يمتاز أهل الكرم والأخلاق الحميدة بشهرة واسعة وحب وافر من الناس، فماذا إذن إذا كان أحد هؤلاء الكرماء من بين الشعراء أصحاب الكلمات النابضة بأجمل المعاني المؤثرة والذين يمتلكون قصصًا غريبة ومؤلمة ، لعل من أشهر هؤلاء الشاعر نمر بن عدوان الشهير بلقب “أبي عقاب”.

نسبه ومولده :
إنه نمر بن قبلان بن نمر الأول بن حمدان بن عدوان بن فايز بن حمود بن شهيل بن فواز بن حمود بن عدوان العدواني ، وكان مولده بالأردن خلال عام 1745م ، وقد اشتهر لكونه شاعر عربي كما أنه كان زعيمًا لإحدى قبائل العدوان الشرقي بالأردن ، تميز بكرمه وأخلاقه الحميدة ونبله .

كان نمر بن عدوان واحدًا من ضمن عشيرة العدوان الأردنية ؛ والتي كانت تتمركز بوسط الأردن والتي كانت في فترة من الفترات واحدة من زعامات البلقاء ، حتى أصبح لقب الشيخ بين عشيرته البلقاوية هو “شيخ البلقاء بن عدوان”.

حياته الشخصية :
تزوج نمر بن عدوان من امرأة تنتمي إلى قبيلة بني صخر الأردنية وكانت من عشيرة السبيلة ، والتي كانت تُدعى “وضحى” ، وكان لزواجه صدى مزعج داخل قبيلته وذلك لأنه تزوج من قبيلة خارجية وبالتحديد لكونها تنتمي إلى عشيرة بني صخر ؛ والتي كانت خارجة عن حلف العدوان الذي ضم في طياته عشائر السلط وعشائر البلقاوية ، حيث كانت عشائر بني صخر والعباد ضمن الأحلام التي تتنافس على الوصول إلى النفوذ آنذاك بمناطق البلقاء ووسط الأردن .

اشتهر نمر بن عدوان بتأليفه للقصائد الشعرية حتى عُرف بلقب “أمير شعر الأردن في البادية” ، حيث تميز شعره بالتنوع في المواضيع المختارة حيث كتب أشعارًا في الابتهال لله والفخر وغيرهما ، ولكنه امتاز على وجه التحديد بمجموعة قصائد في رثاء زوجته ومنها : “البارحة هي هجعة النوم غرقان .. ويح من الوجلا وفرقة نديمي” ، وقد نُسبت إليه عن طريق الخطأ قصيدة لأحد شعراء الأحساء وهو “محمد بن مسلم” والتي يقول فيها : “البارحة يوم الخلايق نياما .. بيت من كثر البكا كل مكنون.. قمت أتوجد وانثر الماء على ما .. من موق عين دمعها كان مخزون .. ولي ونة من سمعها ما يناما … كني صويب بين الأضلاع مطعون “.

حقيقة قصة نمر بن عدوان :
إنه الشيخ نمر بن عدوان الصخري الذي ينتمي إلى قبيلة بني صخر العربية الشهيرة (تتخذ من شرق الأردن موطنًا لها في الوقت الحالي) ، وحينما تُذكر قصة نمر بن عدوان فإنها تأتي لكونها قصة عجيبة ، حيث أنه كان إنسانًا يعيش في سعادة ورضا حتى توفيت زوجته “وضحى” فتبدلت أحواله وتغيرت حياته ، فأصبح شخصًا مجروحًا حيث أن قلبه كان ينزف ألمًا نتيجة ذلك الفراق الدامي ، مما جعله يقوم بإنشاد شعره المؤثر وكأنه لم يكن شاعرًا قبل وفاة زوجته وأخرج روائع ما يكنن بوجدانه ، وتوفي بن عدوان خلال عام 1823م .

تم إنتاج عمل درامي يتحدث عن حياة النابغة نمر بن عدوان ، وقد حمل المسلسل اسمه ؛ وكان ذلك خلال عام 1977م ، وقد تمت إعادة إنتاج ذلك العمل الدرامي خلال عام 2007م وتم بثه خلال شهر رمضان المبارك من ذلك العام .

By Lars