عرف الإمام بصوته العذب كان إمامًا للحرم المكي لأكثر من أربعين عامًا قضاها في الإمامة والدعوة حتى وصل لرئاسة شئون الحرمين الشريفين وعضوًا في هيئة كبار العلماء وعضوًا في المجمع الفقهي الإسلامي هو الشيخ الجليل محمد بن عبدالله بن عبدالعزيز السبيل إمام وخطيب الحرم المكي الشريف .

ولد الشيخ في مدينة البكيرية بمنطقة القصيم في العام 1345هـ ، من قبيلة بني زيد من قضاعة ، وهو صغير تعلم على يد والده الشيخ عبدالرحمن الكريديس وحفظ كتاب الله تعالى ، ثم تتلمذ على يد شقيقه الشيخ عبدالعزيز الذي كان يتولى قضاء البكيرية ، واتم تعلم التجويد على يد الشيخ سعدي ياسين وهو بعمر الرابعة عشر ، وأخذ العلم الشرعي على يد الشيخ عبدالعزيز السبيل والشيخ عبدالله بن حميد والشيخ محمد المقبل .

ودرس في المسجد الحرام عام 1386هـ قرأ القرآن كاملًا بمكة المكرمة وحصل على إجازة القرآن الكريم برواية حفض عن عاصم وحصل على إجازة الحديث الشريف من الشيخ أبي محمد عبدالحق الهاشمي والشيخ محمد بن عبدالله نور إلهي الهندي ، وتتلمذ أيضًا على يد الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء ، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء والشيخ عبدالرحمن العجلان المدرس السابق بالحرم المكي ورئيس محاكم القصيم وكذلك الشيخ عبدالرحمن الكلية .

في طريق العلم والتحصيل قام الشيخ بحفظ العديد من المتون العلمية منها متن زاد المستقنع بالفقه وعمدة الأحكام ، وبلوغ المرام من أحاديث الأحكام ، وملحة الإعراب للحريري وألفية بن مالك بالنحو ونظم المفردات بالمذهب ، ومنظومة ابن عبدالقوي ، بجانب المنظومات الأدبية والعلمية والقصائد .

تم تكليف الشيخ محمد السبيل بتولى رئاسة لجنة أعلام الحرم المكي الشريف والتي تم تشكليها بناءًا على قرار من هيئة كبار العلماء في العام 1422م وكانت تهدف لتحديد وضع أعلام الحرم المكي ، وفي نفس الوقت تولت اللجنة مهمة رسم خريطة لكامل الحدود مواضع المناطق الداخلية والأعلام ونصبت اللجنة 14 علم في الداخل السبع لمكة المكرمة حتى يراها كل الداخلين القاصدين لمكة المكرمة .

قام الشيخ في حياته بالكثير من الرحلات الدعوية داخل المملكة وخارجها ، في العام 1395هـ كانت رحلته الأولى لدولة غينيا والزيارة الثانية عام 1424هـ لدولة اليابان ، زار في رحلاته الدعوية نحو 50 بلد إلتقى في تلك الرحلات مع عدد من كبار رجال الدول والملوك والحكام ورؤساء الجمعيات الإسلامية والشرعية في العالم .

كان يدعو لإتباع دين الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ، أمضى حياته في سبيل نشر الدين الإسلامي وتصحيح المنكرات التي دخلت عليه وتجميع كلمة المسلمين ونبذ الفرقة من بينهم ، كان الشيخ أيضًا محدث ومفسر ومفتي يروي أشعار العرب وأمثالهم وأدبهم والكثير من القصص الهادفة في مجالسه فكان يشد السامع ويجذب انتباه بحسن عباراته السامية وحسن انتقاءه للأفكار ، تخرج من على يديه الكثير من طلبه العلم كان منزلة في بريده مفتوحًا للجميع كان نعم الأب والمعلم والمربي .

المناصب والأعمال :
تولى الشيخ محمد مهمة الإشراف على المعهد العلمي ببريدة في الفترة بين 1373هـ و1385هـ ، من ثم تم تعينه خطيب ومدرس بالحرم المكي في الفترة من 1385هـ -1428هـ ، وعين عام 1385هـ رئيس للمدرسين والمراقبين لإشراف على رئاسة المسجد الحرام ، وعام 1393هـ تم تعينه نائب رئيس الاشراف الديني على المسجد الحرام ، ثم رئيس للرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي عام 1411هـ حتى عام 1421هـ .

في الفترة 1413هـ حتى 1427هـ أصبح عضوًا في المجمع الفقي الإسلامي التابع لرابطة العلماء المسلمين واستمر في العضوية 37 عام ، كما أنه شارك في عدد من البرامج الإذاعية التي ساهمت في نشر العلم من خلال منهج التربية الشرعية وبرنامج من هدى المصطفى وحديث الاثنين ، وشارك في برنامج الإفتاء نور على الدرب بطلب من سماحة الإمام الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله بجانب عضويات كثيرة في عدد من اللجان ، كما أن الشيخ كان شاعرًا وله ديوان شعري وقصائد عديدة أشهرها مرثية والده عبدالله .

حادثة الحرم الشريف :
كان الشيخ يصلي بالناس في صلاة الفجر في الأول من محرم عام 1400هـ قامت مجموعة مسلحة واقتحمت المسجد الحرام عقب الصلاة ، وعند الانتهاء من الصلاة وقف على رأسه رجلين من رجال المهدي ليكي يقدم المبايعة للإمام المزعوم وكان أمام الشيخ طفل فطلب منه أنه يتركوه يصلي على الطفل ورفض المبايعة ، وحدثت بلبله في الحرم واضطرب الوضع وانشغل المسلحون واستطاع الصلاة على الطفل وحده ، ثم بعد الصلاة نزل الشيخ لاقبية الحرم واتصل بالشيخ ناصر بن حمد الراشد واسمعه طلقات الرصاص وخرج من أحد أبواب الحرم ورمى بغترته حتى لا يعرفه أحد بعدما أمرت الجماعة المصلين بالخروج .

الوفاة :
توفى الشيخ رحمه الله في مستشفى الحرس الوطني بجدة يوم الاثنين الموافق 4 2فر عام 1434هـ بعد معاناة مع المرض وتمت الصلاة عليه عصر يوم الثلاثاء الموافق الخامس في المسجد الحرام ودفن في مقبرة العدل فرحمه الله رحمة واسعة ..

By Lars