حول العالم أكبر وأرقى خدمات فندقية ، لفئة رجال الأعمال ، حيث توفر لهم كافة الخدمات التي يحتاجون إليها ، من أجهزة كومبيوتر محمولة ، وأجهزة فاكس وطباعة ، وغيرها من وسائل التواصل الأكثر سرعة ، نظرًا لطبيعة أعمالهم الحرجة .
وتحوي سلسلة الفنادق خدمات متميزة أخرى ، لعملائها من رجال الأعمال مثل الإنترنت لمجاني ، والهواتف اللاسلكية داخل الغرف ، كما تقدّم فندق هوليداي إن على غيره ، من الفنادق الأخرى ، كأول فندق يتيح إمكانية الحجز أونلاين ، حول العالم .
مذكرات والاس جونسون :
تأسست سلسلة فنادق هوليداي إن ، على يدي المليونير الأمريكي والاس جونسون ، لتتحول إلى علامة تجارية رفيعة المستوى ، بين أضخم وأكبر الفنادق الأمريكية ، وكانت قد بدأت كشركة صغيرة ، تابعة لمجموعة فنادق إنتركونتيننتال ، لتنمو بعد ذلك حتى أصبحت ، واحدة من أكبر سلاسل الفنادق الرائدة حول العالم .
حياة والاس جونسون النضالية :
عمل والاس جونسون في بدايته ، عاملاً بسيطًا بإحدى ورش الأخشاب ، ليقضى معظم سنوات حياته الأولى ، في تلك الورشة حيث لم يكن لديه عمل في مكان آخر ، فتفانى في هذا العمل نظرًا لحبه له أيضًا ، واستمر فيه حتى بلغ من العمر أربعين عامًا .
وفي أحد الأيام ، ذهب والاس إلى عمله كما اعتاد ، إلا أنه فوجئ برب عمله ، يطرده منه ويطلب منه عدم الحضور إليه ثانية ، هكذا بدون أية أسباب ، فشعر والاس بالأسف الشديد ، وأنه قد أضاع عمره هباء في تلك المهنة ، وهذا العمل الذي لم يجنِ منه شيئًا .
بالطبع لم يكن لدى جونسون أية فرص أخرى بالعمل ، فهذا هو عمله الوحيد ، الذي ينفق من خلاله على أسرته ، فقرر أن يرهن منزله حتى يستطيع الإنفاق ، وذهب للعمل في مجال البناء ، ليبدأ عمله الجديد بكامل طاقته وقوته .
انتهى والاس من بناء منزلين صغيرين ، وعقب أن أتمهما ، بدأ في عرضهما للبيع ، وحصل على مقابل مرضٍ لهما ، فأعجبته الفكرة ، وعمل في بناء المنازل الصغيرة ، لفترة من الوقت ، تزايد عدد المشاريع لدى والاس ، نتيجة إتقانه لعمله فأصبح متخصصًا ، في مجال البناء العام والتشييد ، ليعرف كل من بالحي اسمه ، ويذيع صيته في المدينة ، إلى أن أصبح يتولى مهام بناء ، فنادق ومستشفيات كبرى في الكثير من الأماكن المختلفة .
بعد أن امتلك والاس ، المال الكافي بدأ مشروعه الخاص ، في بناء سلسلة فنادق هوليداي إن ، ليظهر بتلك الطريقة الاحترافية الفاخرة ، في مختلف الأماكن حول العالم بأسره ، وذلك نتيجة الخبرة المكتسبة طوال السنوات ، التي استطاع أن يعمل بها في هذا المجال ، ليتحول والاس جونسون إلى مليونير ، في غضون خمسة أعوام .