تعد مالالا يوسفزي أصغر حائزة على جائزة نوبل للسلام ، وهي فتاة مسلمة من باكستان ولدت في العام 1997م ، في منطقة جبلية تدعى سوات ، كان والدها ضياء الدين شاعر وناشط اجتماعي ومعلم شجعها والدها على استكمال دراستها بالرغم من أنهم يعيشون في بيئة ترفض التعليم للفتيات وتقلل من شأن النساء .
كان والدها دائم الحرص على تشجيع ابنته وكان يتحدث معها بشأن الأمور العامة والأمور السياسية وكان يشجعها عن التعبير عن رأئها بسن صغير ، نشأت الفتاة كمسلمة تنتمي لمنطقة الباشتون الواقعة على الحدود الباكستانية وكان لها شقيقان .
تعلمت الفتاة اللغة الإنجليزية وهي بعمر الحادية عشر ، وبرزت أفكارها وهي بسن صغير فكان وهي بهذا العمر الصغير من أشد المناصرين لفكرة تقديم وتوفير التعليم للجميع على السواء الرجال والنساء ، وبدأت بالتدوين تحت اسم مستعار قبل أن تتم عامها الثاني عشر كان الاسم جوا ماكاي كانت تكتب لشبكة بي بي سي الأردية في البداية كتبت مقالات عن حياتها الشخصية ، ولما وصلت حركة طالبان لسدة الحكم في سوات حظرت تعليم الفتيات ، لذلك بدأت في توجيه كتابتها ومدونتها للحديث عن كل التغيرات التي طرأت في حياتها ، وكانت تسرد قصص وحكايات عن تدمير حركة طالبان للمدارس وأنهم دمروا وحرقوا أكثر من مائة مدرسة لتعليم الفتيات .
واصلت الفتاة التدوين واستمرت للذهاب لمدرسة وكانت تخفي كتبها الدراسية ، فكانت تخشى من أن يقتلها أحد من حركة طالبان ، ولكن بالرغم من الخوف المتزايد واصلت التعلم ، في تلك العام أنتجت صحيفة النيويورك تايمز فيلم وثائقي عن تدمير حركة طالبان لمدارس الفتيات وظهرت مالالا على شاشة التلفاز، وسريعًا تم التعرف على مدونتها وتلقى والدها تهديدات بالقتل ومع ذلك رفضت مالالا إغلاق المدرسة التي كانت تذهب إليها .
اضطرت اسرتها بعد ذلك للعيش بمخيمات اللاجئين وفي تلك الفترى التقت مالالا بالناشطة شيزا شهيد كانت من أنصار الدفاع عن المرأة وتوطدت العلاقات وأخذتها قدوتها ومعلمتها ، وظلت مالالا تدافع عن حقوق النساء في المجتمع الباكستاني رشحت لنيل جائزة نوبل للسلام عام 2011م ، استمرت مالالا في الذهاب للمدرسة مما أغضب حركة طالبان وفي يوم 9 أكتوبر لعام 2012م وهي تستقل حافلة المدرسة قام مسلحون بإيقاف الحافلة وسألوا عنها وتم إطلاق الرصاص أصيب مالالا بإصابات بالغة تم نقلها للمستشفى وأزال الأطباء الرصاص من الرقبة والأرس قاموا بإزالة جزء من الجمجمة ، تعاملت الصحافة الباكستانية مع الحادث بشكل سلبي .
بعد الحادث تم نشر قصة مالالا في جميع أنحاء العالم وتم تغير اسم جائزة باكستان الوطنية للسلام للشباب لجائزة مالالا الوطنية للسلام ، ودعت المملكة المتحدة مالالا وأسرتها للعيش بها للهروب من جحيم طالبان وتم استكمال علاجها وتم تعين والدها بالقنصلية الباكستانية ، خضعت الفتاة لعدد من الجراحات بالرأس وتم زراعة قوقعة بالأذن وسرعان ما تعافيت ، وفي مارس 2013م عادت للدراسة في برمنجهام وعادت تطالب بحق الفتيات في التعليم وأعلنت عن إنشاء صندوق لدعم القضية .
وفي عام 2013م رشحت لجائزة نوبل للسلام وشحتها مجلة التايم البريطانية لتصبح شخصية العام ، ولكنها حصلت على جائزة سيمون دي بوفوير الفرنسية لحقوق المرأة وقامت بإلقاء الخطاب الشهير في الأمم المتحدة في يوليو 2013م وهي ترتدي شال رئيسة الوزراء بنظير بوتو ونشرت سيرتها الذاتية تحت عنوان أنا مالالا .
وفي عام 2014م فازت مالالا بجائزة نوبل للسلام مناصفة مع الناشطة الهندية كايلاش ساتيارثي لتصبح أول فتاة مسلمة وصغيرة تحصل عليها ومازالت مالالا تعمل على دعم قضايا التعليم وتدعو لتشريعات جديدة لمساواة الرجال والنساء في التعليم ..