هو الفيزيائي المسلم محمد بن عبد السلام الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1979م ولد في مدينة جهانغ في باكستان في العام 1926م ، كانت تلك المدينة في هذا الوقت جزءًا من الهند كان والده رجلًا بسيطًا يعمل ككاتب في أحد مكاتب التفتيش على المدارس وكان حريصًا على تعليم أبناءه ، تعلم محمد في مدراس البنجاب حتى وصل لعمر الرابعة عشر حصل على أعلى درجة تم تسجيلها في امتحان القبول لتقديم لجامعة بنجاب وعلى أساس ذلك حصل على منحة دراسة في الكلية الحكومية في مدينة لاهور .

أظهر محمد في تلك الفترة نبوغ منقطع النظير في الرياضيات ونال عدد من جوائز التفوق في جميع مراحل التعليم حتى تخرج من الجامعة في العام 1944م وحصل على درجة الماجستير في الرياضيات من جامعة لاهور في العام 1949م ، وفي نفس العام حصل على منحة دراسية في كلية سانتجون بجامعة كامبريدج ، ونال منها شهادة البكالوريس مع مرتبة الشرف في الفيزياء والرياضيات في العام 1949م ، ثم حصل على جائزة سميث من جامعة كامبريدج لمساهمته المميزة في مجال الفيزياء في مرحلة ما بعد الدكتوراه لعام 1950م .

ثم نال درجة الدكتوراه من جامعة كامبريدج في مجال الفيزياء النظرية ونُشرت أطروحة الدكتوراه الخاصة به عام 1951م والتي تضمنت الأعمال الرئيسية في مجال الإلكتروديناميك الكمومي واكسبته سمعة دولية كبيرة ، ثم سافر للولايات المتحدة في برنسيتون في نيو جيرسي غي الولايات المتحدة في نفس العام وتم انتخابه زميل للأبحاث العلمية في كلية سانت جون وبدأ يلمع اسمه دوليًا وأخذت أبحاثه مكانة مميزة بين أبحاث العلماء المتميزين .

ثم عاد لبلدة باكستان ليقوم بتدريس الرياضيات في جامعة لاهور الحكومية وفي العام 1952م أصبح رئيسًا لقسم الرياضيات في الجامعة ، وكان يأمل في تأسيس مدرسة للأبحاث العلمية ولكنه كان مستحيل فلم يتمكن من متابعة دراساته في الفيزياء فاضطر لمغادرة البلاد والعودة للعمل في الخارج ، حتى تمكن بعد سنوات من حل معضلة كانت تواجه جميع الفيزيائيين النظريين في البلدان النامية فعمل على إنشاء المركز الدولي للفيزياء في ايطاليا ، والذي سمح للفيزيائيين الشباب على قضاء عطلاتهم وهم على اتصال وثيق بنظرائهم في نفس المجال البحثي مع الرواد في المجال .

في العام 1954م أصبح محاضرًا في جامعة كامبريدج بعدما غادر باكستان ، وأصبحت كل زياراته لباكستان كمستشار علمي فقط مع ذلك كان عضوًا في لجنة باكستان الذرية وفي اللجنة العلمية الباكستانية ، وفي العام 1957م عُين أستاذًا في الفيزياء النظرية في Imperial College بلندن .

ثم أصبح مديرًا للمركز الدولي للفيزياء في العام 1964م ، وكان هو الباحث الأكثر دراسة للجسيمات الأولية طيلة أربعين عامًا فقد بحث الدكتور محمد عبد السلام في مجال جسيمات النيوترينو وتطوير نظرية التفاعل الكهرضعيف وهو الوصف المحدد للقوتين النوووية الضعيفة والكهرومغناطسية وقد اشترك مع شيلدون غلاشو وستيفن واينبيرغ لاستفادة من اليات تفسير الكتلة في بعض الجسيمات والتي اقترحها بيتر هيغز .

في العام 1979م تم منحه جائزة نوبل في الفيزياء هو والعلماء الثلاث ، وقد ساهم عبد السلام في العديد من الأبحاث والمشاركات المؤثرة في الحقل العلمي ، وشارك أيضًا في لجان الأمم المتحدة لدعم البحث في العالم النامي ، وانفق امواله التي حصل عليها من الجوائز التي نالها لإنشاء صندوق لطلاب الفيزياء في باكستان حتى يتمكنوا من زيارة المركز الدولي للفيزياء وتوفي في أكسفورد في العام 1996م عن عمر يناهز السبعين عامًا ودُفن في باكستان ..

By Lars