لقد أثبتت الشخصيات الناجحة قدرتها على الوجود بين صفوف العظماء الذين قدموا الكثير للبشرية ، وكان عبدالرحمن الأنصاري واحدًا من الذين أثبتوا نجاحهم وحققوا تميزًا في مجال علم الآثار .

مولده ودراسته :
وُلد عبدالرحمن بن محمد الطيب الأنصاري بالمدينة المنورة خلال عام 1935م ، وقد تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بها ، وسافر إلى القاهرة ودرس اللغة العربية حتى تخرج عام 1960م من جامعة القاهرة وهو حاصلًا على شهادة الليسانس في مجال اللغة العربية والأدب ، سافر فيما بعد في بعثة إلى المملكة المتحدة وهناك حصل على الدكتوراه في مجال الفلسفة من القسم الخاص بالدراسات السامية داخل جامعة ليدز خلال عام 1966م .

خاض أثناء إتمام دراسته تجربة التنقيب الأثري بالتعاون المشترك مع المشرف الخاص برسالته بجامعة دورهام وأيضًا في موتيا الموجودة بصقلية ، وقام كذلك بالأعمال التنقيبية داخل القدس بالتعاون مع البروفيسورة كاثلين كينون خلال عام 1966م .

مناصب العمل :
قام البروفيسور عبد الرحمن الأنصاري بالعمل كعضو بهيئة التدريس في جامعة الملك سعود وكان ذلك منذ عام 1966م وحتى 1999م ، وقد شغل عدة مناصب مهمة خلال فترة عمله بالجامعة ؛ حيث أنه خاض زمام العمل كعميد لكلية الآداب منذ عام 1971م وحتى عام 1972م ، ثم عاد إلى نفس المنصب بعد أن تركه منذ عام 1988م وحتى عام 1994م .

أصبح الأنصاري رئيسًا لقسم التاريخ بالكلية منذ عام 1974م وحتى عام 1978م ، كما عمل كرئيسًا لقسم الآثار والمتاحف منذ عام 1978م وحتى عام 1986م ، وقد تم اختياره ليكون عضوًا داخل مجلس الشورى خلال الدورة الأولى به ، وبالفعل قدم العديد من الخدمات على مدار دورتين داخل المجلس .

قام الأنصاري بالتأسيس لدراسة العلوم الخاصة بالآثار داخل المملكة ؛ حيث بادر بإنشاء قسمًا خاصًا بالآثار ينتمي إلى القسم التاريخي في جامعة الملك سعود ، كما قام بتأسيس قسم الآثار والمتاحف داخل نفس الجامعة خلال عام 1978م ، ويُعد ذلك القسم هو أول قسم أكاديمي داخل المملكة ، وقد اشتهر الأنصاري بقيادته لأعمال التنقيب عن الآثار داخل قرية الفأو الواقعة جنوب الجزيرة العربية منذ عام 1972م وحتى عام 1995م .

قام الأنصاري بتأليف كتاب يتحدث فيه عن تجربته التنقيبية بقرية الفأو تحت عنوان “قرية الفأو.. صورة للحضارة العربية قبل الإسلام” ، وقد تحدث فيه عن النتائج التي توصل إليها خلال أول ستة مواسم من رحلة التنقيب في تلك البقعة الأثرية المهمة .

أصبح الأنصاري رئيسًا لهيئة تحرير مجلة أدوماتو ؛ وهي مجلة تختص بمجال البحوث الآثارية داخل المملكة والوطن العربي وتعمل على نشر أبحاثها باللغتين الإنجليزية والعربية ، وهي محط اهتمام المتخصصين والمهتمين بالآثار بجميع أنحاء العالم ، وتقوم بإصدار عددين فقط على مدار العام .

الجوائز التي حصل عليها :
حصل الأنصاري على عدة جوائز وأوسمة تكريمًا لتفوقه وجهوده المبذولة في مجال علم الآثار ؛ حيث حصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى مُقدم من المملكة خلال عام 1982م ، كما مُنح جائزة مؤسسة التقدم العلمي بالكويت خلال عام 1984م ، ومنحته الجمهورية اليمنية وشاح الثقافة والفنون خلال عام 1998م .

وحاز على درع الآثاريين العرب بالقاهرة خلال عام 2001م ، وقدم له رئيس جمهورية اليمن ميدالية 22 مايو خلال عام 2004م ، كما حصل على جائزة الأمير سلمان الريادة خلال عام 2005م ، ومنحه اتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة درع شوامخ المؤرخين العرب خلال عام 2007م .

By Lars