الملك الفيلسوف هو اللقب الذي يُطلق على ماركوس أوريليوس الإمبراطور الروماني الي حكم ما بين عامي 161-180م ، عُرف عنه تسامحه مع أعداءه وصلاحه كما أنه كان كارهًا لأساليب الحكم المتبعة آنذاك فضى على الفساد وحظر عمل المخبرين وعمل على تحرير العبيد ، رفض فرض الضرائب أثناء حملاته العسكرية على أوروبا وعقد مزاد علني لبيع مقتنيات زوجته الحريرية ..
كان ماركوس فيلسوفًا ولكن ليس بالمعنى الدارج ، فقد كان يكتب تأملاته يومًا بعد يوم حتى أثناء الحروب وفرض مذهبة الرواقي كدين رسمي للإمبراطورية ، وكانت الرواقية هذه واحدة من الحركات الفلسفية الجديدة في الحقبة الهيلنستية والتي ظهرت وتأسست في مدينة أثينا من قبل شخص يُدعى زينون الرواقي في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد ، وقال الرواد لتلك المنهج أن المشاعر النفسية الهدامة تنتج عن أحكام خاطئة أما الشخص الحكيم الذي يبلغ ذروة الكمان الأخلاقي لن يعاني من تلك المشاعر أبدًا .
بدأ ماركوس أوريليوس في توسيع مذهبه الرواقي وظهرت تأملاته في لغة الصفوة من مثقفي الرومان وسمها بعبارة Ta eis heauton ” وتعني “إلى نفسه وهي أن الإمبراطور يخاطب نفسه هو فقط ولم يكتبها ليقرأها أحد سواه ، وهذه التأملات هي وحدة الكون يقول أن ثمة ضوء واحد للشمس وحتى إن تشتت على الأشياء وهنالك ثمة روح حيوانية واحدة وإن توزعت فيجب النظر للعالم على أنه كائن حي واحد من مادة ورح واحدة فجميع الأشياء يربطها معًا ربطا مقدس ، والتأمل الثاني هو التغير وهو أن كل شيء في الطبيعة يتغير وكل شيء من الأشياء يتغير ولا يدوم إلا قليلًا .
والتأمل الثالث هو الحيوان الاجتماعي ومعناه أن هدف خلق الإنسان كان من أجل التعاون ، والتأمل الرابع هو الانتماء إلى الكل أي شيء تجري عليه الأقدار هو تمرد انفصالي عن الطبيعة والتأمل الخامس هو التناغم مع الكون لابد أن نضع في اعتبارنا طبيعة الكل وطبيعة الجزء وعلاقة تلك الطبيعة ، أما التأمل السادس التناغم مع الكون والتأمل السادس هو التناغم مع الحياة عمومًا وأخيرًا مواجهة الموت ، هكذا انطبق على ماركوس أوريليوس مقولة أفلاطون أنه لا ينصلح أمر الأمة إلا إذا حكم فلاسفتها أو تفلسف حكامها .