من أعلام الفلاسفة التجريبيين كان له نظرة خاصة بالمعروفة وبلورتها ، وهو أحد القائلين بالعقد الاجتماعي ، كان لوك يؤمن بأنه لابد من تجريب الأفكار واقعيًا واعتقد أيضًا بوجوب التجربة لأنها هي البرهان الصادق على الإدعاء ، فقد أخذ عن توماس هوبز بعض أعماله عن العقد الاجتماعي وعارضه في عدد من النظريات وأضاف لما قاله وكان بلورة المفهوم بالكامل على يده .

ولد جون لوك John Locke في العام 1632م في زنجتون في إقليم سومرست ، في وقت كانت هنالك ثورة دامية في انجلترا ، كان أبوه محاميًا بيوريتانيًا شرح لأبنه نظرية سيادة الشعب ونظرية الحكومة النيابية ، والتي ظل مؤمنًا بها حتى طور أفكاره ومبادئه السياسية

تعلم لوك في مدرسة وستمنستر ثم التحق بكلية كنسية المسيح في جامعة أكسفورد ، درس علم الأخلاق والهندسة والبلاغة واللغة اليونانية والمنطق وعمل محاميًا في اكسفورد وانتخب طالبًا مدى الحياة ولكن هذا اللقب سُحب منه بعد ذلك ، ثم درس في كرايست تشيرش في أكسفورد وأطبح طبيب ، ولكن ما لبث وتحول للفلسفة ، لينتج طوال تاريخه العلمي المؤلفات القيمة التي تتعرض لموضوع المشكلات التي يستطيع الفهم البشري التعاطي بها .

وخلال تاريخه تولى عددًا من المناصب ، في عام 1667م أصبح الطبيب الخاص لأسرة أنتوني آشلي كوبر والذي صار فيما بعد وزيرًا للعدل ولعب دورًا هامًا في الأحداث السياسية التي وقعت بريطانيا فيها في الفترة من 1660م- 1980م ، ولعبت علاقة لوك بهذا الرجل دورًا كبيرًا في نظرياته السياسية الليبرالية لأنه كان يتمتع بنفوذ كبير في بريطانيا وكان هو سند لوك حتى أنه كتب عام 1667م مقالًا عن التسامح وراح فيه أفكاره القديمة بإمكانية تنظيم الدولة لكل شئون الكنيسة .

ثم كتب بعدها مقالتان عن الحكومة وتأييد الثورة الكبرى ، ثم هاجر لهولندا عام 1683م بسبب ملاحقة الشرطة له بسبب اتصالاته مع وزير العدل ، وكتب فيها عدة مقالات عن الفهم البشري ومقالات عن افكاره في التربية والتسامح ، ورجع انجلترا مرة أخرى مع الثورات الكبرى ولكن الجامعات القديمة هناك رفضت فلسفته وأرائه الليبرالية وكان لكتابته دورًا كبير في الثورة الأمريكية ، فمفهوم العقد الاجتماعي الذي جاء به كان محور تحول جذري في العلاقات السياسية داخل الدولة ، كما أنه وضع النواة الأولى لأفكار مونتسكيو عن فصل السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية في الدولة .

كان لوك محط إعجاب الأمريكيين وكان من ضمن آراءه أن الوظيفة العليا للدولة هي حماية الحرية ، وظلت فلسفته في عصر الصراع بين الملك والبرلمان فالملك كان يحافظ على مكاسبه الوراثية ووضعه المميز في الدولة وكان البرلمان يمثل البرجوازية الصاعدة هم طبقة التجار ورجال الصناعة وانتهت تلك الحرب بانتصار البرلمان على الملك ، وكانت أهم أعماله رسالة في التسامح الديني أما مقولاته الخالدة فهي لقراءة تمُد العقل فقط بلوازم المعرفة ، أما التفكير فيجعلنا نملك ما نقرأ وأيضًا قال ما من طريقة تدافع بها عن نفسك من هذا العالم ، سوى أن تتعمق في معرفته ، وتوفي لوك في العام 1704م بعدما جاء بنظرية المعرفة وبلورتها ..

By Lars