توجد العديد من الشخصيات النسائية البارزة والمعروفة بتحدياتها إلى كل الظروف المحيطة ؛ حتى وإن بلغ الأمر تحدي الحروب والاضطهادات والنزاعات القائمة ، ولقد كانت إليزابيث بلوخمان رائدة مجال تعليم المرأة بألمانيا واحدة ممن استطعن تخطي أزمة اضطهاد السلطة النازية إلى اليهود في ألمانيا .
حياتها :
كانت تعيش إليزابيث وسط عائلة تنتمي إلى الطبقات المتوسطة ، وقد وُلدت عام 1892م وهي ابنة المدعي العام الدكتور هاينريش بلوخمان ، وكانت من أصل يهودي ألماني ، وقد عاشت في عاصمة فايمار الكبرى ، وانتمت كممرضة مساعدة إلى مدرسة البنات العليا ، قامت بالعمل كممرضة في لازاريت بفايمار ؛ وكان ذلك خلال العام الأول من الحرب العالمية الأولى .
وعملت إليزابيث لمدة عامين كمدرسة في Großherzogliche Sophienstift. ، وقامت بالالتحاق بجامعة ينا خلال عام 1917م من أجل دراسة الفلسفة والأدب والتاريخ الألماني ، وانتقلت فيما بعد إلى جامعة ستراسبورغ بألمانيا ، وهناك تمكنت من حضور محاضرات الفيلسوف الألماني جورج سيمل ، وقد قضت فصل دراسي واحد فقط بتلك الجامعة حيث عادت في نهاية الحرب إلى جامعة ماريورغ .
قامت إليزابيث بالتركيز على دراسة تاريخ العصور الوسطى ، كما اهتمت بدراسة الفلسفة وعلم التربية ، وكان المعلم البارز بالنسبة إليها هو نيو نوث كانطي بول ، ثم انتقلت الى الدراسة في جامعة غوتينغن خلال عام 1919م ، وهناك التقت بالمعلم الأكاديمي هيرمان نوهل .
تمكنت من اجتياز اختبار الدولة الذي مكنها من التأهل للعمل في التدريس بالصالة الرياضية خلال عام 1922م ، وتمكنت من الحصول على درجة الدكتوراه في مجال التاريخ خلال عام 1923م ، وعملت أيضًا كمدربة داخل مدرسة المرأة الاجتماعية الموجودة في ثيل هارتس حتى عام 1926م .
وعملت إليزابيث كمحاضرة في دار Pestalozzi-Fröbel منذ عام 1926م وحتى 1930م ، ثم قامت بالعمل كأستاذة في مجال علم التربية الاجتماعية والنظرية بأكاديمية التعليم الموجودة في سكسونيا-أنهالت خلال عام 1930م ، ثم تم فصلها من ذلك المنصب خلال عام 1933م بعد أن تمكن النازيون من الوصول إلى السلطة ؛ وذلك بسبب انتمائها إلى اليهود ، واستطاعت الفرار إلى إنجلترا عبر هولندا .
تمكنت إليزابيث أن تحصل على فرصة عمل دائمة داخل مؤسسة مرموقة في انجلترا ؛ بعكس جميع المهاجرين الذين لم يتمكنوا من الحصول على مثل هذه الفرصة ؛ حيث عملت في أقدم كلية نسائية بجامعة أكسفورد والمعروفة باسم “ليدي مارغريت هول” ، كما عملت كمحاضرة في التعليم الجامعي ؛ وذلك منذ عام 1945م ، وقد تمكنت من الحصول على درجة الماجستير من جامعة أكسفورد خلال عام 1938م ، وحصلت على الجنسية البريطانية خلال عام 1947م .
دُعيت إليزابيث للعودة مرةً أخرى إلى جامعة ماريورغ خلال عام 1952م ؛ وذلك ليتم تعيينها كأول رئيس مستقلة مؤسسة للتعليم العام ، وعلى الرغم من شعورها بالعديد من المخاوف إلا أنها قررت قبول هذه الدعوة ، فأصبحت رئيسة في ذلك المنصب في البداية ثم أصبحت بروفيسور ، كما كانت تعمل كمرشدة لمجموعة تضم الكثيرين من علماء التعليم ؛ حيث أصبح العديد منهم من العلماء المشهورين والإداريين ، ثم تقاعدت عن العمل خلال عام 1960م .
لقد لعبت إليزابيث دورًا أساسيًا في إنشاء العمل العلمي في رياض الأطفال ، كما كان لها دورًا غاية في الأهمية بمجال تعليم المرأة حيث قامت بتأسيس مدارس خاصة بتعليم البنات داخل ألمانيا .
وفاتها :
توفيت إليزابيث خلال عام 1972م بعد إصابتها بمرض السرطان ، وخلال الآونة الأخيرة تم إطلاق اسمها على ساحة داخل “المركز الجديد” بوسط مدينة ماريورغ .